تبقى البِشارة الى ابنةِ عِمرانَ بقدومِ عيسى بنِ مريمَ عليهِ السلامُ تَجمعُنا في لبنان ..
البلد الذي لم يعُد فيهِ مكانٌ للبشارات ، فاللصوصُ والمفسدونَ وما أكثرُهُم يَمضونَ في تَحطيمِ هيكلِهِ ، حتى يكادُ يَسقطُ علينا جميعا..
فقضاؤهُ لا تُحركُهُ اهانةُ عَلَمِهِ ورمزِ سيادَتِه، بينما يستنفرُ في الحالِ لملاحقةِ التعرضِ لعَلَمِ السعودية، الى حدِّ أنَ وزيرَ العدلِ المستقيل عادَ برهة ليمارسَ مَهامَّهُ ، ويؤدِيَ الطاعةَ في غُبِ ساعة..
لا اعتراضَ على الحرصِ على حفظِ رموزِ الدول، ولكنَّ العيبَ أن يغيب هذا الشعور تجاه علمنا ..
أما تجارةُ الرقيقِ فتزدهرُ في ظلِ سيادةِ سياسةِ الافلاتِ من العقاب، وجديدٌ تجلياتِ هذهِ السياسة شاحناتُ النقلِ المشتركِ بينَ القمحِ والنُفايات..
فالشاحناتُ التي تنقُلُ النفاياتِ ليلا هيَ نفسُها التي تنقلُ قمحَ اللبنانيينَ صباحاً من دونِ مراعاةِ أدنى شروطِ الصِحَةِ والسلامة..
واذا كانت الدولةُ عاجزةً عن مشكلةٍ بهذا الصِغَر ، فكيفَ ستتعاملُ مع استحقاقٍ داهمٍ يتمثلُ باحتمالِ عودةِ تدفقِ النازحينَ السوريين خاصةً بعدَ بَدءِ تطبيقِ الاتفاقِ بين تركيا والاتحادِ الاوروبي، الذي سيُقفِلُ بواباتِ العبورِ الى اوروبا.
المصدر: قناة المنار