الكرةُ الارضيةُ التي تَرْكُلُها كلَّ يومٍ نكباتٌ وازماتٌ، تُتْرَكُ غداً لكرةِ القدم، في حدثٍ عالميٍ لا يخلو من رسائلَ أبعدْ من رياضية.. فقطر الدولةُ العربيةُ بل الشرق اوسطية الاولى التي تستضيفُ هذا الحدثَ العالميَ، تطلقُهُ غداً باحتفالٍ استثنائي ..
وعندَ استثنائيَتِهِم يبقى اللبنانيون، فحتى كأس العالم المُتاحةُ صوره للقبائلِ التي تعيشُ مجاهلَ افريقيا، لا زالت عصيةً على ادخالِها بيوتِ اللبنانيين، حيث يتقاطَعُ التسويفُ الرسميُ مع الاستهتارِ، مع تذاكي المعنيين في القطاعِ الخاصْ، وفوقَهُم الازمةُ الاقتصاديةُ التي لا تطاق، لتحرمَ شعباً بأعمِّهِ الاغلب من المتابعةِ لهذا الحدث الذي قد يلهيهم عن مآسيهِم اليوميةْ التي تتلاعبُ بهِم، فتُرِكُوا لتلاعُبِ الشركاتِ وموزعي الكابلات، وقد يُفْتَحُ للمونديال ايضاً سوقٌ سوداء..
مساعي الحل لتأمينِ نقلِ المبارياتِ مستمرة ولم تتوقَّف، بحسبِ المعنيين في وزارةِ الاعلام وتلفزيون لبنان، والمؤسفُ أنَّ الازمةَ متوقفةٌ على دفعِ اربعةِ ملايين دولار تقريباً حتى ينالَ التلفزيون الرسمي حقَّ البثِ على الاراضي اللبنانية، في بلدٍ قد تكونُ حفلةٌ او سَفرةٌ لبعضِ سياسييه ومسؤوليه بأضعافِ هذا المبلغ، ولا من يتبرَّعَ أو يَستثمِرَ بهذا الحدث الذي قد يكونُ مردودُه اضعافَ ما يُدفَع ..
ما يدفعُهُ المتآمرون للمشاغبين في ايران لن يوصلَهُم الى أي نتيجةْ، بل إنَّهم احقرُ من انْ يُلحِقوا الضررَ بالجمهوريةِ الاسلاميةْ كما اكَّد قائدُها الامام السيد علي الخامنئي. فالأميركيون منذُ انتصارِ الثورةِ الاسلاميةْ وحتى الرئيسِ الحالي الفاقدِ للوعي والسيطرة – كما وصَفَه – اصطفوا أمامَ الجمهوريةِ الاسلاميةِ ومعَهُم الكيانُ العبري وبعضُ دولِ المنطقةْ، ورغم أنَّهم أوجَدوا بعضَ المشاكلِ مثلَ الحظرِ واغتيالِ العلماءِ النوويين وشراءِ بعضِ الايرانيين، لكنَّهُم عَجِزوا عن ايقافِ حركةِ الشعبِ الايراني، الذي طمأن الامامُ الخامنئي الى أنَّه سيواصلُ جُهدَهُ بمواجهةِ هؤلاء، بقوةٍ ومعنوياتٍ عالية..