رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي أن “الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية عندنا وما يتفرع عنها هي نتيجة نهب المال العام بشتى الطرق، والتمسك بهذه الوزارة وتلك، وبهذا الشخص وذاك، والاحتفاظ المستميت بالسلطة ورفض تداولها”، متسائلاً “وإلا كيف نفهم أن حكومة تصريف الأعمال المسؤولة حاليا، لا تمارس مسؤولياتها وتترك سفينة الوطن عرضة للأمواج العاتية والرياح العاصفة ومن دون ربان؟ وكيف نفهم أن الذين أتوا بالرئيس المكلف لا يسهلون مساعيه الحثيثة إلى تشكيل حكومة من أجل نجاة سفينة الوطن؟”.
وخلال ترؤسه قداس الأحد في بكركي، قال الراعي “هل تدرك حكومة تصريف الأعمال، التي تهمل واجبها، وهل يدرك معرقلو تشكيل الحكومة الجديدة وولادتها، وهل تدرك القوى السياسية والأحزاب والكتل النيابية المتباعدة والمعطلة لأي حوار مسؤول، حجم الخسارة المالية والاقتصادية والتجارية والمعنوية التي يتكبدها لبنان شعبا وكيانا ومؤسسات؟ أهكذا تمارس السياسة كفن شريف لخدمة الخير العام عندنا؟ هل تعطيل شؤون الدولة والشعب أضحى وسيلة للكيدية السياسية؟ منذ ثلاثة أشهر وانتفاضة الشباب اللبناني تخاطب ضمائر المسؤولين. فنأمل أن يصغوا إليهم قبل ان تتحول إنتفاضتهم إلى ثورة هدامة! فلا بد من مصارحة ومصالحة عامة لإستعادة الوحدة الوطنية بكل مكونات المجتمع اللبناني، بحيث لا يشعر أحد أنه مقصى”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام