بدأ في بريطانيا التحقيق بأسوأ فضيحة طبية في تاريخ خدمات الصحة الوطنية في البلاد، تتعلق بتلوث دماء المرضى أثناء العمليات والولادة، وأدى بعضها للوفاة.
ويعتقد أن نحو 4800 شخص أصيبوا بالتهاب الكبد أو فيروس نقص المناعة البشرية أو تفاقمت أحوال المصابين بالهيموفيليا في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، وأن أكثر من ألفي شخص ماتوا، نتيجة تعرضهم للفيروس عبر عمليات نقل الدم أو الجراحة أو الولادة.
وتقول أرملة أحد الضحايا وتدعى سو جورمان، إنها تريد “العدالة” وأن يخضع الأشخاص المسؤولون عن تلك الأخطاء للمساءلة. وتوفي زوجها، ستيف ديموند، البالغ من العمر 62 عامًا في 23 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي بسبب فشل في الأعضاء الحيوية، وذلك نتيجة الدواء الذي أُعطي له وهو شاب.
ووقعت إصابات مشابهة بعد صنع عقار جديد من بلازما الدم المجمعة، وأجري اختباره على عشرات الآلاف من المتبرعين. ففي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، كانت الهيئة الوطنية للصحة والسلامة تستورد ما يعرف طبياً باسم “العامل الثامن” من الولايات المتحدة، ودفعت مبالغ مالية مقابل التبرع بالدم، من مجموعات تعتبر أنها تحمل مخاطر صحية عالية مثل السجناء. وظهرت أول علامة على أنّ هناك خطأ ما في عام 1983 تقريبًا.
وبدأت تظهر تقارير عن نوع جديد من السرطان، أولاً في مجتمع المثليين ثم بين مجموعات أخرى مثل المصابين بالهيموفيليا.
وولد ستيف في عام 1956 مع مستوى خفيف من الهيموفيليا، وهي حالة وراثية تمنع تخثر الدم بشكل صحيح، تقول زوجته: “كان يعاني من كدمة هائلة على ساقه (…) لم يكن ستيف معتادًا على تلقي العلاج، لذلك قال إنه سيخضع للفحص. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعطى فيها حقنة من دواء عجيب يسمى العامل الثامن”.
وأصيب نحو 1200 من البريطانيين المرضى بالهيموفيليا، بفيروس نقص المناعة البشرية بهذه الطريقة، بما في ذلك العديد من الأطفال الصغار في سن المدرسة الابتدائية. 250 طفلاً منهم فقط لا يزالون على قيد الحياة اليوم.
أما التهاب الكبد الوبائي هو فيروس يعتقد أنه يصيب أكثر من 150 مليون شخص، أي نحو 2 في المائة من سكان العالم. ومع ذلك لم يتم اكتشافه وتسميته حتى عام 1989.
وتم الإعلان عن تحقيق عام يجري بخصوص هذه الفضيحة لأول مرة في يوليو/تموز 2017. ومنذ ذلك الحين، قدرت المجموعات التي قامت بالحملة وفاة أكثر من 150 من المصابين بالهيموفيليا مثل ستيف.
في المقابل، يريد أهالي الضحايا والأقارب معرفة سبب تجاهل التحذيرات المتعلقة بسلامة الدواء، والسبب في إلغاء خطط الاكتفاء الذاتي في ما يتعلق بالتبرع بالدم في المملكة المتحدة، والسبب في ضياع أو إتلاف العديد من مستندات وسجلات المرضى.
المصدر: العربي الجديد