تستحقُ بجدارةٍ لقبَ الثورةِ النظيفة. على مدى ستِ سنوات ، لم يرفع البحرينون الا شعارَ السلميةِ قولاً وفعلا. أحبوا بلدَهم ، فلم يَسمحوا لغريزةِ العنفِ والتطرفِ أن تتسللَ الى نفوسِهم وتظاهراتِهم لتَحرِفَ الثورةَ عن مطالبِها بالمساواةِ ونيلِ الحقوقِ المشروعة. أدارَ المجتمعُ الدوليُ الاذنَ الطرشاءَ لشعبٍ ينشدُ الحرية ، لم يَستنفر كما في أماكنَ اخرى ، بل اختارَ أن يكونَ شاهداً على نهجِ قمعٍ تمارسُه سلطاتٌ آخذةٌ بالايغالِ في غَيِّها. من فضِّ تظاهرات ، وسحبِ الجنسية ، وسَجنِ قيادات ، واستخدامِ رصاصِ الشوزن الى الرصاصِ الحيِّ والاعداماتِ والتصفيات. كلُها نذُرُ شؤمٍ الى الحدِّ الذي يمكنُ أن تصلَ اليه السلطةُ وذلك كلُه أمامَ اعينِ العالمِ وبالاخصِ الجامعةَ العربية.
الجامعةُ التي أكدَ من على منبرِها الرئيسُ اللبنانيُ ميشال عون على أهميةِ العائلةِ العربيةِ الكبرى وعلى استعدادِ لبنانَ للعبِ دورِه فيها كأحدِّ أفرادِها الفاعلين، وذكَّرَ العربَ باختٍ لهم اسمُها فلسطينُ تعاني السَجنَ والقهرَ منذُ عقود.
فماذا عن العائلةِ اللبنانيةِ معَ قربِ ولادةِ الموازنةِ العامةِ التي توضعُ غداً وبعدَه على مِشرحةِ الحكومة؟ هل سينجو فقراؤها من مِقصلةِ الضرائبِ هذه المرة؟ أم أن جيوبَهم الى مزيدٍ من النزْف؟ وماذا عن حيتانِ المال؟ هل سيُفلحونَ كالعادةِ من الافلاتِ من الاَشراكِ ، وينصبونَها للفقراء؟
المصدر: قناة المنار