في وقت بدأ فيه الجيش اللبناني اليوم الخميس بالانتشار في مدينة الخيام الجنوبية، أفادت مصادر إعلامية بسقوط شهيدين إضافة إلى إصابة مواطن بجروح في غارة من مسيرة معادية استهدفت الساحة وسط البلدة.
وتمركزت اليوم الخميس وحدات من الجيش اللبناني في 5 نقاط حول بلدة الخيام الجنوبية، بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل” الدولية، وذلك ضمن إطار المرحلة الأولى من الانتشار في المنطقة، بالتزامن مع انسحاب العدو الإسرائيلي منها، وذلك بعد الاتصالات التي أجرتها لجنة الإشراف الخماسية. ولم يستكمل لغاية الساعة الانتشار، في انتظار الوحدات المختصة الوقت المناسب للدخول إلى البلدة وإجراء مسح هندسي لها بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة.
وقد دعت قيادة الجيش المواطنين إلى عدم الاقتراب من المنطقة بتاتاً والتزام تعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار.
بالفيديو | أجواء الحي الشمالي داخل مدينة الخيام بعد اندحار قوات الاحتلال عنها
يأتي ذلك في وقت استهدفت فيه غارة إسرائيلية ايضاً وادي حسن في أطراف بلدة مجدل زون جنوبي لبنان، كما سبق أن شهدت أجواء منطقة مرجعيون تحليقاً كثيفا للطيران الحربي المعادي إضافة إلى تحليق مكثّف للطيران المعادي المسير على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي حلقة من مسلسل الخروقات الاسرائيلية المتواصلة واليومية لاتفاق وقف اطلاق النار الذي بات نافذاً من فجر الأربعاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر، وآخرها غارة معادية أمس على مدينة بنت جبيل، أدّت إلى استشهاد 3 مواطنين، في حين استشهد مواطن اثر اعتداء على بلدة بيت ليف، ومواطن آخر في بلدة عيناتا.
بالفيديو | جرافات الجيش اللبناني تقوم بفتح الطرقات في مدينة #الخيام جنوب لبنان pic.twitter.com/3ygSdovjow
— قناة المنار (@TVManar1) December 12, 2024
ومن المدخل الشمالي لمدينة الخيام الجنوبية، وقرب واحدة من خمس نقاط ثبتها الجيش اللبناني في المدينة الحدودية مع فلسطين المحتلة منذ يوم أمس الأربعاء، أفاد مراسل قناة المنار علي شعيب اليوم الخميس أنه “صباح اليوم دخل إلى المدينة رتل كبير من آليات قوات اليونيفيل الدولية، وقام بجولة وعمليات مسح داخل المدينة، بانتظار توجه هذه القوات لاحقاً إلى منطقة عين عرب ومنطقة الوزاني، ليتبع ذلك وبعد التأكد من انسحاب الاحتلال، دخول لقوات فوج الهندسة من الجيش اللبناني”، وذلك في ظل معلومات عن انسحاب كامل لقوات الاحتلال الاسرائيلي من هذه المدينة.
بلدية الخيام: لعودة آمنة
في السياق، دعت بلدية الخيام أهل المدينة الصامدة، إلى “انتظار العودة الآمنة إليها”، مضيفةً “الرجاء منكم جميعاً التقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات المحلية والعسكرية، وبيانات قيادة الجيش اللبناني، التي أفادت أن قواتها ستستكمل الانتشار في المرحلة المقبلة، وستُجري مسحاً هندسياً شاملاً بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة”.
وفي هذا الاطار، قالت البلدية “نقدّر اندفاعكم ولهفتكم للعودة الى أرض خيامنا الغالية، ولكن علينا توخي الحذر والحفاظ على سلامة الأرواح”، مضيفة “وما العودة إلا صبر أيام، بانتظار الانسحاب الكامل لجيش العدو، وصدور بيانات قيادة الجيش التي تحدد موعد العودة بسلام الى الخيام”.
ميقاتي: العدو يخالف كل التعهدات التي قدمتها الدول الراعية لاتفاق وقف اطلاق النار
وأشار رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، إلى أن العدو الاسرائيلي عاود استهداف بلدة الخيام بغارة ادت الى سقوط شهداء وجرحى، قبل أقل من 24 ساعة على بدء الجيش الانتشار في منطقتي الخيام ومرجعيون تطبيقا لقرار وقف اطلاق النار حتى.
وقال ميقاتي “إن هذا الغدر الموصوف يخالف كل التعهدات التي قدمتها الجهات التي رعت اتفاق وقف النار وهي الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، والمطلوب منهما تقديم موقف واضح مما حصل ولجم العدوان الاسرائيلي”.
وأكد أن “هذه الخروقات المتمادية برسم لجنة المراقبة المكلفة الاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار والمطلوب منها معالجة ما حصل فورا وبحزم ومنع تكراره”.
بالفيديو | خروقات الاحتلال بالصوت والصورة
ورغم انطلاق اجتماعات لجنة المراقبة الخماسية، يومياً يخرق العدو الصهيوني اتفاق وقف اطلاق النار. وبوضوح تسرح مسيرات العدو في سماء لبنان، وفي اجواء عاصمته بيروت
بالصوت والصورة الواضحة، وايضا بالغارات التي تستهدف المواطنين كما حصل في بنت جبيل وعيناثا وبيت ليف يوم الاربعاء.. فما هو موقف لجنة المراقبة ازاء هذه الخروقات؟؟
بالمناسبة، ومنذ أسبوع زارت اللجنة الخماسية عين التينة وأعلنت البدء بعملها واللبنانيون ينتظرون اجتماعاتها الاخرى فمتى يكون ذلك في ظل الخروقات المستمرة ؟
استكمالاً لتثبيت الاستقرار الذي يخرقه العدو، شهدت عين التينة لقاء بين الرئيس نبيه بري ورئيس أركان هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة اللواء باتريك غوشا واستعرض معه التطورات والمستجدات في لبنان والمنطقة.
هذه اللجنة التي تاسيت في ايار مايو عام 1948 لحفظ ما يسمى السلام في منطقة الشرق الأوسط لم يكتب لها نصيب في منع الاحتلال عن العدوان على لبنان، واليوم هي وغيرها من اللجان امام امتحان جديد.
المصدر: موقع المنار