نجا البلد مؤقتا من خطر انقطاعه عن العالم ، ومن الاضطرابات في خطوط التواصل الداخلية بعد أن أعلن موظفو اوجيرو كبادرة حسن نية تعليق اضرابهم الى حين انعقاد اول جلسة حكومية ليبنى على الشيء مقتضاه، فاذا اقرت مطالبهم أوقفوا الاضراب نهائيا، أما اذا لم تكن بحجم تطلعاتهم عادوا الى الاضراب الذي يتمدد في مؤسسات الدولة ومرافقها الاساسية ، فموظفو مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان على سبيل المثال لا الحصر ذاهبون الى اضراب تحذيري يوم الثلاثاء القادم للاسباب ذاتها.
فيما يبقى المسؤولون السياسيون على اضرابهم المفتوح ، فالاتصالات مقطوعة بينهم ، اما الاتصال الخارجي الذي حرَّك المياه الراكدة رئاسيا ، فكان فرنسيا.
وسط تكتم شديد تجري زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى باريس بعيدًا عن الاعلام ما فتح الباب على شتى انواع التحليلات والمغالطات والامنيات أيضا، الا أنّ ما تردّد منها هو أنّ الأجواء ايجابية ، وللحديث صلة.
وللحديث صلة بين دمشق والقاهرة ، فبعد أيام من زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى العاصمة السورية ، بدأ وزير الخارجة السوري فيصل المقداد زيارة الى مصر. الطرفان اتفقا على تكثيف الاتصالات بينهما على مختلف الاصعدة، فيما اكد الوزير المصري على حق سوريا ببسط سيادتها على كامل أراضيها.
على أرض فلسطين المحتلة ، أجواء الانقسام تضرب الاسس التي قام عليها الكيان الصهيوني ، وتزلزل الروابط المشتركة بين المحتلين. حديث غير مسبوق عن تحول الكيان الى اثنين يعيد الى ذاكرتهم تجارب سوداوية في التاريخ الصهيوني . فالانقسام الداخلي وصل الى مراحل خطيرة بحسب مراقبين صهاينة بين اليهود الشرقيين والمتدينين من جهة وبين ما يسمى بالنخبة الاشكنازية من جهة ثانية والتي تتحكم بالسلطة والثروة والمال.