دخلت منطقة غرب آسيا منذ السابع من اكتوبر 2023 مرحلة جديدة تمثلت في مواجهة محور المقاومة للنسخة المتجددة من مشروع الشرق الاوسط الجديد. وكانت أولى بشائر النصر وهزيمة المشروع “الانغلوصهيوني” في طوفان الأقصى الذي انطلق في السابع من اكتوبر 2023، الذي رسخ فكرة ان الكيان ـوهن من بيت العنكبوت.
حيث اكد الطوفان ان ذاك الكيان يمكن هزيمته على الرغم من تفوقه العسكري والتقني الذي لا ينكره احد، ولكن اداء المقاومة الفلسطينية كان فوق التصور من مقاومة محاصرة من كل الجهات الا من عزيمتها وارادتها في افهام العدو انه لا يمكن لعربدته ان تستمر وان الحق الفلسطيني سيتحقق.
وكيف لا وهبت الى اسناد غزة ومقاومتها المقاومة الاسلامية في لبنان وأنصار الله في اليمن والمقاومة الاسلامية في العراق، وكانت جبهة الاسناد التي اطلقها حزب الله في الثامن من اكتوبر عظيم الاثر في اشغال العدو. وقبل الخوض بما حققته تلك الجبهة لا بد من الاشارة الى ان طوفان الأقصى اسقط “عِصابة ديان” التي لطالما اعتمدها الغرب مع القضية الفلسطينية على مدار 76 عاماً ومع القضايا العربية، فكان ان تحرك الشباب في الجامعات الغربية واهتزت السردية الصهيونية حيال فلسطين.
وبالعودة الى جبهة الاسناد اللبنانية التي آلمت العدو حد افقدته صوابه ما دفعه الى شن عدوان على لبنان في 17 أيلول (سبتمبر) 2024 بدأه بتفجيرات البيجر، والتي اعتبرها العالم احدى افظع جرائم الحرب، وبلغ ذروة الاعتداء على لبنان في استهداف الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، الذي ارتقى شهيداً فكان سيد شهداء الأمة والشهيد الأسمى والأقدس مع ثلة من القادة الذين لطالما اذاقوا العدو مرارة الهزيمة، ليتوسع العدوان على لبنان حتى طال الجنوب اللبناني بكل قراه، وصولاً إلى بعض احياء العاصمة بيروت كما طال العدوان البقاع كل البقاع من غربه مروراً بوسطه وصولاً إلى بقاعه الشمالي وعاصمته بعلبك مدينة الشمس.
وبدا لافتاً ان العدو وعلى مدار ايام العدوان الـ 72 لم يحقق اي انجاز عسكري مما طرحه، واثبت مرة اخرى انه يقتل ولا يقاتل مستغلاً تفوقه الجوي، في حين اثبت الميدان تفوقاً اسطورياً للمقاومة من خلال المواجهات من مسافة صفر ووجهاً لوجه. كما طالت صواريخ المقاومة قلب الكيان الموقت واشتعلت نهاريا وحيفا وصولا الى تل ابيب وتحول قلب الكيان الى كرة نار تماما كما شمال فلسطين، حيث تنتشر المستعمرات الصهيونية التي خلت من المستعمرين.
الا ان اللافت ان العالم تعامل مع العدوان الصهيوني مع لبنان على “عِصابة ديان”، والمؤسف ان تلك العِصابة لم تكن حكراً على الحكومات الغربية بل اعتمدها بعض الداخل اللبناني وكذلك العربي، وفيما كان يعول على الاعلام الا انه ثبت بالدليل الذي لا يرقى للشك ان الكثير من الاعلام والاعلاميين اعتمدوا “عِصابة ديان”، فكان الافتراء على رجال الله والمقاومة التي اعز ما لديها وهو قائدها الاستثنائي.
من هنا نقول ان الحرب لم تنته وانما تكون قد خبت قليلاً وبالتالي يصبح لزاماً ان ننشط اكثر في اطار “جهاد التبيين”، لأننا في خضم حرب مفاهيم وسرديات، ونقول ان المقاومة هي في الاساس فكرة والأفكار لا تموت، فما نعانيه يندرج في اطار الحروب التركيبية التي تتطلب جهود مكثفة، ولنا في القادم من الايام حول أهمية جبهة الاسناد وما قدمته، وكلام حول ما يجري في شمال شرق وغرب سوريا، خصوصاً وان ما يجري يأتي في سياق استهداف محور المقاومة وكل ما يمثل من قيم.
وللكلام صلة ….
- صحافي لبناني
المصدر: بريد الموقع