فاجعة مدوية أطلقت صخب صوتها في كافة أنحاء إيران، ليُعلن صداها نبأ الفقد الكبير والخسارة المدوية التي خلفتها مروحية انقطعت عن الأرض متواصلة مع السماء وأهلها فقط، لينطلق الخبر الحزين معلناً فقدان رأس الدولة ورأس هرمها اضافة الى مدير سياسات ومباحثات أضنت المتحاورين بكثير صبر ودقة في حوارات اعتادت أن تؤتي أُكُلها، لتبدأ رحلة الشائعات والروايات والتكهنات، من محبين ومبغضين لهذا الخط وتلك الطريق، فهل انتهت الجمهورية الايرانية بفقدان رئيسها السيد رئيسي ووزير خارجيتها الدكتور عبداللهيان وآخرين، أم ماذا بعد ؟
حاولت أن أكون الحيادي في أحرفي قدر الامكان، الا أن هول الفاجعة وعظيم المصاب بفقدان راحلين ما بخلوا يوماً في عطاءاتهم ولم يهنوا أو تضعف عزيمتهم يوماً، بالاضافة الى عشقهم لطريق الجهاد، ورؤاهم التي تصلبت دوماً نحو فلسطين وقضيتها ومظلوميتها، بل نحو كل مظلومية لفّت البشرية بسوادها وشؤمها، ليكون دوماً همهم نصرة الحق ورفع الظلم الى أن احتسبهم الله في عليين وهربت كثيراً من مشاعري خلال صوغي تلك الأحرف لمعرفة بأولئك الفوارس يوماً مضى، إن فيما قيل ويقال عنهم، أو فيما اختزنته ملائكة السماء وبعض قلوب العارفين بهم عن كثير ما نضب يوماً أو خف دفقه منهم في سبيل قضية عاشوا يوماً في سبيلها.
هي كلمات وجمل وكتب لا تنتهي ومداد لا ينضب أو يجف إذا تكلمنا بما قيل وما لم يُقل عنهم، وتكاد الحروف تستسلم تعباً وكلامنا عنهم لا ينتهي.
بالعودة الى ما حدث وما سوف يحدث، كثر الكلام وتتوالت البوليسيات في قضية سيأتي يوم ليس ببعيد، يجيب العارفون بها والباحثون والمحققون في خباياها عن كل استفسار أو تكهن، طاردين تلك التخيلات القابعة في عقول الكثيرين، ليحل محلها جواب لكل سؤال، أما فيما يخص مسيرة الجمهورية الايرانية بعد رحيلهم فلا بد من طمأنتهم، بل طمأنتهم كثيراً “يقيناً كله خير” جملة اعتدناها من ذلك الكرماني الذي مضى.
اذن، وبكل وضوح وعن تجارب كثيرة حفظها التاريخ في وريقاته، لن تتوقف مسيرة التقدم الايراني في كل الأصعدة، ولن تنثني، لأنها مسيرة عز وانتصار واقتدار، اعتادت على تقديم الغالي والنفيس، وصولاً للهدف الأسمى.
طريق مستمر لن يتوقف، وركب سار منذ زمن كي لا يتوقف من جديد، وشعب عرف الله، عشق القضية وآمن بها، فتولدت منه المعجزات ولا تزال.
لخادم الرضا (ع) وللغالي العزيز والمجد في نتاجه الدكتور عبداللهيان، ولكل رفاقهم، ألف رحمة. روحكم ستسعد في السماء لأنها سترى نتاجكم الوافر الذي أثمر ويثمر وسيثمر، فرجاً قريباً ونصراً مؤزراً بحول الله.
المصدر: بريد الموقع