هو عامٌ جديد، عامٌ مختلفٌ عمّا مضى من أعوامٍ سابقة، عامٌ تجسّدت فيه أعظم تجلّيات الفقد والخسارة. فبعد مُضيّ خمسة أعوامٍ على نيل قائد قوّة القُدس الحاج قاسم سُليماني ورفاقه شهادةً مباركةً ختموا بها حصيلة الجهاد والتضحيات، التحق بهذا الرّكب المقدّس من أشعل فَتيلَه في لبنان، ومن أدار رحاهُ طيلة سنين خلت.
فبعد الحاج ‘قاسم’، مضى السيد ‘حسن’ ومعه كلّ الحُسنِ و مضى السيد “هاشم” عباسه و قائد جيشه مضى في أصعب وأحلك الظروف على شعب لبنان المقاوم.
روحي فداء لروحك
بدأت مراسم الذكرى السَنوية لشهادة قائد فيلق القدس الحج قاسم سليماني و لكنّ “لا مِثل غيره هذا العام”.. فلا خِطاب للأمين يهدّئ من روع قلوبنا لأنّ صاحب الكلمة الفصل قد ارتقى إلى حيث وصال الحبيب مع حبيبه.. إلى حيث جنّة الخلد .. إلى حيث كان يتوق قلبه في الليل والنهار..إلى حيث لا فُراق .. ها قد التحقت يا سماحة العشق بمن كنت ستفديه بروحك.
خطاب الولي
وبهذه المناسبة أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن الاستراتيجية الدائمة للشهيد قاسم سليماني كانت إحياء جبهة المقاومة.
الحشود في كرمان
رغم الظروف الطبيعية، استقبل محافظة كرمان الوفود المجددة على العهد مع شهيدها، من مختلف المحافظات الايرانية بمناسبة ذكرى الخامسة لاستشهاد قائد قوة القدس الفريق قاسم سليماني في روضة الشهداء حيث يرقد جثمان الشهيد القائد.
وشهد مرقد الشهيد سليماني توافد حشود غفيرة من النساء والرجال وحتی الاطفال، الذين أكدوا حبهم للشهيد والاصرار علی المضي في طريقه.
وفي اليوم الثاني على التوالي وعشية الذكرى الخامسة لاستشهاد الجنرال قاسم سليمان، استضافت الروضة الزوار الذي توجه الى المرقد، غير مهتمين بالمطر والبرد القارس سيرا على الاقدام لتجديد عهدهم مع أمير القلوب والشهداء.
هذا العام كما هو الحال في السنوات القليلة الماضية، تم نصب العشرات من المواكب في طريق روضة شهداء كرمان لتقديم خدمات متنوعة لزوار الحاج قاسم منها تقديم الشاي والمشروبات الغازية والأطعمة الساخنة وغيره من الخدمات التي يحتاجها الزوار.
وأقيم موكب لمجموعة من نساء قم اطلق عليه اسم “السترة الوردية” في الطريق إلى روضة شهداء في كرمان، لتروي النساء للأطفال سيرة حياة الحاج قاسم سليماني خلال طفولته.
وصية الشهيد
أيّ سرّ كان فيه أيّ عرفان؟ حتى يفتتح وصيَته بشكر الله على انتقاله من صلب إلى صلب! وصية سليماني تعكس الجانب العمليّ لخطّ الإمام الخمينيّ قدس سره. وتختصر الانتماء الخالص إلى مدرسة الولاية طيلة حياته الشريفة، فهو “أشتر” القائد الخامنئيّ دام ظله وحبيبه.
يقع على عاتقنا نحن الذين أحيانا الشهيد بشهادته أن نعمل على إبقاء المشروع الذي قدم دمه لأجله حيا فينا و حفظ وصاياه كما وصايا الشهداء.
مستمرون
وكانت ثمرة الدّم العظيم هذا نصرٌ جديد بسواعد المجاهدين وبصمود أشرف الناس ستة وستون يوما وما استطاعت قوى الإستكبار العالمية أن تحقق هدفا واحدا من أهدافها!
إنّ أمّة المقاومة لا يساورها الشّك بأنّ جميع شهدائها القادة العظام لأحرص ما يكون على استمراريتها وديمومتها وتحقيق أهدافها بعد ارتقائهم أكثر من حرصهم عليها في حياتهم الدنيا و نحن نجدد العهد كما كل عام لحفظ وصايا الشهداء وإستكمال طريقهم وكما كنا نعاهد شهيدنا الأقدس في كل لقاء بأننا حاضرون في كل ساح ولن نترك السلاح و لبيك يا شهيد الأمة! لبيك يا نصرالله.
يقينا كله خير
وفي بيروت، تزينت الشوارع بصور الشّهداء وبالشعار المعهود .. المقرون بإسم الحج قاسِم ’’يقينا كله خير’’.. شعار الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاده.
المصدر: موقع المنار