أكدت منظمة العمل الشيوعي في بيان أن “القرار الأميركي باعتبار مدينة القدس الفلسطينية عاصمة لدولة اسرائيل يشكل انتهاكا لقرارات الشرعية الدولية، وللاتفاقات الموقعة حول القضية الفلسطينية، وتحديا للمجتمع الدولي، وإحراقا لكل المراكب والسفن وضربا لإمكان تسوية للصراع في المنطقة. ويستكمل هذا القرار الانحياز الأميركي الأصلي للسياسة الإسرائيلية واحتلالها للأراضي الفلسطينية ومنع قيام تسوية تعطي الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم. كذلك أظهر القرار طبيعة العلاقة العضوية التي تربط السياسة الأميركية بالمشروع الصهيوني، وتنكرها الفاضح للحقوق العربية. ولعل ردود الفعل الدولية المستنكرة للقرار الأميركي خير دليل على وقاحة هذا القرار، الذي يفضح كل ادعاءات محاربة الإرهاب، فيما يشرع كل الأبواب أمام انفلاته وتسعير كل أشكاله”.
ورأت أن “موجة الرفض الدولية والعربية، سواء كانت على المستوى الرسمي أو الشعبي، تظهر مجددا أن القضية الفلسطينية ما تزال قضية مركزية للشعوب العربية، وأن حل هذه القضية بإعطاء الحقوق للشعب الفلسطيني هو مفتاح السلام في المنطقة والعالم. لكن الواجب يقتضي التمييز بين دعم حقيقي تعبر عنه الشعوب العربية، وبين دعم يهدف الى تزوير الصراع مع اسرائيل، عبر نزع الموقع العروبي للقضية الفلسطينية من جهة، وتحويلها الى قضية طائفية ومذهبية من جهة اخرى. ناهيك عن الادعاءات الجوفاء لبعض دول الاقليم التي لم تقدم الى القضية الفلسطينية سوى تمزيق وحدتها والتدخل في شؤونها، والتلاعب بمصير الشعب الفلسطيني. كما أن المواقف العربية الرسمية وادعاءات الدعم الكلامي ليست سوى تغطية لتخاذل الأنظمة المديد وتخليها عن دعم القضية، بل التآمر عليها للتخلص من أعبائها”.
وتابعت “إذا كانت المواقف الدولية والعربية الداعمة تشكل نقطة مضيئة لصالح القضية الفلسطينية، إلا أن الأولوية بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني تبقى وحدته الوطنية والالتفاف حول قيادته الشرعية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وتمسكها بمواقفها الثابتة في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. إن الانقسام الفلسطيني شكل دوما الخطر الأكبر على القضية الفلسطينية. ولقد رحب الشعب الفلسطيني بقوة بقرار المصالحة بين حركتي حماس وفتح، لكن هذه المصالحة لم تستكمل حتى الآن، بل جرت إعاقتها بمختلف الحجج والادعاءات. ان الشعب الفلسطيني وقضيته يواجهان اليوم، مخاطر شعارات ومزايدات ديماغوجية، سواء تحت عنوان انتفاضة جديدة، أو إطلاق الكفاح المسلح مجددا، متناسين ان هذا الكفاح أطلقته حركة فتح منذ أكثر من خمسين عاما. إن المسألة الأساس التي يجب التركيز عليها الآن هي التشديد على الوحدة الوطنية الفلسطينية، فهي الضامن لثبات القضية ومنع التلاعب بها. والشعب الفلسطيني وحده يجابه العدوان الاسرائيلي، ووحده الذي يحدد وسائل الصراع وأشكاله واتجاهاته”.
ودانت منظمة العمل الشيوعي في بيانها ” القرار الأميركي ومعه السياسة الإسرائيلية”، مشددة على ان “الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الضامن الوحيد لتحقيق أهداف هذا الشعب،عاش نضال الشعب الفلسطيني من أجل دولة مستقلة على أرضه عاصمتها القدس”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام