عذراً الرئيس ايمانويل ماكرون، لقد اخطأتَ الاُسلوبَ وضَلَلْتَ العنوان.. واشتبهتَ على ما يبدو بينَ دورِ الرعايةِ وفعلِ الوصاية. واِن كانَ بعضُ الكلامِ يَنُمُّ عن حراجةِ موقفِكَ بعدَ تعثُّرِ مُهمتكَ بفعلِ حلفائِكَ الاميركيينَ وادواتِهم في المنطقةِ ولبنان، فانَ من غيرِ المبرَّرِ وغيرِ المقبولِ رسالةُ التهديدِ والوعيد، والوعظُ وتوزيعُ الاتهامات، في مكانٍ ...
بعدَ ان حوصرَ الانقلابيون وانكشفت نواياهم، ضحَّوا برهينتِهم السياسيةِ مصطفى أديب، وظنُّوا انهم قادرونَ على ارتهانِ البلدِ ليقامروا عليهِ في ناديهم – المسْتَثْمَرِ اصلاً من اصحابِ السموِّ والجلالةِ ومن سيِّدِهم الاميركي المتخبطِ خلفَ البحار. فبيانُ الاعتذارِ الذي اذاعَهُ السفيرُ مصطفى أديب من قصرِ بعبدا باسمِ منتدبيِهِ السياسيين، كانَ قد سمِعَه اللبنانيون ...
لا يبدو في الافقِ ايُّ حلٍّ قريب. هي المقاربةُ الواقعيةُ لرئاسةِ الجمهوريةِ العارفةِ بتأزمِ المشاوراتِ الحكوميةِ الى حدِّ التعقيد، وبتآكلِ المهلِ المتاحةِ بالانقاذِ الى حدِّ ورودِ جهنمَ على ما عبرَ رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون. كلُّ الحلولِ المطروحةِ تشكلُ غالباً ومغلوباً بحسبِ الرئيس عون، والعودةُ الى النصوصِ الدستوريةِ واحترامُها هي ...
إما الواقعية، وإما تفضلوا الى الدولةِ المدنية. هي غمزةُ عينِ التينةِ للواقفينَ عندَ عناوينَ كالمثالثةِ وربما بعدُ المرابعة، فالتسهيلُ الحكوميُ لا يكونُ بهذه الطريقة. فكلُّ ما في لبنانَ ثابتٌ لا يتحركُ منذُ عشراتِ السنينَ قالت عين التينة، فإما اَن يتحركَ الجميعُ عبرَ الدولةِ المدنية، وإما يبقى كلُ شيءٍ على وضعِه.. ...
هل يكفي تمديدُ الوقتِ لحلِّ الازمةِ الحكومية؟ ما دامَ انَ البعضَ المتحكمَ بالتشكيلِ مصرٌ على تمديدِ اسلوبِ التذاكي والتضليل، واللعبِ بمستقبلِ البلادِ من وراءِ حجاب؟ وهل ما هو ممنوعٌ اليومَ على الكتلِ النيابيةِ لجهةِ تسميةِ الوزراء، مسموحٌ لرؤساءِ الحكوماتِ السابقينَ الذين يقومونَ بأسرِ الرئيسِ المكلفِ في اقامةٍ سياسيةٍ جبرية، ويفاوضونَ ...
وظنُوا انهم مانعتُهم اتفاقاتُهم ، وانهم سيبيعونَ فلسطينَ واهلَها بثمنٍ بخسٍ ليَشترُوا به عروشاً لن تَقِيَهُم حَرَّ المستقبلِ القريب، او اسوأَ ما سيكتبُه عنهم التاريخ.. راكموا شرَّ افعالِهم حتى استوَت: “اعمالُهُم كَسَرابٍ بِقِيعةٍ يَحسبُه الظمآنُ ماءً، حتى اِذا جاءَه لم يَجدْهُ شيئاً ووجدَ اللهَ عندَه فوفّاهُ حسابَه واللهُ سريعُ الحساب”.. ...
هل حَلَّت الواقعيةُ بدلَ لغةِ فرضِ الامرِ الواقع؟ فعادَ المعنيونَ بتشكيلِ الحكومةِ الى قراءةِ الوقائعِ باولوياتٍ وطنية ؟ ام انها مناوراتٌ جديدةٌ وفقَ اجنداتٍ عديدةٍ ما زالت تتحكمُ بمسارِ اللبنانيين؟ سارَ الرئيسُ المكلفُ مصطفى اديب الى قصرِ بعبدا بموعدٍ ضمنَ المهل، وبلا التشكيلةِ الحكوميةِ التي شكلتها ايادٍ غيرُ خفية، مستمهلاً ...
اذاً، اُبلغَ الرئيسُ المكلفُ أنَّ الثنائيَ الشيعيَ لا يرغبُ بالمشاركةِ في الحكومةِ وفقَ الاسسِ التي أطلقها للتشكيل، فالمشكلةَ في لبنانَ ليست معَ الفرنسيين بل هي مشكلةٌ داخليةٌ ومن الداخلِ قال المكتبُ الاعلاميُ لرئيسِ مجلسِ النواب. فعن أيِ داخلٍ يتحدثُ مكتبُ الرئيس بري؟ هل عن داخلٍ يضربُ الميثاقيةَ عُرضَ الحائطِ ويستقوي ...
نسخةٌ كربونيةٌ قاتمَةُ السوادِ عن الرابعِ من آبَ طَبعت يومَ اللبنانيين، بالزيوتِ المحترقة والاطاراتِ المطاطيةِ ومستحضراتِ التجميل، ومن دونِ هزةٍ ارضيةٍ ولا صوتِ انفجارٍ ولا نيترات.. لكنَ دويَ الحريقِ اليومَ كانَ أكبرَ من كلِّ انفجار، واِن حالت العنايةُ الالهيةُ دونَ وقوعِ مجزرةٍ بمئاتِ العمالِ الموجودينَ في المرفأ، او تمددِ الحريقِ ...
شهرٌ على جريمةِ المرفأِ ولا من يَقدِرُ على لملمةِ الاوراقِ اللبنانيةِ المبعثرة، ولا من يكفكفُ جراحَ الموجوعينَ بحق، ولا من يسحبُ اوراقَ المستثمرينَ بوجعِ اللبنانيين. شهرٌ على فاجعةِ المرفأِ والتحقيقاتُ مستمرة، وخيوطُ الجريمةِ التي ارتكبَها الاهمالُ – ربيبُ الفساد – تتكشفُ شيئاً فشيئاً وتزيدُ اللبنانيينَ قناعةً انهم في بلدٍ اعياهُ ...