شكوى صهيونية مستمرة من السلوك الاميركي في الملف النووي الايراني. وعلى الرغم من موجة التصريحات التي اشادت بمسار التعاون العسكري مع واشنطن الا ان معلقين قد نقلوا عن المؤسسة الامنية والعسكرية قلقها من أن ” الاميركيين نسوا التهديد الايراني ولا يضعون خيارا عسكريا جديا.
وفي سياق متصل اعرب الجيش الصهيوني بحسب المعلقين ايضا عن قلق عارم من عدم وجود انشطة اميركية ضد ما يصفه “نقل طهران لاموال” ، حيث يعتقد الجيش الصهيوني بانه طالما لا يوجد خيار عسكري اميركي موثوق لمهاجمة ايران ، هكذا يتضرر مستوى الجدية التي ينظر بها الايرانيون الى خطة الهجوم الصهيونية.
وقد حاول الصهاينة الضغط على الاميركيين وتحديداً عبر التلويح بتفعيل الخطة “باء” (الخيار العسكري). وبرأي هؤلاء فإنّ سلسلة التحرُّكات والرسائل الصهيونية، من زيارة غانتس والذي كان قد نشر مقطع فيديو قال فيه: “أسافر في رحلة مهمة إلى الولايات المتحدة سأجتمع في إطارها مع وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي، وسأبحث معهما موضوع زيادة التعاون الأمني ومعالجة تحديات المنطقة وعلى رأسها إيران – التي يجب حيالها توحيد القوى مع كل الجهات المعتدلة في المنطقة. سنبحث أيضًا موضوع أوكرانيا وقضايا إضافية مهمة لأمن العالم والمنطقة وإسرائيل”، إلى الإعلان عن التدريبات الجوّية الكُبرى على إستهداف إيران، مروراً ببثّ صور للجنرال الأميركي مايكل كوريلا في حفرة قيادة المناورة الكبرى، كلّها تأتي في سياق واحد، يهدف إلى الضغط على الأميركيين لتحسين شروط إتفاق نووي مرتقب مع الإيرانيين.
وفي السياق عينه، رأى خبراء ومُعلّقون أنّ الكيان الصهيوني تُرك وحيدا في مواجهة إيران، وأنّه “في وضع غير مرغوب فيه” في هذه المواجهة مما أدى الى توالي الدعوات الصهيونية للتلويح بالخيار العسكري الإسرائيلي الجدّي، الذي برأيهم يدفع الإيرانيين للعودة إلى المفاوضات وتقديم تنازلات.
ورغم الشكاية الواضحة من السلوك الاميركي الا ان التعامل الصهيوني بشان الملف النووي الايراني اتسم بالارباك الذي برز واضحا من خلال تعارض التقارير حول حقيقة المُشاركة الأميركية في التدريب الجوّي الكبير على سيناريو إستهداف إيران، ومن جهة ثانية، الأخبار غير المتّسقة عن موعد بدء هذا التدريب.
في النقطة الأولى نفى رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق، ومَن يلعب دور رئيس الحكومة أثناء مناورة “مركبات النار”، اللواء إحتياط يعقوب عميدرور، أن تكون الولايات المتحدة جزءًا من التدريب الجوّي على سيناريو إستهداف إيران، وأوضح عميدرور أنّها “مناورة للجيش الإسرائيلي”. نفي عميدرور جاء مناقضاً لما أشاعه مُعلّقون (الإثنين) من أنّ الجيش الأميركي هو جزء من المناورة الجوّية لاستهداف إيران، والذي أعقبه نفيٌ من البنتاغون الأميركي للكلام الإسرائيلي عن المشاركة في مناورات تحاكي إستهداف إيران عسكرياً.
اما عن الموعد فقد ذكر مُعلّقون أنّ التحليق الجوّي الذي يحاكي سيناريو إستهداف إيران قد جرى بالفعل، في موعد “أقرب ممّا اعتقدوا”، فيما أشاعوا سابقاً أنّه سيجري نهاية شهر ايار.
وفيما كان المُعلّقون يُشدّدون على “رسائل” التعاون الأميركي– الصهيوني إزاء إيران، كان مسؤولون صهاينة يؤكّدون أنّ الكيان الصهيوني لن يستهدف إيران عسكرياً طالما تُجري واشنطن مفاوضات مع الإيرانيين، ورأى آخرون أنّ الكيان قد تُرك وحيدا في مواجهة إيران، في ظلّ إنشغال واشنطن بتحدّياتها الدولية، بينما ذهب آخرون إلى القول إنّ الكيان الصهيوني قلق من المراوحة في المفاوضات النووية، وأنّ إعادة التلويح بالخيار العسكري هدفه الضغط لعودة إيران إلى المفاوضات للتوصُّل إلى إتفاق أحسن وأطول.
المصدر: خاص