الأربعاء   
   24 09 2025   
   1 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 14:37

ما عواقب إيقاف “مايكروسوفت” تحديثات “ويندوز 10″؟

يثير انتهاء التحديثات المتعلقة بنظام التشغيل “ويندوز 10” من شركة “مايكروسوفت” في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل انتقادات الجمعيات ومخاوف كثر من المستخدمين الذين يخشون الاضطرار إلى تغيير حواسيبهم.

ماذا يعني هذا التوقف، وما هي عواقبه؟ وماذا سيحصل في الـ14 من أكتوبر؟

اعتباراً من ذلك اليوم، تتوقف أجهزة الكمبيوتر القائمة على “ويندوز 10” عن تلقي التحديثات من شركة “مايكروسوفت” التي صممت نظام التشغيل هذا ووفرته عام 2015.

وكانت “مايكروسوفت” تصدر هذه التحديثات بانتظام لتعزيز أمان النظام “بعدما أصبح عرضة لهجمات سيبرانية كثيرة”، على ما أوضح مارتن كرايمر، المتخصص في التوعية بالأمن السيبراني لدى شركة “نو بي فور” الأميركية.

ماذا عن المستخدمين؟

وأوصت “مايكروسوفت” المستخدمين في مذكرة نشرتها على موقعها بالانتقال إلى “ويندوز 11″، المتوافر منذ عام 2021.

لكن المشكلة أن بعض الحواسيب غير متوافقة مع “ويندوز 11″، ولهذه الفئة تتيح “مايكروسوفت” خيار الاشتراك في صيغة تحديثات موسعة مقابل 30 دولاراً سنوياً، مما أثار استياء جمعيات حماية المستهلك. ففي الولايات المتحدة، أعربت منظمة “كونسيومر ريبورتس” عن قلقها من أن “أجهزة حاسوب غير قادرة على تشغيل ’ويندوز 11‘ كانت لا تزال تباع عامي 2022 و2023″، مما يجعلها مهددة بأن تصبح غير صالحة للاستعمال بعد ثلاث سنوات فقط من شرائها.

أما في فرنسا، فأطلق ائتلاف يضم 22 جمعية، من بينها “أو أف سي – كو شوازير” و”آلت آ لوبسوليسانس بروغراميه”، عريضة تطالب “مايكروسوفت” بتمديد فترة السماح للتحديثات المجانية حتى عام 2030.

ورفضت “مايكروسوفت” الرد على استفسار وكالة الصحافة الفرنسية حول عدد المستخدمين المتأثرين.

لكن وفقاً لـ”كونسيومر ريبورتس”، كان نحو 650 مليون شخص يستخدمون “ويندوز 10” في مختلف أنحاء العالم في أغسطس (آب) الماضي. وقدّرت منظمة “بابليك إنتيرست ريسيرتش غروب” الأميركية بنحو 400 مليون عدد الأجهزة غير المتوافقة مع “ويندوز 11”.

ما الأخطار المحتملة؟

سيواجه المستخدمون الذين لا يمكنهم الانتقال إلى اعتماد “ويندوز 11” ولا يشتركون في التحديثات الموسعة خطراً متزايداً من الهجمات السيبرانية، مما يعرض بياناتهم وأنظمتهم لأخطار أمنية جسيمة.

وقال مارتن كرايمر “عندما تتوقف التحديثات، فلن يعود المستخدم محمياً من أحدث التهديدات السيبرانية”.

وإذ أشار إلى أن “من الصعب جداً” قياس الخطر بدقة، رأى أن من المؤكد أن مستخدمي “ويندوز 10” سيكونون هدفاً للقراصنة الباحثين عن ثغرات أمنية.

كما أن بعض التطبيقات قد تتأثر، بحسب المحلل بادي هارينغتون من شركة “فورستر” الذي شرح أن “موفري التطبيقات يعتمدون على تحديثات الجهة الموفرة لنظام التشغيل لإتاحة عدد من الوظائف، وإذا لم يحصل تحديث لهذه الوظائف، فلن يتمكن موفر التطبيق من ضمان استمرار عمل تطبيقه بصورة صحيحة”.

في شأن البدائل

ورأى المتخصصان كرايمر وهارينغتون رداً على سؤال عن جدوى برامج الحماية من الفيروسات، أنها غير كافية في حال لم تجرَ التحديثات على نظام التشغيل.

وأوضح بادي هارينغتون أن “ثمة حداً لما يمكن أن توفره هذه البرامج من حماية. هي أفضل من عدم فعل شيء، لكنها ينبغي أن تكون حلاً موقتاً وحسب، في انتظار إيجاد حل دائم”.

ويبقى خيار آخر وهو تغيير نظام التشغيل بالكامل مع الاحتفاظ بالجهاز نفسه، ويمكن عندها استخدام أنظمة مجانية ومفتوحة المصدر مثل “لينوكس”، لكنها تتطلب تثبيتاً من قبل المستخدم.

وأضاف هارينغتون “ما دامت تطبيقاتك متوافقة مع نظام التشغيل هذا، وأدوات الأمان لديك توفر له الحماية، فهو خيار جيد”.

المصدر: الاندبندنت