اليوم الذي يحمل تاريخ الثاني من كانون الأول من العام 2024 نهضت مؤسسة القرض الحسن رغم حملة التدمير الحاقدة التي تعرضت لها من قبل العدو الاسرائيلي. إنتفضت الجمعية من بين الركام لتعيد تقديم خدماتها للناس غير آبهةً بكل التسميات التي أُطقلت عليها خلال العدوان من “بنك حزب الله في لبنان” الى “الذراع المالي للمقاومة” وغيرها من العناوين، ورغم التحريض الذي تعرضت له، بهدف شرعنة تدميرها على أنها أهداف عسكرية.
القرض الحسن رجع يشتغل وعلى الشمال بعد ما رجعوا !
وقفت المؤسسة اليوم نافضةً عنها حقد العدو، حاملةً ثقة ومحبة الناس الذين خدمتهم ووثقوا بها. وبمجرد إعلان خبر عودة المؤسسة الى العمل بدءاً من صباح اليوم، سارع الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الترحيب بها على طريقتهم، عبر منشورات عكست الثقة المتبادلة بينهم وبين المؤسسة حيث كتب أحد الناشطين: “ان مؤسسة القرض الحسن ما بتنهار.. مصارفكم الامريكية الراسمالية اللي بتنهار” وكتب الناشط ماهر الدنا: “ان فروع القرض الحسن ستفتح اليوم والذهب لم يُمس .. التعويضات على أصحاب المنازل المتضررة ستبدأ أيضاً .. فيما الشمال لم يعد، فمن هُزم ؟ “. وكتبت فريال درة: “ان القرض الحسن رجع يشتغل وإنتو عالشمال ما في رجعة”.
هذه الثقة التي تربط المؤسسة بالناس تزداد عمقاً عاماً بعد عام. وعند كل مفترق تتعرض له الجمعية يعاود الناس مساعدتها للوقوف، فهي برهنت لهم أن “وعدها صَدق” وهم يحملون لها جَميل سنوات من المساندة والمساعدة والإنماء .
نمتلك من القدرات المادية والبشرية ما يكفي للنهوض أسرع مما يتوقع العدو!
عادت المؤسسة اليوم قوية ومتينة بـ (16) فرعاً وسوف تستأنف اعمالها وتستقبل المواطنين. وفي هذا السياق يقول الاستاذ علي هزيمة المدير الاعلامي في جمعية مؤسسة القرض الحسن لموقع المنار الالكتروني : “أنه بالرغم من حجم الهمجية الكبير للعدو الصهويني الذي إستهدف كافة الفروع في مختلف المناطق، فنحن نقول لكل المحبين أنه بفضل دماء الشهداء ودماء شهيد الامة السيد حسن نصرالله حفظنا الامانة ووضعنا الخطة اللازمة لحفظ ودائع وأموال الناس”.
وطمأن هزيمة اللبنانيين بأن “كل الذهب والاموال هي بآمان وكل ما فعله العدو وبعض أدواته عبر تقارير ومشاهد مُلفقة بأن الذهب تحت الردم لا أساس له من الصحة وسوف نعاود فتح باقي الفروع تباعاً”. وأشار المدير الاعلامي للجمعية إلى أن هذه الخطوة هي بحد ذاتها إنتصار ووجه من أوجه الصمود، مؤكداً أن المؤسسة تمتلك من القدرات المادية والبشرية ما يكفي للنهوض بشكل سريع وأكثر تطوراً.
وختم بالقول بأن الجمعية ستبقى حاملةً لأمانة هذا النهج مستمرة ببركة دماء شهداء الأمة وتحت شعار “سنخدمكم بأشفار عيوننا”.
وفي السياق، أكد مدير عام مؤسسة القرض الحسن عادل منصور لقناة المنار، أن المؤسسة قوية، وخلال الحرب عملت على حفظ حقوق الناس، ودعت المودعين إلى أن تسحب أي مبلغ تريده من حسابها، وهذا ما أثبت مصداقيتها، والتي اكتسبتها خلال سنوات العمل، وفي العديد من المحطات.
وتستقبل مؤسسة القرض الحسن المواطنين ضمن دوامها المعتاد في سبعة فروع في بيروت والضاحية الجنوبية، وفرعين في النبطية وصور، وخمسة فروع في بعلبك والهرمل والبقاع الغربي، إضافية إلى فرعي سوق الغرب وجبيل.
منظمة العفو الدولية: المؤسسة شريان إقتصادي مدني وليس عسكري
وفي تشرين الأول/ أوكتوبر 2024 تعرضت فروع القرض الحسن للقصف الهمجي بحجة أن المؤسسة بحسب قول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري “تشارك في تمويل النشاطات الإرهابية لحزب الله ضد إسرائيل”.
في المقابل أكدت إريكا جيفارا روساس، كبيرة مديري البحوث وأنشطة كسب التأييد والسياسات والحملات في منظمة العفو الدولية أن القوات الإسرائيلية إستهدفت مؤسسة تشكل شريان حياة اقتصادي لعدد لا يحصى من المدنيين اللبناني وبموجب القانون الدولي الإنساني تُحظر الهجمات ضد المدنيين والأعيان المدنية. ولفتت إلى أنه “وحتى إذا كانت المؤسسة تقدم فعلًا تمويلًا لحزب الله كما يزعم الجيش الإسرائيلي، فمن غير المحتمل أن تستوفي تعريف هدف عسكري، لاسيما بالنسبة للفروع التي تخدم زبائن مدنيين”. ودعت المنظمة إلى تحقيق دولي في الهجمات التي تعرّضت لها مؤسسة القرض الحسن.
وكما جاء في السياق القانوني، تعرف الجمعية على أنها شخص معنوي لبناني مُرخص منذ العام 1987 من وزراة الداخلية وهي تعمل وفق القوانين اللبنانية (علم وخبر 217 أ.د). عمل الجمعية ذو طابع خيري وإجتماعي، وبالتالي هي ليست مصرفاً بل جمعية تستقطب المساهمات من أجل الخير وتعطيها كقروض بدون فوائد لكل الناس المحتاجين لها ولآجال ميسرة.
فمن إفتتاح فروع اضافية في المناطق اللبنانية الى صرف قروض تجاوزت الـ (19) مليون دولار في الربع الاول من العام 2023 الى قروض مشاريع الطاقة الشمسية للافراد والبلديات وغيرها من المشاريع، التي صبت في خدمة الناس وإنماء المناطق.
المصدر: موقع المنار