شكل استقبال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، صورة رمزية جامعة تعبر عن وحدة فصائل المقاومة بمواجهة العدو الاسرائيلي.
ومن الدلالات الهامة لهذه الصورة أنها تأتي مع محاولة العدو الاسرائيلي وقياداته برفع الصوت للتهديد والقول نحن هنا ولدينا القدرة على “تنفيذ اغتيالات”، ولعل الصورة تعبر في رد رمزي عن صلابة ووحدة الموقف المقاوم، خاصة ان العدو هدد بشكل صريح تارة وضمني تارة اخرى انه جاهز لتنفيذ اغتيالات قد تطال بالاسم: صالح العاروري وزياد النخالة، حيث توجد معلومات عن إقامتهما في لبنان بشكل دائم او شبه دائم.
الأمر الذي استدعى ردا فعليا بالصورة الواضحة، قبل الرد على الأرض من المقاومة لتنذر العدو ان الخطأ ممنوع في هذه المسألة، وأن قيادات المقاومة سواء اللبنانية والفلسطينية ولا سيما في لبنان هم “خط أحمر”، وبالتالي كانت رسالة مباشرة من المقاومة على رأسها السيد نصرالله بنشر خبر اللقاء بين قيادات ثلاثي “رأس حربة” المقاومة بوجه العدو الاسرائيلي أي “حزب الله – حماس – الجهاد الاسلامي”، وقد جرى خلال هذا اللقاء استعراض آخر المستجدات والتطورات السياسية خصوصا في فلسطين، وتم تقييم مشترك للوضع في الضفة الغربية وتصاعد حركة المقاومة فيها، وكذلك التهديدات الإسرائيلية الأخيرة.
وتم خلال اللقاء تأكيد الموقف الثابت والراسخ لكلّ قوى محور المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني واحتلاله وغطرسته وأهمية التنسيق والتواصل اليومي والدائم بين حركات المقاومة، خصوصا في فلسطين ولبنان لمتابعة كل المستجدات السياسية والأمنية والعسكرية واتخاذ القرار المناسب.
ومن الدلالات على أهمية اللقاء بين السيد نصرالله والنخالة والعاروري، انه جاء بعد الزيارة الهامة التي قام بها وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان الى سوريا ولبنان، وقد أكد عبداللهيان في ختام الزيارة من بيروت ان “العلاقات بين طهران وبيروت استراتيجية عميقة وممتازة، والجمهورية الإيرانية لم تتوان عن دعم لبنان الشقيق جيشا وشعبا ومقاومة..”.
وفي السياق، أكد المتحدث الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم أن “محور المقاومة بأركانه ومكوناته السياسية والعسكرية والميدانية من فلسطين إلى الجمهورية الاسلامية لن يسمح للعدو الصهيوني أن يستقر أو يهدأ”. وشدد على أن “المحور في أعلى درجات التنسيق والعمل والترتيب والمتابعة لسلوك العدو على مستوى فلسطين المحتلة والإقليم”. ولفت الى أن “وحدة الساحات ركن أساسي في عقيدة المحور القتالية تعكسها صورة ورؤية ومواقف قادة المقاومة ويؤكدها الميدان”. واشار الى ان “محور المقاومة على مستوى عال من الجهوزية والاستعداد للمعركة مع العدو..”.
لا شك ان صورة القادة (السيد نصرالله، العاروري، والنخالة) في لقاء التحدي لقادة الكيان، هي صورة تحمل الكثير من المعاني والرسائل للعدو ولكل من يعنيهم الأمر بأن المقاومة ومحورها بكل فصائله ودوله وأحزابه كالجسد الواحد والبنيان المرصوص، وعلى تنسيق دائم وتواصل يومي وان الرد حاضر على أي حماقة اسرائيلية سواء بضربات أمنية او اغتيالات أو بعمليات عسكرية.. فلا مجال للخطأ وتجاوز الخطوط الحمر وتغيير المعادلات، فأي محاولة صهيونية لتغيير هذا الواقع ستلقى الرد المناسب والموجع من قبل المقاومين.
المصدر: موقع المنار