انتهت المشاوراتُ وبدأَ مشوارُ التأليف. رئيسُ الحكومةِ المكلفُ مصطفى اديب بدأَ البحثَ وفقَ قناعتِه عن اختصاصيينَ لتشكيلِ حكومةٍ متجانسة كما قالَ بعدَ لقائه رئيسَ الجمهوريةِ العماد ميشال عون. فلاقته كتلةُ الوفاءِ للمقاومة بتجديدِ الدعوةِ الى تسهيلِ امرِ التكليف، والتأكيدِ على التعاطي ايجاباً مع المبادراتِ من الاشقاءِ والاصدقاء، في ضوءِ التزامِها ...
اثنانِ واربعونَ عاماً على تغييبِ الامامِ السيد موسى الصدر ورفيقيه، والوطنُ الذي اَحبَّ ما زالَ ضائعاً بينَ اوهامِ البعض ِ واحلامِ آخرين، وكلما انبتَ املاً بالخلاصِ اضاعوهُ في غيابةِ الخلافاتِ والاحقاد. وحدَه زرعُ الامام الصدر مَن اثمرَ لهذا الوطنِ شيئاً من العزِّ الذي يَليقُ بعينيهِ – المقاومة – التي اهتدت ...
وإن لم تمتلئِ الساحاتُ بالجموعِ في يومِ سبطِ الرسول، فالقلوبُ فاضت بالولاء، وتَجدَّدَ الحزنُ بحزنين: لاليمِ المصاب، ولما اصابَ العالمَ من وباءٍ فرّقَ الجموعَ عن ساحاتِ الحسينِ عليه السلام. لكنَ مِنبرَه لن يَهُزَّهُ ضيم، ورجعُ صداهُ يملأُ الارجاء، بانْ لا اشتباهَ بينَ الحقِّ والباطل، واَنَّ هيهاتَ منّا الذلة، هيهات. بالمعادلاتِ ...
كلما رُتِقَتْ بالسياسةِ من مكان فُتِقَتْ من مكانٍ آخر، وكلما أَمَّلَ اللبنانيونَ ان يرتقيَ العملُ السياسيُ الى مستوى الازمة، خابت الامالُ بالمناكفاتِ التي تُظهرُ أنَ اهلَها في مكانٍ واوجاعَ الناسِ وهمومَهم في مكانٍ آخر. ملفُ تشكيلِ الحكومةِ معقدٌ بكلِّ اشكالِه، والبلدُ النازفُ يزدادُ نَزْفاً ووجعاً، وتصنيفُه من الخطرِ الى الخطرِ ...
عندما يُعرفُ مصدرُ الصوتِ فلا قيمةَ بعدُ لصداه، وعندما يُعرفُ انَ الحملةَ التي تَستغِلُّ حادثةَ المرفأِ للهجومِ على سلاحِ حزبِ الله مَقرُّها وزارةُ الحربِ الصهيونية، فلا حاجةَ للتصويبِ على بعضِ المنابرِ اللبنانيةِ التي كانت – قاصدةً او عن غيرِ قصد – رجعَ صدىً لتلكَ الغرفة . صحيفةُ “اسرائيلُ اليوم” العبريةُ ...
دخلَ لبنانُ حالةَ الاقفالِ العامِّ وفقَ القراراتِ المتخذة، لكنْ وفقَ الوقائعِ فانَ حالاً من التفلتِ العامِّ تعمُ المناطقَ اللبنانيةَ كافة، ولا من يتعظُ ولا من يَتقي الله في اهلِه وناسِه ووطنِه المفتوحِ على كلِّ انواعِ الازمات. ومعَ انَ المناشدةَ أوقعتنا بالتكرار، الا انها واجبةٌ لعلَنا نساهمُ بمنعِ تكرارِ مشاهدِ الموتِ ...
بعدَ ان أُقفلت كلُّ السبلِ لتطويقِ كورونا ، كانت التوصيةُ بالاقفالِ العام . اقفالٌ لاسبوعينِ لعلهما يَحدّانِ من الكارثةِ التي تسيطرُ على البلاد، والتي يظهرُ انَ واقعَ الوباءِ يفوقُ تعدادَ ارقامِ المصابين، وانَ البلدَ المصابَ بكلِّ الامراضِ السياسيةِ والاقتصاديةِ اعجزُ من انْ يَحتملَ انتشاراً لكورونا كالذي يشهدُه اليوم. وبالدليلِ الذي ...
على شفيرِ الهاويةِ يقفُ لبنانُ ومعه اسوأُ السيناريوهاتِ التي كانَ يخشاها معَ كورونا. المستشفياتُ تعجُّ بالمرضى المصابين، وتَضُجُّ المدنُ والقرى بالتجمعاتِ البشريةِ معَ كثيرٍ من عدمِ المسؤوليةِ والادراكِ لخطورةِ المرحلة، ما ينذرُ اننا ذاهبونَ الى ما لا تُحمدُ عقباهُ كما اشارَ وزيرُ الصحةِ في الحكومةِ المستقيلة حمد حسن. وحتى يُحسِنَ ...
عندَ الرابِعِ من آبَ فاضت مشاعرُ اللبنانيينَ حزناً على الضحايا، وألماً على ما حلَّ بعاصمتِهم من خراب. وبعدَ اُسبوعٍ على الفاجعةِ تُواصلُ القِوى الحريصةُ على البلدِ لملمةَ الجراحِ ورفعَ الانقاضِ وكشفَ مصيرِ المفقودين، ويواصلُ آخرونَ اقتناصَ فرصةِ هذهِ الحادثةِ ليمارسوا هوايتَهم الدائمةَ بالرقصِ على الدماء. ولا يزالُ السياسيُ التاجرُ يضغطُ ...
فوقَ الركامِ واوجاعِ الناسِ يحاولُ بعضُ اللبنانيينَ رفعَ راياتِهم السياسيةِ الذابلة، غيرَ معتبرِينَ ولا متعظينَ من أنَ اللعبَ بمعاناةِ الناسِ لا يُنقذُ بلداً ولا يُعوِّضُ لهم فشلاً. وبدلَ أن يفرضَ هولُ الكارثةِ على الجميعِ الهدوءَ والتكاتفَ للملمةِ الاشلاءِ والجراح، اصرَّ البعضُ على تعميقِ الجرحِ والدورانِ في فضاءاتٍ من الخيالِ بل ...