مسؤول العمل البلدي المركزي في حزب الله لموقع المنار : جاهزون في كل المناطق ونشجع على التزكية تخفيفاً للأعباء – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

مسؤول العمل البلدي المركزي في حزب الله لموقع المنار : جاهزون في كل المناطق ونشجع على التزكية تخفيفاً للأعباء

WhatsApp Image 2025-05-01 at 10.03.39 PM
محمد علوش

جرافيك : وسيم صادر

في ظلّ اقتراب موعد الانتخابات البلدية، كشف مسؤول العمل البلدي المركزي في حزب الله، الدكتور محمد بشير، في مقابلة خاصة لموقع المنار، عن جهوزية الحزب الكاملة لخوض هذا الاستحقاق الإنمائي، مؤكدًا أن التحضيرات أُنجزت منذ وقت طويل، والانتخابات مناسبة لتقديم الأكفأ والأكثر نزاهة لخدمة الناس. بشير تطرق إلى التحديات الكبرى التي تواجه العمل البلدي، وعلى رأسها الأزمة المالية الخانقة، مشددًا على أهمية التزكية وتوافق العائلات، وعلى رمزية إجراء الانتخابات في القرى المتضررة من العدوان الصهيوني كرسالة صمود وتمسك بالأرض والمقاومة.

وقال بشير إن”التحضيرات للإنتخابات البلدية بدأت من القوى السياسية والفعاليات التي تشارك في هذا الاستحقاق، ونحن على أهبة الاستعداد لانطلاقها يوم الأحد المقبل. من جهتنا، فقد حددنا مواقعنا الانتخابية، وأُنجزت تحالفاتنا منذ فترة، بناءً على قناعات ثابتة”.

mohammad-bashher-2 (3)

وأضاف :”كنا على استعداد لخوض المعركة في وقت سابق، لكن بسبب تأخير الانتخابات وتمديد المجالس البلدية السابقة، فإننا الآن جاهزون بشكل كامل في كل المناطق”.

ولفت بشير إلى أن “هناك بعض المناطق بدأنا فيها عملنا منذ فترة طويلة، ومنها منطقة جبل لبنان، التي تشمل بلديات الضاحية الجنوبية وغيرها من البلدات، وهي بمثابة نقطة الانطلاق الفعلية. بالنسبة إلينا، لا نعتبر ذلك معركة انتخابية، بل استحقاقًا بلديًا”.

واكد أن” حاولنا من خلال لوائحنا المشتركة مع حركة أمل أن نختار الأكفأ لخدمة أبناء بلدته ومدينته. وهذا لا يعني أن بقية المرشحين ليسوا من بيئتنا”. وأضاف:”نحن نؤكد أنه لا خصومة لدينا في بلداتنا. لسنا في مواجهة سياسية مع أحد. جميع المرشحين في هذه المناطق هم من أهلنا وبيئتنا، وهم في الجوهر يشاركوننا الخيار السياسي والجهادي”.

وتابع: “لسنا في معركة سياسية، بل في معركة إنمائية حقيقية. كما فعلنا في انتخابات عام 2016 وسواها، حاولنا أن نختار الأكثر نزاهة، الأكفأ، والأكثر قدرة من أبناء العائلات، لنشكل مجلسًا بلديًا منسجمًا وفعّالًا، قادرًا على تقديم خدمات حقيقية وفعالة للمواطنين”.

mohammad-bashher-1 (3)

وحول التحديات التي تواجه العمل البلدي اليوم، سواء على المستوى الإداري أو على صعيد ثقة المواطن، قال بشير “أعتقد أن التحدي الأصعب هو الوضع المالي. البلديات والمجالس البلدية تعاني منذ عام 2019 من شح مالي كبير جدًا. بعد الانهيار المالي وانخفاض سعر صرف الليرة اللبنانية، باتت البلديات عاجزة عن أداء مهامها الأساسية، لأن وارداتها ما زالت بالليرة اللبنانية، ولم تُعدّل وفق سعر الصرف الجديد”.

وأضاف”المشكلة الأساسية التي ستواجهها المجالس البلدية المقبلة هي قلة الموارد المالية. صناديق البلديات فارغة، ولا توجد أموال تُسلَّم للمجالس الجديدة. بل على العكس، هناك بلديات مديونة، وبعض رؤساء البلديات قد دفعوا من جيوبهم الخاصة لتنفيذ بعض الخدمات الأساسية.

mohammad-bashher-4 (2)

وقال مسؤول العمل البلدي المركزي في حزب الله “هذا التحدي الكبير ينعكس بشكل مباشر على إمكانات المجالس. فلا عمل بلدي دون تمويل. وأي مشروع تفكر فيه البلدية يحتاج إلى موارد. من دون مال، لا مشاريع”. وأوضح انه”وصلنا في السنوات الماضية إلى حدّ أن البلديات لم تعد قادرة على دفع رواتب الموظفين والعاملين لديها. هذا هو العجز الحقيقي، وهو التحدي الأبرز”.

وأشار إلى أن “المواطن لا يوجه اللوم إلى الوزارات المعنية، بل يرى رئيس البلدية والمجلس البلدي، وبالتالي يحمّلهم المسؤولية”.

وتعليقاً على الانتقادات التي تقول إن البلديات باتت أدوات لتقاسم النفوذ السياسي، قال بشير :”قد تكون هذه النظرة صحيحة في مناطق أخرى. لكن في مناطقنا لسنا بحاجة لتقاسم النفوذ، لأن أكثر من 99% من المواطنين ينتمون إلى هذا الخط، ويحملون هذا النهج، ويضحون أكثر من القوى السياسية نفسها”.

وأضاف:”المواطنون سبقوا الأحزاب في التزامهم وصبرهم وتضحياتهم، وشاهدنا مواقف عظيمة لهم. وبالتالي، لا يوجد عندنا هاجس تقاسم سياسي. كل من يترشح للبلدية أو المجلس البلدي هو منا ونحن منه”.

وتابع:”معركتنا إنمائية بحتة، رغم أنها تأخذ طابعًا عائليًا أحيانًا. لكن المجلس البلدي لديه صلاحيات كبيرة، إدارية ومالية وقانونية. المجلس البلدي هو بمثابة حكومة مصغّرة داخل البلد، يقوم بدور شامل في الشأن العام: من البيئة، إلى الخدمات، إلى الاقتصاد، الزراعة، الصحة، الأشغال، الكهرباء، المخالفات، المتسولين، المحال التجارية، وحتى السياحة والترفيه”.

كما أكد بشير أن “التحدي الفعلي هو في إنتاج مجالس بلدية قادرة على فهم هذا الواقع، ووضع خطط عملية تخدم الناس فعليًا”. وحول موضوع التشجيع على التزكية، قال بشير “بطبيعة الحال،نسعى إلى تحقيق التزكية في الانتخابات البلدية، بهدفين أساسيين:

– إنتاج مجالس كفوءة ونزيهة من أفضل الكفاءات والنخب في كل بلدة.

– تخفيف حدة النزاعات العائلية، التي تؤثر سلبًا في النسيج الاجتماعي.

وأضاف”نعلم أن العائلات تلعب دورًا أساسيًا في اختيار المرشحين. والسعي للتزكية لا يلغي هذا الدور، بل يحاول ضبطه وتوجيهه إيجابيًا

mohammad-bashher-3 (2)

وبشأن الإنتخابات في القرى الأمامية المتضررة بفعل العدوان الصهيوني قال بشير” نحن أصرينا منذ البداية على ضرورة إجراء الانتخابات في مواعيدها، وفي هذه القرى تحديدًا. إصرارنا هو رسالة سياسية للعدو، بأن أبناء هذه القرى متمسكون بأرضهم ولن يتخلوا عنها، حتى لو كانت مدمرة”.

وتابع”هم سيعودون لاختيار مجالسهم بأنفسهم من داخل قراهم، وليس من أماكن أخرى. القرار بيد وزارة الداخلية، وعليها توفير كل التجهيزات اللوجستية، من كهرباء، وطعام، ومراكز اقتراع”.

وأوضح بشير أنه”في بعض القرى، طُرح نقل مراكز الاقتراع إلى أماكن بعيدة، لكن الأهالي رفضوا، وأصروا على أن تُجرى الانتخابات في بلدتهم. وهذا موقف سياسي بامتياز، عنوانه الصمود والتمسك بالمقاومة”.

mohammad-bashher-5 (6)

وحول الرسالة للمواطنين مع اقتراب الانتخابات قال بشير “رسالتنا هي المشاركة الفعالة في الانتخابات، هذه المشاركة تساهم في تشكيل مجالس بلدية تُشبه الناس، وتمثّلهم، وتعطيهم فرصة للتعبير عن آرائهم واقتراحاتهم، كل مواطن معنيّ بالمشاركة، من دون استثناء، وهي مساهمة مباشرة في تنمية البلدة”.

واضاف”المشاركة أيضًا تعبّر عن المزاج العام في مناطقنا، وهي بمثابة وفاء لما قدّمه أهلنا من تضحيات”.

ودعا بشير” أهلنا في جبل لبنان، الجنوب، البقاع، الشمال، إلى المشاركة الفاعلة. حزب الله لا يربح أو يخسر من هذه الانتخابات، لأن كل البلديات هم من بيئتنا، ونحن منهم، وسنساعدهم أيًا تكن الظروف”.

كما وشجّع بشير أيضا على” التزكية، لا سيما في قرى الجنوب، لتجنيب أهلنا تعب المعارك الانتخابية، خاصة حين يعلم المرشح أنه لن يفوز ويصرّ على خوض المعركة”.

كما دعا بشير في ختام المقابلة إلى “التوافق، وتشكيل لوائح تمثل كل العائلات، وتختار الأكفأ لخدمة المصلحة العامة. هذه دعوة أطلقها سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، ونحن نكررها اليوم: فلنعمل جميعًا من أجل التزكية، وخصوصًا في قرى المواجهة”.

mohammad-bashher-6 (6)

 

المصدر: موقع المنار