مجدداً تظهر وقائع وتقارير تدعم الآراء حول الادوار الاميركية المشبوهة بشأن الحركات المتطرفة والارهابية في “الشرق الاوسط” وهذه المرة من داخل الكونغرس نفسه. واشنطن التي دعمت ورعت التنظيمات المتطرفة منذ ما قبل الثمانينات ابان الحرب الباردة ودأبت في سياستها الاستراتيجية حينها على استغلال هذه الجماعات في مواجهة السوفيات والتي ظهر تنظيم القاعدة من رحمها، لا تزال حتى اليوم تثار العديد من الشبهات بل الوقائع والتقارير التي تدعم فكرة تورطها في دعم الجماعات الارهابية الحالية في سوريا والعراق ، منذ خروج البغدادي من غونتانامو وما اثير حوله وصولا الى الوقائع المتعلقة بالامدادات التي كانت تلقى لجماعة داعش في العراق بحجة حصول خطأ وما يثار حول تقاعس الولايات المتحدة في اطار ما سمي التحالف الدولي ضد داعش في تنفيذ اي اضعاف فعلي لهذا التنظيم.، والمعلومات حول دعم حلفاء واشنطن في المنطقة لهذه الجماعات.
ما كشفه تقرير لمجلس النواب الأميركي عن تلاعب داخل القيادة العسكرية الاميركية في التقييمات الاستخباراتية حول مكافحة “داعش” حيث اتهم تقرير داخل الكونغرس الخميس مسؤولين عسكريين اميركيين بأنهم رسموا صورة اكثر تفاؤلا لجهود الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش في العراق وسوريا ، اتى ليؤكد مجددا عدم جدية الولايات المتحدة في حرب ضد داعش وعدم نيتها المساهمة في القضاء النهائي على هذا التنظيم بحيث تبرز مجددا مسالة العلاقة بين واشنطن وهذا التنظيم الاجرامي وهذه المرة عبر الكذب في التقارير حول الجهود المتعلقة بداعش من اجل القول ان هناك اثارا جدية للجهود العسكرية الاميركية ضد داعش بينما الحقيقة هي غير ذلك.
وأعد اعضاء في الكونغرس هذا التقرير اثر تحذيرات من ان مديري احد اجهزة الاستخبارات يفرزون المعلومات لتقديم صورة ملطفة للمخاطر التي يمثلها داعش ويقومون بتجميل جهود الولايات المتحدة على الارض بحسب ما اوردت فرانس برس.
وفيما من المعروف ان “التحالف الدولي” اعلن اولى الغارات المزعومة على “داعش” في ايلول 2014، فقد تبين بحسب النائب الجمهوري مايك بومبيو انه “منذ منتصف العام 2014 حتى منتصف العام 2015. تلاعب مسؤولو قيادة القوات لاميركية في الشرق الاوسط (سنتكوم) بالمعلومات الاستخبارية من اجل تخفيف الخطر الذي كان يمثله تنظيم داعش في العراق”.
واضاف “النتيجة هي ان الذين كانوا يستخدمون هذه المعلومات كانت لديهم على الدوام نظرة متفائلة عن النجاحات العملانية الاميركية ضد تنظيم داعش”. .
استجوب معدو التقرير عشرات المحللين في سنتكوم، واللافت بحسب ما جاء في التقرير ان “40 بالمئة من المحللين اجابوا انهم تعرضوا لضغوط لتشويه او حذف معلومات خلال العام الماضي”.
تبين لمعدي التقرير ان القيادة المركزية نشرت بيانات صحافية وتصريحات علنية قالت فيها ان الوضع “كان بشكل ملحوظ اكثر ايجابية” من الواقع. من جهته قال النائب الجمهوري براد وينستراب انه يجهل سبب اقدام اجهزة الاستخبارات على التلاعب بالمعلومات. واعتبرت عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ النائبة الجمهورية كيلي ايوت انه ينبغي محاسبة مسؤولي سنتكوم في حال تبين فعلا انهم مارسوا ضغوطا على محللين لتشويه المعلومات حول التصدي لتنظيم داعش.
ليس بعيدا عن ذلك تاتي تصريحات المرشح الاميركي للرئاسة دونالد ترامب التي تتهم الادارة الاميركية الحالية بأنها مؤسسة داعش وهي لا تدخل في اطار مزايدات او كلام اعلامي بقدر ما يستشف منها الاستناد الى معلومات . وفي تصريح له الاربعاء قال ترامب أمام أنصاره: “إنهم يقدرون الرئيس أوباما، إنه مؤسس تنظيم داعش”، وجدد تعليقاته الخميس قائلا إن أوباما وكلينتون هما “أكثر اللاعبين قيمة” بالنسبة لتنظيم “داعش”. وقد اتهم ترامب اكثر من مرة الرئيس الاميركي بالسماح للمتطرفين بالانتشار، متهما إياه بأنه متعاطف بالفعل مع داعش.
وللتذكير فإن إدوارد سنودن، العميل السابق بوكالة الأمن القومي الأميركي كشف إن المخابرات المركزية الأميركية بالتعاون مع مخابرات إنكلترا والموساد الإسرائيلي، هم من عملوا على تأسيس تنظيم داعش في المنطقة. وأظهرت وثائق مسربة من وكالة الأمن القومي أن الأخيرة قامت بتنفيذ خطة بريطانية قديمة تعرف بـ”عش الدبابير” لحماية “إسرائيل” تقضي بإنشاء مجموعة من الأحكام المتطرفة التي ترفض أي فكر آخر أو منافس له.
المصدر: موقع المنار