كما واجهت بيئة المقاومة تحدّي الحرب الشرسة والوحشية التي شنّها العدو الصهيوني على لبنان، فولّدت ميادين متنوّعة للدعم والعطاء، كذلك فعلت اليوم في مرحلة إعادة الإعمار. الضاحية الجنوبية لبيروت، ضاحية العزة، زخرت بالأعمال التطوّعية التي هدفت الى استكمال مشهد الإنتصار بإزالة آثار الدمار.
جولتنا بدأت من أحد مراكز مسح الأضرار في الضاحية الجنوبية، حيث يعمل فريق كبير من المهندسين على التدقيق في استمارات المسح، وهناك كان اللقاء مع رئيس التجمّع الإسلامي للمهندسين المهندس حسن جواد، الذي ذكر أنّهم عملوا خلال الحرب على دعم النازحين، وفي اليوم الأوّل بعد وقف إطلاق النار، أطلق التجمّع حملة وطنية تستهدف كل المهندسين الذين يرغبون بالمشاركة في إعادة الإعمار.
أشار جواد الى أن ّالتجمّع كان قد جهّز في مرحلة سابقة فرقا خاضعة للتدريب على إزالة الركام، إلّا أنّ حجم الأضرار كان كبيراً، وبالتالي ساهمت هذه الحملة في تأمين عددٍ كبير جدّا من المهندسين، توزّعوا على فرق عملت في بيروت وسائر المناطق، ولفت جواد الى أن المهندسين الذين انضمّوا الى الحملة هم من مختلف الأطياف والإنتماءات، وقد جاؤوا بدافع وطني، ولردّ بعضٍ من جميل المقاومين.
في المركز أيضا التقينا بعدد من المهندسين المتطوّعين، فتحدّث المهندس شربل فخري الذي جاء من بشرّي عن رغبته في أن يكون له دورٌ في إعادة الإعمار، وأن لا يكون من المتفرّجين في هذه المرحلة.
من مركز مسح الأضرار انتقلت كاميرا المنار الى أحد الطوابق في مجمع الإمام الباقر(ع) في حي السلّم، وهناك رصدت عدستنا في أكثر من غرفة مجموعة من الأغراض والإحتياجات التي شملت ملابس وألعاب وأحذية وحقائب وأدوات منزلية وكهربائية. كما نقلت الكاميرا أجواء عمل فريق المتطوّعات في مجموعة طوبى الشبابية التابعة للهيئات النسائية في حزب الله.
المبادرة التي حملت عنوان ” لأشرف الناس” تحدّثت عنها المتطوّعة فاطمة سلامي، التي لفتت الى أنّها تقوم على مبدأ التكافل بين أبناء المجتمع، فكلّ الأغراض هي من بيوت الناس ومن المحال التجارية، يأتي أصحابها بها الى المجمّع، ومن ثم تقوم الفتيات المتطوّعات بتوضيبها لتقديمها بشكل لائق لمن يحتاجها.
أمّا الفتيات المتطوّعات فأكّدن على أنّهن يحافظن على وصايا شهيد الأمّة الأقدس سماحة السيّد حسن نصرالله، بالوقوف الى جانب الناس والعمل على دعمهم بكل الإمكانات المتاحة.
المسؤولة الإعلامية في الهيئات النسائية في منطقة بيروت بتول كرنيب، تحدّثت عن مبادرات أخرى أطلقتها الهيئات النسائية، ومنها المشاركة في مراسم تشييع الشهداء ومؤازرة عوائلهم، ومساعدة الأهالي في تنظيف بيوتهم، كما والعمل في مكاتب لتسجيل الأضرار والإجابة على الشكاوى والإستفسارات الخاصة بملف إعادة الإعمار.
المحطّة الأخيرة ضمن جولة فريق الخط الساخن كانت في مجمع السيّدة زينب(ع) في حارة حريك، وهناك رصدت كاميرا المنار تحضّر الكشفيون و الكشفيات للإنطلاق في مهمّة تنظيف الشوارع والطرقات، ومساعدة الأهالي وأصحاب المحال التجارية في عمليات التنظيف.
هذه الحملات تحدّث عنها معاون مفوّض بيروت في كشّافة الإمام المهدي(عج) منير يونس فقال: إنّ كشّافة الإمام المهدي(عج) منذ اللحظات الأولى لوقف إطلاق النار وفي مختلف المناطق، باشرت بالتحضير لإطلاق فعاليات المخيم الكشفي للعمل التطوّعي من باحة عاشوراء، التي لطالما أكّد منها شهيدنا الأقدس سماحة السيّد حسن نصرالله على أهميّة خدمة الناس والوقوف الى جانبهم. وتابع يونس: العمل يهدف الى إزالة آثار العداون الإسرائيلي لتمكين الناس من العودة والإستقرار في بلداتهم ومناطقهم.
أيضا تحدّث يونس عن فعاليات أخرى ضمن المخيم الشبابي للعمل التطوّعي، منها الرسم على الجدران، حيث أنهت الكشّافة مرحلة إحصاء أعداد الرسّامين، لتنتقل الى مرحلة تحضير المعدّات ومستلزمات الرسم، ومن ثم انتقاء الشوارع، وأخيرا البدء بالرسم. أضاف يونس الى أنّهم أطلقوا حملة جمع تبرّعات مالية من أجل التشجير، بعد تأمين عددٍ من الأشجار الكبيرة.
الختام كان مع آراء الكشفيين والكشفيات، الذين اعتبروا أنّهم يساهمون خلال هذه المرحلة، في إعادة إعمار الضاحية لتعود أجمل مما كانت، كما وعد الشهيد السيّد حسن نصرالله، وتحقيقا لإلتزام الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم.
المصدر: موقع المنار