يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ21 على التوالي، مُخلفًا 25 شهيدًا وعشرات الإصابات. وقال مساعد محافظ جنين منصور السعدي في تصريح، إن الاحتلال دمَّر مخيم جنين بالكامل، وهَجَّر قرابة 20 ألف شخص من داخله.
ويوم أمس، استطاع عدد قليل من الصحفيين والمواطنين الدخول إلى حارة الحواشين وساحة المخيم وحارة السمران، حيث كان حجم الدمار هائلًا جدًا وغير مسبوق، فقد دمر الاحتلال جميع ممتلكات المواطنين ومحلاتهم التجارية وبيوتهم، وحوَّل الشوارع إلى ساحات من الخراب والركام.
وأطلق جنود الاحتلال النار تجاه الصحفيين الموجودين في مخيم جنين، واحتجزوا مجموعة منهم واستجوبوهم واحتجزوا هواتفهم، ومنعوهم من العودة إلى المخيم. ويستمر الاحتلال في هدم منازل المواطنين في المخيم وإحراقها، وسط تحليق مكثف للطائرات المُسيرة.
آثار الدمار الهائل الذي خلفه جيش الاحتلال بالقرب من منزل حويل خلال العدوان المتواصل على مخيم جنين. pic.twitter.com/nHs8MdJP1S
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) February 9, 2025
وتواصل آليات الاحتلال العسكرية حصار مستشفى جنين الحكومي بعد تجريف مدخله والشارع الرئيس الواصل إليه، ولليوم الـ21 على التوالي تعاني أقسام المستشفى نقصًا حادًا في المياه الصالحة للشرب، فيما تعمل أقسام المستشفى الضرورية بالحد الأدنى من طاقتها الاستيعابية، بسبب عدوان الاحتلال الذي يُصعّب وصول المرضى إليه.
واعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم 4 مواطنين من بلدة سيلة الحارثية غرب جنين، بعد محاصرة منزل وإحراقه، كما دمرت محويات منزل آخر وحطمت محلًا تجاريًا. ويواصل الاحتلال دفع تعزيزات عسكرية مصحوبة بالجرافات إلى مدينة جنين ومحيط المخيم.
🎦منزل فجّرته قوات الاحتلال في بلدة السيلة الحارثية غرب #جنين. pic.twitter.com/uChRS2lKNv
— عربي بوست (@arabic_post) February 10, 2025
لليوم الـ15 تواليًا.. الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها
هذا، وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الواسع على مدينة طولكرم ومخيميها “طولكرم ونور شمس”، لليوم الـ15 على التوالي، وسط تصعيد عسكري وفرض حصار مشدد يفاقم من معاناة السكان.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية، في الوقت الذي نفذت فيه عمليات اقتحام واسعة للمنازل وسط إطلاقها الرصاص الحي، وسماع أصوات انفجارات ضخمة خاصة في مخيم نور شمس، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وممتلكات المواطنين.
وما زالت قوات الاحتلال تفرض حصارًا مشددًا على مخيم نور شمس، وتمنع المواطنين من مغادرته، وسط مداهمتها للمنازل في حارات جبل النصر، وجبل الصالحين، والمنشية، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، واحتجزت سكانها بظروف صعبة، بما فيهم النساء والأطفال، في الوقت الذي استولت فيه على مباني سكنية في مناطق بضاحيتي ذنابة واكتابا المتاخمتين للمخيم وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
في أكبر عملية تهجير تشهدها الضفة الغربية على مدار أكثر من 25 عام نزوح ما يزيد عن 30 ألف فلسطيني في طولكرم وجنين وطوباس خلال العملية العسكرية المتواصلة وتحت تهديد السلاح.
نزوح إلى المجهول ولاتزال الأعداد تتزايد نتيجة بدأ حصار مخيم نورشمس في طولكرم.#فلسطين #الضفة_الغربية pic.twitter.com/iI9x1bg00I
— ليث جعار Laith Jaar (@LaithJaar) February 9, 2025
كما ألحقَت جرافات الاحتلال دمارًا واسعًا في البنية التحتية في شارع نابلس الذي يصل مخيم نور شمس ببلدة عنبتا، مرورا بدوار بلعا شرق المحافظة، بالتزامن مع تجريف وتدمير كبير للبنية التحتية عند مداخل مخيم نور شمس وفي حاراته، تحديدا حارات المنشية والقلنسوة والمسلخ، وطالت تدمير أجزاء واسعة من المنازل والمحلات التجارية.
وما زالت قوات الاحتلال تطبق حصارها على مخيم طولكرم، وتقوم بإطلاق كثيف للأعيرة النارية بشكل عشوائي، وتستولي على المنازل والمباني في حاراته كافة، وتنشر الجنود المشاة فيها، كما واصلت الاستيلاء على عدد من المنازل في محيطه وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة.
وتتفاقم المعاناة اليومية للمواطنين الذين ما زالوا في منازلهم على أطراف المخيم، بسبب الحصار المشدد وما رافقه من انقطاع في الكهرباء والمياه والاتصالات والإنترنت، بسبب التدمير الكامل للبنية التحتية، إضافةً إلى النقص الحاد في المواد الغذائية ومياه الشرب والأدوية، خاصة لكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وفي مدينة طولكرم، انتشر جنود الاحتلال المشاة في أحياء المدينة، وتحديدًا الشرقية والجنوبية والشمالية، وداهموا عددًا من المنازل، واستولوا على تسجيلات كاميرات المراقبة وسط تشديد الحصار على الحي الشرقي، خاصة في منطقة شارع المقاطعة، ومنع تنقل الأهالي الذين أطلقوا مناشدات لتوفير متطلباتهم الأساسية.
من إحراق الاحتلال منازل الفلسطينيين وتجريف الشارع الرئيسي بمخيم نور شمس في طولكرم خلال عمليته العدوانية #خبرني pic.twitter.com/fhJAyZCg6F
— خبرني – khaberni (@khaberni) February 9, 2025
كما واصلت قوات الاحتلال حصارها لمستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، ونشر آلياتها والجنود المشاة على مداخله، وعرقلت عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية، وإخضاع كل من يريد الدخول للمستشفى للتفتيش والاستجواب.
واستشهد الليلة الماضية الشاب إياس عدلي فخري الأخرس (20 عامًا) في مخيم نور شمس، ما يرفع عدد شهداء المخيم منذ العدوان عليه أمس إلى ثلاثة، إذ استشهدت في وقت سابق المواطنتان سندس جمال محمد شلبي (23 عامًا) وجنينها، ورهف فؤاد عبد الله الأشقر (21 عامًا)، وأصيب سبعة آخرون، ما يرفع عدد شهداء طولكرم خلال هذا العدوان إلى ثمانية.
وأعلنت كتائب القسام أن الشهيد إياس عدلي الأخرس ارتقى خلال اشتباك مباشر مع جنود الاحتلال داخل المخيم، محذرةً من مزيد من “كمائن الموت” التي تنتظر جنود الاحتلال في الضفة.
وفي السياق ذاته، واصلت قوات الاحتلال لليوم الثالث إغلاق جسر جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم، الذي يربط المدينة بقرى الكفريات ومحافظات الضفة.
الاحتلال يواصل عدوانه وحصاره على مخيم الفارعة لليوم التاسع على التوالي
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدوانها على مخيم الفارعة جنوب طوباس، لليوم التاسع على التوالي. وأفادت مصادر إعلامية بأن قوات الاحتلال ما زالت تدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية من حاجز الحمرا باتجاه المخيم، فيما تواصل تدمير البنية التحتية وممتلكات المواطنين فيه.
وأضافت أن قوات الاحتلال تواصل مداهمة العديد من منازل المواطنين وتدمير محتوياتها، فضلًا عن التحقيق ميدانيًا مع عشرات المواطنين، واعتقال آخرين. كذلك، ما زالت قوات الاحتلال تجبر العائلات على النزوح قسريًا من منازلها، في الوقت الذي نزح فيه المئات بشكل جماعي إلى خارجه، في ظروف صعبة للغاية وتحت التهديد والتنكيل.
وما زال المواطنون داخل المخيم يعيشون ظروفًا إنسانية في غاية الصعوبة، بسبب استمرار انقطاع المياه عن المخيم، وعرقلة الاحتلال إدخال المواد التموينية والأساسية، بما فيها أدوية المرضى وحليب الأطفال.
🟢 الاحتلال يوسع عمليته العسكرية التي انطلقت في 21 يناير في #الضفة_الغربية إلى مخيم نور شمس
والعدوان متواصل على جنين لليوم 20 وعلى طولكرم لليوم 14 وعلى طوباس اليوم 8
ومن جرائم الاحتلال، اغتيال السيدة سندس شلبي وجنينها خلال النزوح من مخيم نور شمس في #طولكرم#فلسطين pic.twitter.com/t8UpCkulXo
— ساحات 🇵🇸 (@Sa7atPl) February 10, 2025
اقتحامات واعتقالات وسط اشتباكات
وصعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، واقتحمت عدة مدن وبلدات، وشنت حملة اعتقالات، تزامنًا مع مواجهات مسلحة خاضتها المقاومة في مناطق متفرقة.
وأفادت مصادر محلية بأن آليات الاحتلال اقتحمت بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، واعتقلت عددًا من الشبان، كما أشعلت النيران في أحد المنازل. وخلال الاقتحام، اندلعت اشتباكات عنيفة، استخدم فيها المقاومون العبوات الناسفة لصدّ التوغل العسكري.
وأعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين، أن مقاتلي سرية السيلة الحارثية فجّروا عبوة ناسفة في مركبة عسكرية، ما أدى إلى إعطابها، بينما أكدت سرية اليامون خوضها اشتباكات عنيفة لإسناد المقاومين في السيلة الحارثية.
في نابلس، داهمت قوات الاحتلال بلدة بيت فوريك، حيث سيرت آلياتها العسكرية في شوارع البلدة، واعتقلت شابًا من منطقة وادي الباذان. كما اقتحم جنود الاحتلال مخيم العروب شمال الخليل، وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز، وأجبروا أصحاب المحال التجارية على إغلاقها بالقوة.
متابعة| آثار الدمار الذي خلفه الاحتلال بمنزلٍ في النصارية شمال شرق نابلس. pic.twitter.com/cEAQaP77ec
— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) February 9, 2025
وفي طولكرم، استشهد شاب برصاص الاحتلال خلال اقتحام مخيم نور شمس، حيث شهدت المنطقة سلسلة انفجارات، وفرضت قوات الاحتلال حظر تجول على السكان.
وفي سياق متصل، توغلت آليات الاحتلال في بلدة طمون جنوب طوباس واعتقلت شابًا، كما اقتحمت قوات الاحتلال حي كفر عقب شمالي القدس المحتلة.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي صعّد من عملياته العسكرية في الضفة منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بدءًا من جنين، ثم توسع إلى طولكرم وطوباس، تزامنًا مع حربه المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي راح ضحيتها أكثر من 910 شهداء في الضفة، بينهم 183 طفلًا، إضافة إلى نحو 7 آلاف مصاب واعتقال أكثر من 14,300 فلسطيني، وفق مصادر رسمية.
المصدر: مواقع