أكد السفير الايراني في بيروت محمد فتح علي في لقاء صحفي في اجواء ذكرى انتصار الثورة الاسلامية، ان الجمهورية الاسلامية منذ لحظة تأسيسها كانت دوماً صادقة وجدية في مواجهة القوى الارهابية والمتطرفة التي تهدد دول المنطقة، مشيرا ان الجمهورية بإمكانها ان تقدم دعما لا يستهان به لدول المنطقة في مواجهة الخطر الإرهابي والتكفيري.
واشار السفير الايراني الى اننا نواجه مجموعة من القوى الارهابية والتكفيرية كل ما قامت به يزيد الشرخ في دول المنطقة ولدينا قناعة راسخة ان هذا الخطر داهم ويتهدد الجميع لذا فكافة دول المنطقة يجب ان تتحرك بشكل منسجم ومتكاتف لدرء هذا الخطر الذي يتهدننا جميعا.
ولفت الى اننا اذا استعرضنا التاريخ الاسود للجماعات الارهابية فهذا بحد ذاته يجب ان يدفع دول المنطقة ان تتحد وتواجه هذا الخطر بشكل متحد آملاً ان تتحد كل قوى المنطقة لمواجهة الخطر التكفيري.
واشار السفير محمد فتح علي ان الجمهورية الاسلامية اعلنت في خطاب الرئيس روحاني انها تريد ان تعمل على ان نجد عالماً خالياً من العنف والتطرف ، مشيرا الى اننا نعتقد ان دول العالم والمنطقة وصلت في نهاية المطاف الى نتيجة هي ان الارهاب يستهدف كل العالم وليس منطقة بذاتها، لذا ينبغي ان تنسجم دول المنطقة في مواجهة خطر الإرهاب والتطرف ويمكن ان تتحرك هذه الدول من دون تدخل الخارج.
وأمل ان تتمكن كل دول المنطقة من حل كل المشكلات السياسية ، الأمر الذي يتيح لنا ان نسخر الطاقات لمواجهة العدو الاساسي للمنطقة وهو العدو الصهيوني لافتا الى ان هذه هي النقطة الاساسية التي يؤكد عليها سماحة الامام السيد علي الخامنئي بأن لا تنسوا اتجاه البوصلة الأساسي التي تؤكد على مواجهة العدو الأساسي وهو العدو الصهيوني. واكد السفير الايراني ان القوى الارهابية والتكفيرية والمتطرفة هي من افرازات الكيان الصهيوني.
الموضوع السوري
وسأل السفير الايراني لماذا لم يصل لقاء جنيف الى النتائج المتوخاة عندما نرى ان الجيش السوري والمقاومة في سوريا تحقق الانجازات الملموسة؟. وتساءل في مسألة نبل والزهراء لو سمحنا بوصول يد التكفير الى نبل والزهراء هل كانت سترتدع عن ارتكاب المجازر؟
ولفت الى سؤال موجود لدى الراي العام في المنطقة هو لماذا عندما تستطيع مجموعة بشرية ان تتحرر من خطر ارهاب وتكفير يرتفع الصوت لدى هذا الطرف او ذاك؟
ولفت الى ان ايران اكدت دوماً ان الشعب السوري هو الذي يحدد مصيره بيده، وعندما نستعرض الأزمة نرى ان صمود سوريا قيادة وجيشا وشعبا والمقاومة يجعلنا نستطيع القول ان سوريا قد حجزت لنفسها بطاقة ذهبية في التاريخ المشرف في مواجهة الإرهاب والتكفير.
وقال اننا نطرح السؤال دوماً لو لم تكن التدخلات الخارجية هل كانت استمرت الازمة السورية طوال 5 سنوات؟ من هي الدول التي ساهمت في اذكاء نار الفتنة في سوريا ما ادى الى تهجير هذا العدد من الشعب السوري لافتا الى ان الازمة السورية وصلت الى هذه المرحلة الدامية من خلال قدوم المقاتلين الاجانب ونرى مدى التسليح واحدث التقنيات من اجل اذكاء نار الفتنة.
الموضوع السعودي
واعلن السفير الايراني اننا ينبغي ان ناخذ بعين الاعتبار مصالح المنطقة عندما نقارب موضوع العلاقات الايرانية السعودية، مشيرا الى ان التطورات التي يمكن ان تطرأ والتحركات التي يتم الحديث عن التحضير لها في سوريا فيما لو حصلت ستزيد من المشكلات التي تعاني منها المنطقة حاليا وتزيد من تعقيد الاوضاع.
العلاقة مع لبنان
في ما يتعلق بالعلاقة بين ايران ولبنان اكد السفير الايراني ان بإمكاننا ان نغتنم الفرصة السانحة لتعزيز هذه العلاقات واعتقد ان هناك مجموعة من المزايا التفاضلية الموجودة بين ايران ولبنان، واضاف اننا طوال الاشهر الماضية تمكنا من تمهيد الاجواء لارسال 3 وفود لبنانية الى ايران وتُوجت بانعقاد اللجنة المشتركة الايرانية اللبنانية، ونحن نقوم بالعديد من الخطوات لتفعيل الاتفاقيات وقد قام وزير الاقتصاد اللبناني مؤخرا بزيارة ايران في اطار تفعيل الاتفاقيات.
وحول موضوع دعم ايران للجيش اللبناني اكد ان الاستعداد الايراني لا زال موجودا وهو من دون شروط مسبقة ومن دول بدل، لافتا الى ان السؤال في هذا الاطار يفترض ان يوجه الى الجانب اللبناني.
الموضوع الرئاسي والرد على اتهام ايران بالتدخل
واكد السفير الايراني اننا لا نتدخل باي شكل من الاشكال في الشؤون الداخلية اللبنانية وخاصة في مجال الملف الرئاسي، منبها الى ان التدخلات الخارجية ان حدثت تزيد المشكلة تعقيدا.
وردا على سؤال لموقعنا حول اتهام ايران بالتدخل في الملف الرئاسي اللبناني من قبل بعض الاطراف السياسية وما هو الرد الايراني اشار الى ان هذه المقولات مطروحة ومن يقدم دليلا او بينة على هذا الامر فنحن نتابع الموضوع، و الجمهورية الاسلامية تتصرف بطريقة شفافة للغاية وهذه الطريقة يشهد بها القاصي والداني.
واضاف نحن ندعم جبهة المقاومة في كافة المجالات ونحن اعلنا ذلك ولم نتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة اخرى، وسماحة السيد القائد وفخامة الرئيس يعتقدان ان كل شعب من الشعوب وكل دولة وصلت الى النضج الذي يؤهلها بحل مشكلاتها. واكد السفير الايراني ان الحلول في لبنان ينبغي ان تقارب دون تدخل خارجي لأن التدخل الخارجي يعقد المسألة ونعتقد ان الطاقات السياسية اللبنانية بإمكانها ان تجد الحل الناجع لكافة المشكلات العالقة في لبنان.
وفي موضوع المقاومة اكد ان التضحيات الجسام التي قدمها لبنان ادت الى تكريس المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة، ونعتقد ان التضحيات في مواجهة قوى التكفير والارهاب ستسجل في سجل الشرف للشعب اللبناني العزيز.
السفير الايراني تطرق الى اليمن حيث اكد ان الحل الوحيد في اليمن هو قيام حوار يمني تحت اشراف محايد من قبل الامم المتحدة، مشيرا الى ان الكل يرى ان اليمن يتعرض لهجوم غاشم وكيف تمكن من ان يصمد.
وحول الانتفاضة اكد ان الهبة والانتفاضة البطولية الفلسطينية مستمرة والشعب الفلسطيني ينتفض للدفاع عن حقوقه المهدورة من خلال الاعتداءات السافرة للكيان الصهيوني، مشيرا الى اننا نحن جميعا مطالبون ان ندعم ونساند الإنتفاضة الباسلة ضد العدو الاسرائيلي وان التاريخ لن يرحمنا اذا قصرنا في هذا المجال.
ذكرى انتصار الثورة الاسلامية
السفير الايراني اشار في البداية في اجواء ذكرى انتصار الثورة الاسلامية الى اننا اذا اردنا ان ندرك اهمية ما قام به الامام الخميني علينا ان ندرك الظروف التي كانت قائمة حيث كان الشاه ييد ان يتسلط على المقدرات وان يسيطر على الحوزات العلمية ولم يخطر له ان تظهر شخصية مثل شخصية الامام الخميني الذي طرح خطابا جامعا.
اضاف: كان الامام يعتقد ان الثروات والخيرات موجودة في هذه المنطقة خاصة مع وجود النخب وهي تستطيع ان تلبي حاجات المنطقة والعالم ، لافتا الى انه لا يوجد اي اكتشاف علمي الا وكان فيه دور من ابناء تلك المنطقة .
وقال ان الشعب الايراني كان يتطلع الى الشخص الذي يخلصه من الذل والقسوة ، لهذا السبب فخطاب الامام كان يستقطب كل شعوب المنطقة والعالم ، وفي تلك الظروف كان الامام مشهورا ومعروفا في كل العالم لأن خطابه كان يستند الى مبادئ وثوابت الاسلام المحمدي الاصيل الذي بإمكانه ان يتجاوب مع المطالب المحقة لكل شعوب العالم، لهذا السبب نحن نشاهد ايران في الانجازات العلمية بسبب متابعتها هذا الخطاب، ونرى انها في النانوتكنولوجي تحتل المرتبة الثالثة في العالم.
ولفت السفير الى انه رغم كل العقوبات والحظر والحرب التي فرضت علينا فنحن في مرحلة اكتفاء ذاتي وخاصة بما يتعلق بالنخب وايران تحتل مرتبة عالية في المجالات العلمية واخر هذه الانجازات الطاقة النووية السلمية.
واكد ان انجاز الاتفاق النووي تم بعد مفاوضات لم تكن سهلة مشيرا الى اننا استطعنا ان نحافظ على مواردنا وان نبني علاقات، لافتا الى ان هذا الانجاز الكبير برسم المنطقة برمتها.
المصدر: موقع المنار