أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة التوصل إلى اتفاق على صفقة تبادل أسرى كبيرة بين روسيا وأوكرانيا. وقال ترامب، عبر منصة «تروث سوشال»: «تمّت للتوّ عملية تبادل أسرى كبيرة بين روسيا وأوكرانيا، وستدخل حيّز التنفيذ قريباً. تهانينا للطرفين على هذا التفاوض»، وتساءل: «هل يمكن أن يؤدي ذلك إلى شيء كبير؟».

في سياقٍ آخر، أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم شكوكاً في أن يكون الفاتيكان مكاناً مناسباً لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا. وقال لافروف إنّه “سيكون من غير اللائق كثيراً بالنسبة إلى دول أرثوذكسية أن تناقش، على أرضية كاثوليكية، مسائل تتعلق بإزالة الأسباب الجذرية للصراع”، متهماً كييف بـ”تدمير” الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية. وأضاف “بالنسبة إلى الفاتيكان نفسه، لن يكون من المريح، في ظل هذه الظروف، استضافة وفود من دول أرثوذكسية”.

يأتي ذلك في وقت سبق أن طلبت كييف عقد لقاء بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ونظيره الرّوسي وفلاديمير بوتين، عقب المفاوضات المباشرة الأولى من نوعها، التي عُقدت بين وفدَي البلدين في إسطنبول. وقال المفاوض الرّوسي فلاديمير ميدينسكي، في تصريحات عقب انتهاء اللّقاء، إن “الجانب الأوكراني طلب إجراء مفاوضات مباشرة بين رئيسَي الدولتين”، وإن موسكو “أخذتْ علماً بهذا الطلب”. كما أعرب ميدينسكي عن “رضاه بشكلٍ عام” عن نتائج المحادثات، مُبدياً استعداده “لمواصلة الاتّصالات” مع الأوكرانيين.

وأضاف أن الجانبين ناقشا وقف إطلاق النار، ويتعيّن عليهما حالياً “عرض رؤيتَيهما” بشأن هذا الأمر، مبيّناً أنه “بمجرد تقديم هذه الرّؤية، نعتقد أنه سيكون من المناسب مواصلة مفاوضاتنا”. كذلك، أعلن الجانبان عن عمليّة تبادل كبيرة للأسرى، تبلغ حوالي الألف مقابل ألف، ستجري خلال الأيام المقبلة.

بدوره، أشار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في منشور عبر “أكس”، إلى أن اتّفاق تبادل الأسرى جاء كـ “إجراء لبناء الثّقة” بين الطّرفين، موضحاً أنهما اتّفقا أيضاً “من حيث المبدأ على الاجتماع مجدّداً”، بالإضافة إلى “إطلاع الطّرف الآخر كتابيّاً على الشروط التي تُمكّن من التّوصل إلى وقف إطلاق النار”.

وجرى قادة أوكرانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا مكالمة هاتفيّة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن المفاوضات مع موسكو، بحسب ما أعلنه المتحدّث باسْم الرئيس الأوكراني سيرغي نيكيفوروف. وشارك في الاتّصال، إلى جانب زيلينسكي، الرئيس الفرنسي، إيمانيويل ماكرون، المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، ورئيس الوزراء البولاندي، دونالد توسك.

وتعقيباً على الاتّصال قال ماكرون: “أجرينا للتّو نقاشاً مع الرئيس ترامب من ألبانيا”، مُشيراً إلى “فشل الرئيس بوتين في الاستجابة لمقترح وقف إطلاق النار غير المشروط الذي قدّمه الأميركيون ودعمتْه أوكرانيا مع الأوروبيين”.

واعتبر الرئيس الفرنسي، في منشور عبر “أكس”، أنها برفضها “وقف إطلاق النار والحوار مع أوكرانيا، تُظهر روسيا أنها لا تريد السّلام وتحاول كسب الوقت بمواصلة الحرب”، مؤكّداً أن الرّؤساء سيواصلون عمليّة التّنسيق مع “شركائنا الأوروبيين، ومع الولايات المتّحدة وتحالف الرّاغبين، لتحديد ردّ منسّق”.

كما  أعلنتْ رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتّحاد الأوروبي يعمل على حزمة جديدة من العقوبات لزيادة الضّغط على الرئيس الرّوسي، “إلى أن يصبح مستعدّاً للسّلام”، حسب تعبيرها.

إسقاط 112 مسيّرة أوكرانية

ومع تكثيف الجانبين للهجمات العسكرية، أعلنت روسيا، اليوم، إسقاط 112 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل، استهدفت منطقة موسكو بشكل خاص، في ثالث يوم من الهجمات الجوية على البلاد، ما أدّى إلى تعطيل عمل عدد من المطارات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إنه منذ الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش أمس، “دمّرت منظومات الدفاع الجوي واعترضت 112 طائرة مسيّرة أوكرانية”، 24 منها كانت تتجه نحو موسكو.

وفي منطقة ليبيتسك، على مسافة نحو 450 كيلومتراً جنوب شرق موسكو، تسبب تحطم طائرة مسيّرة في منطقة صناعية بمدينة يليتس باندلاع حريق أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح، بحسب حاكم المنطقة إيغور أرتامونوف.

المصدر: مواقع إخبارية