عامانِ وطُوفانُ الاقصى عصيٌ على الاخماد، وهديرُ جهادِه ودمِه وتضحياتِه يرفعُ فلسطينَ الى اعلى مراتبِ الضوء، حتى خلّدَها قضيةً عالميةً عصيةً على النسيان..
طُوفانٌ أَرَّخَ لتاريخٍ جديد ، وفرزَ بينَ غَثِّ الامةِ وسمينِها، فعادَ السابعُ من اوكوبر والتضحياتُ جسيمة، لكنَ المكاسبَ عظيمةٌ كعظيمِ قافلةِ الشهداءِ الفلسطينيين واللبنانيين واليمنيين والايرانيين على طريقِ القدس.
طوفانٌ احالَ فلسطينَ من قِبلةِ المجاهدينَ الى قبلةِ الانسانية، وعنوانِ الحقِّ الذي ما استطاعَ عليهِ كلُ الاجرامِ الصهيونيّ الاميركي ولن يُعيقَهُ تَكدُّسُ الفشلِ او الخنوعِ العربي، فتفرّعَ الطوفانُ في شوارعِ لندن وباريس واخواتِهما وجامعاتِ واشنطن ونيويورك وباحاتِها، يدقُ ابوابَ حكوماتٍ ويهزُ عروشَ زعامات، حتى فرضَ على العالمِ الاعترافَ بدولةٍ فلسطينيةٍ ونَبْذَ الكيانِ النازيِّ الصهيوني الا من سيدِه الاميركيِّ وبعضِ اذنابِه في المنطقةِ والعالم ..
وبمنطقِ العهدِ الذي لن يَخيبَ والثباتِ على خطِّ سيدِ شهداءِ الامة السيد حسن نصر الله وصفيِّهِ الهاشميّ وسُلالةٍ من الشهداءِ القادةِ والمجاهدين واهلِ المقاومةِ الصابرين، كانَ تأكيدُ حزبِ الله في الذكرى الثانيةِ اَننا مستمرون بحفظِ أمانةِ المقاومةِ ودماءِ الشهداء، وانَ تضحياتِ الشعبِ الفلسطينيّ بالدماءِ والدموعِ والصبرِ والجوعِ ستبقى خالدةً في التاريخ، وانَ فلسطينَ ستعودُ كاملةً لأهلِها رغماً عن كلِّ متآمرٍ ومطبّعٍ ومتخاذل، وهذا وعدُ اللهِ الذي لا يُخلِفُ وعدَه..
ولهذا الوعدِ يعملُ كلُ المؤمنين ويُقدّمون اغلى التضحيات، ومنهم الجمهوريةُ الاسلاميةُ الايرانيةُ التي تدفعُ الاثمانَ لانها تقفُ مع الحقِ ومع فلسطينَ ومع جميعِ المستضعفين، كما أكدَ الامينُ العامّث لحزب الله سماحةُ الشيخ نعيم قاسم بكلمةٍ مختصرةٍ للايرانيين ضمنَ فعالية “ايرانُ المتضامنة”..
وفي الجنوبِ اللبناني مشهدٌ يختصرُ كثيرَ الكلامِ بفعلِ دولةٍ غائبةٍ حتى من الاحلام، ففي كفركلا وقفَ اطفالُ الشهيدينِ حسن عطوي وزينب رسلان وما تبقَّى من اهلِ بلدتِهم ايتاماً على ارضِ وطنِهم، وهم من اعتادوا الصمودَ فوقَ الخيال، والصبرَ مع الارضِ التي لا تعرفُ الجزَعَ ولا الاتكالَ الا على اللهِ وعلى سواعدِ رجالِها الرجال ..
ومع تشييعِ الزوجينِ الشهيدينِ كانَ الجنوبُ يزفُ شهيدينِ آخرينِ بعدوانينِ على ياطر ودير عامص، فيما آخرُ دعواتِ الحكومةِ كانت لجلسةٍ وزاريةٍ الخميس، ليسَ على جدولِ اعمالِها ذكرٌ لمأساةِ الجنوبيين ولا لشهدائهم ولا لايتامهم ..
بقلم : علي حايك
تقديم: كوثر الموسوي نون
المصدر: موقع المنار