لم يبقَ أي محب للمقاومة ونهجها والعاشق لسيدها، إلا وذرفت عيناه دماً قبل الدموع حينما توالت أخبار الاغتيالات الإسرائيلية، دون أن ننكر أن صدمة وأسى اغتيال أمين عام المقاومة، سماحة السيد حسن نصرالله (قدس) كان أقساها وأشدها، لتبدأ تحليلات القريب والبعيد،، بتحليلات وتكهنات واستنتاجات، وصل بعضها الى حد اليقين بوفاة ذلك التنظيم بشهادة أمينه العام والحديث عن بدائل وخطوات القادم من الأيام وهل سيكتفي الصهاينة بإعادة احتلال كامل الاراضي اللبنانية، أم أنهم سيتوسعون لقضم بعض المناطق السورية وربما يكملون شرقاً نحو العراق وما بعد العراق، وقد كثرت الأقاويل الداخلية والخارجية، عن البديل الذي سيخلف قواعد حزب الله والمصير المتوقَع لهذه البيئة.
أيامٌ صعبة، بل تكاد تكون الأصعب في تاريخ لبنان منذ قيامه حتى اليوم ومصير مجهول ينتظر قواعده ومناصريه.. عاش جل الصهاينة هذه الأفكار وبدأوا العمل على قاعدة أن الحزب انتهى والوقت قد حان لتَمَدُد الدولة الصهيونية وضم لبنان الى خارطتها التي تطمح دوماً أن تتوسع.
الأحداث التي مضت كانت قاسية مريرة، وقد أثكلت هذا الحزب بشتى مندرجاته التنظيمية والعسكرية والسياسية، وكثُرَ الحديث ممن عهدنا الكراهية متغلغلةً في قلوبهم عن انتهاء دور الحزب وبداية عهد جديد، مع البدء بإبراز بعض الوجوه الشيعية، الدينية في معظمها، حتى تكون هي الملاذ وهي المرتجى بديلاً عن حزب الله.
ما جرى لم يكن حدثاً أو أحداثاً عادية، وبعد تصريحات صهيونية زعمت أنها قضت على أكثر من ثلثي ترسانة المقاومة الصاروخية، بل أسلحتها بشكل عام، بدأت المفاجئات التي لطالما وعدنا بها سيد الوعود، لننتظر وعداً قطعه سابقاً بالنصر الكبير الحاسم.
استعاد الجسم القتالي والتنظيمي العافية واستجمع بعضه، متجانساً، موحداً، مستعيداً القدرة والسيطرة، وبدأت الوعود التي أُطلقت سابقاً تأخذ الطريق نحو التنفيذ، فبعد أن وعد نتنياهو الصهاينة بإعادة سكان الشمال الصهيوني الى دورهم خلال أسبوعين، باتوا اليوم يحسبون التضاعف في أعداد النازحين، بعد أن أضافوا لسكان الشمال، سكان حيفا وجوارها، وللحديث تتمة في اللاحقين نحو النزوح.
وبعد أن بدأوا رحلة الزحف البري التي اعتادوها ساعات أو أيام مع بعض دول عربية كبرى، فوجئوا أنه وخلال أسبوعين منصرمين من الكر والفر، لم يستطيعوا التثبيت لمئات الأمتار وكانت الضربات تلاحقهم مانعة أي تسلل أو اقتحام رغم تبدل المحاور التي حاولوا عبرها التسلل، ولا زالت بعض الرمايات الصاروخية والقذائف المدفعية، تُقصف من المناطق الحدودية، لتدك مستوطنة هنا أو تحشداً هناك.
اضافة الى أنه حتى الان، ظهر وبإعتراف بعض العقلاء الصهاينة، أن الحزب لم يستعمل حتى اليوم سوى أقل من 30% بالمئة من قدراته.
قالها قبلاً من اعتدناه في صدقه، أنّ المعركة القادمة ستغير وجه المنطقة، وقد اعتدناه وفياً في حياته أو في استشهاده، مؤمنين بأن النصر اقترب أكثر فأكثر وأنّ زغاريد الفرح بالنصر القادم الكبير لم تعد بعيدة، لأننا وكما كنا وسنبقى “نراه قريباً ويرونه بعيداً”.
النصر القادم بإذن الله ما ترونه وسترونه لا ما تسمعونه، ولن يحصد نتنياهو وكل أميركا والغرب سوى المزيد من الخيبات والهزائم، ولن يحصد رجال الله سوى النصر الذي اعتدناه منه وهو القائل” كما كنت أعدكم بالنصر دائماً، أعدكم بالنصر مجدداً. صبر ساعة ونصر قادم كبير. وكما اعتدنا ما النصر الا من عند الله.
المصدر: بريد الموقع