العقيدة العسكرية الصهيونية ..حان وقت التغيير – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

العقيدة العسكرية الصهيونية ..حان وقت التغيير

333097Image1-1180x677_d
علي علاء الدين

يعتبر الكيان الصهيوني هو الدولة التي أسست لأجل الجيش الصهيوني فكل دول العالم تعتبر ان الكيان هو جيش بنيت له دولة ، وبناء عليه فان أهم السبل للحفاظ على هذا الكيان هو الحفاظ على جيشه ومن اجل ذلك وضعت مرتكزات اساسية شكلت العقيدة العسكرية الامنية الصهيوني حيث شكلت مفاهيم الردع ، والحسن ، والانذار المبكر مرتكزات هذه العقيدة وقد أرسيت أسسها في خمسينيات القرن الماضي ومع الحروب المتعاقبة تضررت هذه المرتكزات ولكن بقيت على حالها

إن الحروب التي شنّها الكيان الصهيوني بعد حرب 1937، والتي استهدفت بشكل رئيسي مقاومات شعبية ، أجبرته على التفكير بجدّية باستحداث آليات جديدة، كوحروب العصابات تختلف عن الجيوش التقليدية، الأمر الذي فرض ضرورة استحداث آليات ووسائل حربية جديدة تتناسب مع هذه المتغيّرات. غير أن هذا التوجه لم يحظَ باهتمام المستويين السياسي والعسكري إلا بعد حرب عام 2006ضد المقاومة الاسلامية في لبنان ؛ والتي فرضت مُجرياتها وأحداثها ونتائجها واقعاً جديداً على الكيان يختلف عن السابق، من حيث طبيعة المواجهة وآلياتها ، وبعد عدوان تموز ال2006 جاء طوفان الاقصى ليطيح بكل النظريات العسكرية الصهيوني وعلى رأسها نظرية بن غوريون

طرح معهد بيغين السادات الإسرائيلي للدراسات الاستراتجية دراسة لـ غور ليش حول ظاهرة الحرب الطويلة منذ أحداث السابع من تشرين الأول في غزة . ووضع غور دراسته ضمن تساؤله عن فشل الرؤية الأمنية السائدة و حاجة الكيان ‘لرؤية جديدة تتنافى مع رؤية كل من بن غوريون و زئيف جابوتنسكي اللذان يؤمنان بأن جولات الحرب التي يتكسر فيها العدو على الجدار الحديدي ستجعل دول المنطقة في نهاية المطاف تتقبل وجود الكيان الصهيوني  .

ويقول غوش إن وجود الكيان  في منطقة معادية لا تقبل وجودها و لا تستطيع الاحتفاظ بجيش كبير و لا أن تتطور في بنيتها التحتية يسبب معضلة في حياة الصهاينة , و محاولة اعتماد الكيان على جيش احتياطي يتم تجنيده سريعا بناء على إنذار استخباراتي يشل الاقتصاد الإسرائيلي , فالجيش الأساسي قليل العدد مجهز للحروب القصيرة و بهذا لا يستطيع الكيان فرض إنهاء النزاع بالقوة مع الجانب الآخر .

وما كانت تعتمده “إسرائيل” في حربها المتقطعة من خلال ضربات قصيرة و مباغتة ما هو إلا شكل من أشكال كسب الوقت للإبقاء قدر الإمكان على الاستقرار النسبي و لكن هذا الاستقرار اعتاد أن ينخرق أمنيا بشكل روتيني يومي سُمي بروتين المواجهة .

كما يرى ليش في دراسته أن الكيان على مدار تاريخه القصير لم يتمكن من القضاء على أي تهديد أمني و حتى النجاحات الاستراتيجية التي تمثلت بحوادث بعينها كطرد – على حد قوله – منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان لم تؤد إلى اختفاء العداء الفلسطيني و لم تقض على تطور و تعزيز حزب الله .

ما فعلته “إسرائيل” هو الاستفادة من فترات الروتين المحددة لتتحول من دولة صغيرة ضعيفة إلى قوة إقليمية من النواحي الاقتصادية والعسكرية و مع هذا فهي لم تفرض إنهاء نزاع و هذا ما قاله بن غوريون ” إننا لن نعيش المعركة الأخيرة ”

جاءت الدراسة على أن الجهود الاستخباراتية التي يقوم بها الكيان و التي تهدف إلى التحذير من نية العدو الخروج إلى الحرب و القيام بعمليات إنذار لصد الهجوم خلال فترات الروتين لم يكن بمقدورها أن تكون حلا للتهديدات الآتية عبر الحدود  . فما حدث في السابع من تشرين الأول وضع الجيش الإسرائيلي في مأزق لمواجهة اجتياح في حين أنه اعتاد في تدريبه منع تسلل الأفراد و المجموعات المنفردة فلم يأخذ بحسبانه احتمالات اختراق الجدار و الهجوم الواسع, فكان هذا ضعف استخباراتي لم يستطع كشف استعدادات حماس لبدء حرب واسعة سبب صدمة و شعور بالانكسار للإسرائيليين بالأخص و قد فشلت كل الإنذارات الإسرائيلية لصد ضربات حماس في غزة .

وقد ذهبت الدراسة إلى أهمية و ضرورة صوغ رؤية أمنية بديلة ف “إسرائيل” لا يمكن لها أن تتجاهل التهديدات المحيطة و عليها العمل بحزم و البحث عن سياسات جديدة تتقبل أهدافها الوطنية و يكون بذلك الهدف الأول هو القضاء على القوة العسكرية لحركة حماس , و لكن يأتي بالحسبان بداية اهتراء المعدات و الأدوات العسكرية الإسرائيلية بعد عشرة شهور متواصلة من الحرب بالإضافة إلى نقص الذخائر في حين أن الكيان لم يحقق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال , فهل تستطيع “إسرائيل” الآن تبني رؤية البعض في الاستغناء عن الدعم الأمريكي ؟  وهذا ما لا يمكن تحقيقه و  يرى  ليش  أن دخول حزب الله إلى الحرب هو طريقة عبثية في كيفية إدارة “إسرائيل” الحرب , و انتهاء الحرب في غزة الآن سيغير الوضع الاستراتيجي لإسرائيل و التطلع المستقبلي لها .

لقد ناقشت الدراسة عدة رؤى أمنية بديلة لكنها أفضت بنظرية مفادها أن المقاومة للمشروع الصهيوني لا يمكن تجاوزها إلا بالقوة .

في الخلاصة فان معركة معركة طوفان الاقصى كانت الطلقة التي دمرت العقيدة الصهيونية  وان القوة التي يريد ليش اعتمادها لتجاوز المقاومة فهي قابلة للتحطم وهو ما نراه كل يوم في غزة وفي شمال فلسطين واليمن والعراق وايران، فكما يبني العدو نظرياته العسكرية وعقيدته العسكرية فان جبهة المقاومة تقوم بتطوير النظريات والعقيدة العسكرية ما يجعل ازالة الكيان الصهيوني هدف قابل للتحقق .

المصدر: إعلام العدو