حذرت منظمة الصحة العالمية WHO من وجود حزمة من شراب السعال “الملوث” المصنوع في الهند، والذي تم رصده قيد التداول في جزر مارشال وولايات ميكرونيسيا.
يشكل هذا الأمر الحلقة الأخيرة في سلسلة الأدوية المصنعة في شركات أدوية مقرها في الهند وتوزع في مختلف البلدان، وهي أدوية يزعم أنها رديئة الجودة ومضرة للاستخدام.
ففي بلدان على غرار غامبيا وأوزبكستان، تم ربط استهلاك أدوية الشراب المصنوعة في الهند بوفاة عديد من الأطفال.
ويعرف الدواء “الذي لا يلبي المعايير المطلوبة”، والذي حذرت منظمة الصحة العالمية من استخدامه في بيان أصدرته يوم الثلاثاء الماضي باسم “غايفينيسين” Guaifenesin Syrup TG، وهو يستخدم لتخفيف احتقان الصدر وأعراض السعال.
وأثار الدواء اهتمام منظمة الصحة في أوائل شهر أبريل (نيسان) الجاري.
وصنعت الدواء شركة “كيو بي فارماشيم” QP Pharmachem Ltd، وهي شركة أدوية مقرها شمال البنجاب، ويتم توزيعه من خلال شركة “تريليوم فارما” Trillium Pharma في ولاية هاريانا المجاورة.
وجاء في البيان أن أياً من الشركتين “قدمت ضمانات لمنظمة الصحة حول سلامة هذه المنتجات وجودتها”. ولكن، لم يأتِ بيان منظمة الصحة على ذكر إذا ما كانت أي من حالات الوفاة أو الإصابات مرتبطة بدواء “غايفينيسين”.
وكشفت المنظمة عن وجود “كميات غير مقبولة” من ثنائي إيثيلين جلايكول وإيثيلين جلايكول (diethylene glycol and ethylene glycol) كملوثات تم رصدها في “غايفينيسين”. وتم العثور على هذه المواد الكيماوية السامة في مشروبات سعال في بلدان أخرى أيضاً، إذ رصدت هذه المواد الكيماوية بكميات كبيرة في أربعة أدوية سعال تباع في غامبيا. وتم ربط وفاة 69 طفلاً في أواخر العام الماضي باستخدام مشروبات السعال المصنع في الهند.
وفي أوزبكستان، تم ربط وفاة 19 طفلاً في الأقل بشراب سعال واحد صنع في الهند. ووجدت وزارة الصحة في أوزبكستان بأن شراب السعال “دوك-1 ماكس” Doc-1 Max يحتوي على مادة إيثيلين جلايكول. وجرى أخطار المصنع الهندي لدواء “دوك-1 ماكس” بوقف إنتاج شراب السعال في أعقاب حالات الوفاة التي حصلت.
وبعد الوفيات التي تم الإبلاغ عنها من غامبيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أوقفت إندونيسيا بيع كافة الأدوية التي تأتي على شكل شراب وسوائل بعد ربطها بوفيات مئات الأطفال هناك.
وأعلن وزير الصحة الإندونيسي أن بعض الأدوية تحتوي على المادتين الكيماويتين. ويعتقد أن مادتي ثنائي إيثيلين جلايكول وإيثيلين جلايكول تتسببان بإصابات حادة في الكلى وبوسعها أن تؤدي إلى الموت.
يعثر على المادة الأولى عادة (ثنائي إيثيلين جلايكول) في السوائل المضادة للتجمد (antifreeze) والسجائر الإلكترونية، ويقال إنه يسهم في جعل مذاق النبيذ الرخيص يبدو أكثر غنى، كما يمكن استخدامه كسائل لتبريد محرك السيارة.
وفي حديث لشبكة “بي بي سي” BBC، قال مدير “كيو بي فارماشيم” التي تصنع دواء “غايفينيسين” إن الدواء لم يكن موجهاً للتوزيع في جزر مارشال وميكرونيسيا.
ورأى سودير باتاك أن شركته صدرت حزمة تحتوي على 18346 عبوة إلى كامبوديا بعد الحصول على موافقة السلطات المتخصصة. وأضاف “لم نرسل تلك العبوات إلى منطقة المحيط الهادئ، ولم ترخص للاستخدام هناك. لا نعلم في أي ظروف وشروط وصلت تلك العبوات إلى جزر مارشال وميكرونيسيا”.
وقال باتاك إنه تم إرسال إشعاراً قضائياً للشركة التي صدرت الأدوية إلى كامبوديا.
وذكرت “بي بي سي” أن الشركة المسوقة “تريليوم فارما” لم تجب عن استيضاح للمسألة.
يشار إلى أن حكومة الهند لم تستجب بعد لتحذير منظمة الصحة العالمية من شراب السعال “غايفينيسين”.
وفي مطلع الشهر الجاري، سلطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA الضوء على هفوات وعيوب خطرة في تصنيع قطرات العيون التي تم ربطها بثلاث حالات وفاة.
المصدر: الاندبندنت