تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 16-2-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
أميركا لا تنعى المفاوضات: حراك متجدّد لترويض نتنياهو
مرة بعد أخرى، تحاول الولايات المتحدة بثّ الروح في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى والتهدئة، والتي يجتهد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في العمل على إفشالها. وأوفدت الإدارة الأميركية مسؤوليها، واحداً تلو الآخر، إلى الكيان، لإقناع نتنياهو وشركائه بضرورة المضيّ بالصفقة، والشروع في إدارة الحرب على قطاع غزة، وفق الرؤية الأميركية، أي بالقتل البطيء والإحباط المزمن، خلافاً للطريقة الإسرائيلية الهمجية والانتقامية، والتي تخشى واشنطن من أن تنقلب خسارة استراتيجية لها ولتل أبيب، على حدّ سواء. يوم أمس، زار رئيس الاستخبارات الأميركية (CIA)، وليام بيرنز، الأراضي المحتلّة، قادماً من الدوحة، وعقد لقاءً مع نتنياهو ورئيس جهاز «الموساد»، ديفيد برنياع، في تل أبيب. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، أبلغ نتنياهو، بيرنز، أن «على حماس التخلّي عن مطالبها غير الواقعية، وإلا يستحيل المضيّ قُدماً»، في حين أشار المسؤول الأميركي إلى أن «قطر تطلب إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة لدفع صفقة الرهائن قُدماً، لكن نتنياهو رفض مناقشة الطلب إلى أن تحصل إسرائيل على إثبات وصول الأدوية إلى الأسرى الإسرائيليين». وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال: «تلقّينا ردّ حماس (السابق)، وهناك بعض القضايا الصعبة للغاية التي يتعيّن حلّها»، مضيفاً: «نحن بصدد العمل مع قطر ومصر وإسرائيل للتوصّل إلى اتفاق نهائي بشأن الرهائن، وهذا ممكن الآن (…) حتى وإن اكتنفته صعوبات».وعلى ضوء هذه المستجدّات، عقد «مجلس الحرب» والحكومة السياسية والأمنية الموسّعة، اجتماعين منفصلين لبحث صفقة التبادل وقضايا أخرى. وبحسب «هيئة البثّ الإسرائيلية»، فإن «التوتّر داخل مجلس الحرب وصل إلى ذروته»، حيث بات «نتنياهو وغانتس نادراً ما يتحدّثان معاً». وأضافت أن «نتنياهو لديه شكوك تتعلّق بتواصل غانتس مع المسؤولين الأميركيين عبر قناة خاصة». ولذلك، فهو قام باتخاذ قرار منفرد بمنع الوفد الإسرائيلي المفاوض من العودة إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات، أول من أمس، من دون أن يُشرك فيه عضوَي «مجلس الحرب»، بني غانتس وغادي آيزنكوت. وفي هذا السياق، «انتقد آيزنكوت قرارات نتنياهو بشأن الوفد المفاوض»، معتبراً «اتّخاذ نتنياهو القرارات بمفرده، إخلالاً باتفاق مجلس الحرب».
التوتّر داخل مجلس الحرب «وصل إلى ذروته»، بحسب «هيئة البثّ الإسرائيلية»
أيضاً، وبحسب «القناة 12» الإسرائيلية، «طرح نتنياهو، خلال جلسة الحكومة (أمس)، مسألة معارضة قيام دولة فلسطينية بناءً على طلب سموتريتش»، في ما يمثل رسالة مباشرة إلى الإدارة الأميركية، التي تتذمّر من تصرفات نتنياهو، متجنّبةً في الوقت نفسه الصدام المباشر والعنيف معه. ويوضح ذلك، ما أوردته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، من أن «بايدن صبره نفد بالفعل مع نتنياهو»، وهو «يعتقد منذ أشهر أن نتنياهو مستعدّ لإطالة الحرب لاعتباراته السياسية». لكن، مع هذا، بحسب المصادر، «لا تحوّل استراتيجياً في العلاقة مع إسرائيل رغم إحباط بايدن»، إذ «يرى الرئيس الأميركي أن انهيار العلاقة مع نتنياهو، ليس في مصلحة الأمن الأميركي»، وأن «إثارة الخلافات علناً، لن تكون فعّالة مع نتنياهو». وأشارت هذه المصادر إلى أن «الأصوات تتزايد داخل الإدارة الأميركية، لاتّباع نهج أكثر شدّة تجاه نتنياهو».
وفي وقت كانت تُعقد فيه جلسة الحكومة، قطع متظاهرون إسرائيليون الطريق المؤدّي إلى وزارة الحرب في تل أبيب، للمطالبة بصفقة تبادل أسرى فورية. كما عقدت «هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين» مؤتمراً صحافياً، ناشدت فيه مجلس الحرب «عدم التنازل عن صفقة القاهرة لأننا لا نستطيع التحمّل أكثر». وأضافت «الهيئة» أنه «لن يكون هناك نصر إلى أن يعود آخر مختطف من غزة»، معتبرة «قرارات نتنياهو بشأن مفاوضات صفقة التبادل تضحية بالأسرى»، ومؤكدة «أننا سنصعّد حراكنا». كذلك، خلص استطلاع للرأي نشرته صحيفة «معاريف» إلى أن «45% من الإسرائيليين يعارضون قرار نتنياهو عدم إرسال وفد تفاوضي إلى القاهرة، بينما يؤيّده 33%».
على خط موازٍ، وبعد تأجيل عدة مرات، تقدّمت الجزائر، أمس، بمسوّدة قرار بشأن غزة للتصويت عليه في «مجلس الأمن الدولي». وتنصّ المسوّدة النهائية، التي اطّلعت عليها «الأخبار»، على المطالبة بـ«وقف إطلاق نار إنساني فوري»، وامتثال جميع الفرقاء لـ«التزاماتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا سيّما ما يتعلّق بحماية المدنيين والأهداف المدنية». وتشجب المسوّدة «جميع الهجمات ضدّ المدنيين والمنشآت المدنية، إضافةً إلى أعمال العنف والاعتداءات ضدّ المدنيين، وجميع الأعمال الإرهابية». كما ترفض «التهجير القسري للسكان الفلسطينيين المدنيين».
العدوّ يجدّد حرب المستشفيات: سيناريو «الشفاء» يتكرّر جنوباً
في اليوم الـ132 من العدوان على قطاع غزة، ظلّت الاشتباكات محتدمة في كل محاور القتال في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، وفي شمال وادي غزة، على السواء. وتحدّثت وسائل إعلام محلية عن اشتباكات ضارية خاضها المقاومون ضد قوات العدو المتوغّلة على محاور منطقة السطر وعبسان الكبيرة والقرارة في خانيونس، فيما أعلنت «سرايا القدس» تنفيذ «استحكام مدفعي وصاروخي» على خط إمداد وتموضع لجنود الاحتلال شرق المدينة وشمال شرقها، حيث خاض مقاومو «السرايا»، وفق بيان عسكري، «اشتباكات ضارية وملحمية بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع في مناطق التقدم». وبدورها، استهدفت «كتائب المجاهدين» بصاروخ «سعير» قوة من جيش الاحتلال كانت تعتلي برجاً غرب معسكر القطاطوة غرب خانيونس، وأوقعت أفراد القوة بين قتيل وجريح. وفي شمال القطاع، أعلنت «سرايا القدس» أنها قصفت، بالاشتراك مع «كتائب الأنصار»، تجمّعات لجنود وآليات جيش الاحتلال، بوابل من قذائف «الهاون»، ونشرت مقاطع مصوّرة للقصف.في هذا الوقت، أفادت إذاعة جيش الاحتلال بـ«تقليص قوات الاحتياط في غزة وسحب لواء المظليين 646» من خانيونس، وذلك بعد الإعلان عن مقتل جندي وإصابة ضابط وجنديين – وصفَت جروحهم بالخطيرة – من اللواء المذكور، إضافة إلى إصابة عدد من الجنود بجروح متفاوتة، لترتفع حصيلة قتلى العدو، حسبما أقرّ، إلى 571 عسكرياً، منذ 7 أكتوبر الماضي. وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال إصابة 11 عسكرياً في معارك غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. وتعليقاً على سير القتال، زعم وزير الحرب، يوآف غالانت، أن قواته تسيطر على شمال القطاع وعلى خانيونس، معلناً أنها ستواصل عملياتها العسكرية في رفح.
سحب جيش العدو «لواء المظليين 646» من خانيونس
على خطّ مواز، تواصل قوات الاحتلال حربها ضد المستشفيات، التي لم تعُد قادرة على تقديم خدماتها الطبية. وفيما تُطبِق دبابات العدو حصارها على «مستشفى ناصر» غرب مدينة خانيونس، منذ أسابيع، وتواصل قصف محيطه ومبانيه، نفّذت أمس إطلاق نار كثيفاً وقصفاً مدفعياً في محيط المجمع الطبي، قبل أن تقتحمه وترغم من فيه من طواقم طبية ونازحين ومرضى على مغادرته في اتجاه مدينة رفح. وأفاد عدد من المحاصرين بأنه «عند الخروج، هاجمتنا آليات الاحتلال، واضطررنا للعودة والاحتماء داخل المستشفى»، فيما قالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال «دمّرت سيارتَي إسعاف»، و«اقتحمت مبنى الولادة» و«قامت بعمليات تفتيش» داخل المجمع. ومن جهته، قال مدير الجراحة في المستشفى: «نعاني ظروفاً كارثية، ومياه الصرف الصحي غمرت قسم الطوارئ».
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن جيش الاحتلال ارتكب خلال 24 ساعة 9 مجازر، راح ضحيتها 87 شهيداً، و104 جرحى. وبذلك، يرتفع عدد ضحايا الحرب على القطاع، منذ 7 أكتوبر، إلى 28 ألفاً و663 شهيداً، و68 ألفاً و395 جريحاً. كما أشارت الوزارة إلى أن أعداداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، مضيفة أن الاحتلال يواصل منع وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم. وأفادت «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا)، بدورها، بأن «70% من البنية التحتية المدنية في غزة تمّ تدميرها بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس».
عودة إلى الصواريخ
شهد أول من أمس عودة غزيرة لصواريخ المقاومة، حيث أعلنت «سرايا القدس» قصف عسقلان وغلاف غزة، برشقات صاروخية، في «تاسعة البهاء»، حيث دوّت على إثر القصف صفارات الإنذار في مستوطنة «زيكيم» وفي المجمع الصناعي جنوب عسقلان.
جبهة الجنوب: تصعيد مدروس
المقاومة تعطِّل رهانات العدوّ وتثبّت معادلات الردّ التناسبي
رغم أن حزب الله لم يتبنَّ استهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية، أول من أمس، وأهداف نوعية أخرى، إلا أن قيادة العدو السياسية والأمنية حمّلته المسؤولية، ورأت فيها ارتقاء في الاستهداف وتبريراً، بالتالي، للارتقاء في الردود، بغضّ النظر عمّن نفّذ هذه الهجمات. وفي ضوء هذا الحدث ونتائجه ورسائله، نفّذ جيش العدو اعتداءات تعمّد أن تكون خارج قواعد الاشتباك، لإيصال أكثر من رسالة أيضاً، تتصل بواقع المعركة الدائرة على جبهة لبنان ومستقبلها.وفي الموازاة، يحاول العدو، عبر توسيع نطاق اعتداءاته أيضاً، إرباك حسابات المقاومة لدى درس خياراتها في المبادرة والرد، وزيادة الضغوط عليها وعلى بيئتها المباشرة، وإضفاء صدقية وجدية على تهديداته عبر ارتقاء إضافي، وإن كان مُحدوداً حتى الآن.
وهو يراهن بذلك على تعزيز الإيحاء بأن ردوده اللاحقة ستكون غير متوقعة أيضاً، في محاولة للتأسيس لمعادلة مغايرة لما كان سائداً. وهو معطى جديد سيكون حاضراً لدى المقاومة في بلورة خياراتها المضادة. مع ذلك، ينبغي عدم إغفال حقيقة أن الأداء العملياتي للعدو يأتي أيضاً رداً على الضغوط المتصاعدة التي رتّبتها عليه جبهة لبنان، بشرياً وعسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، أبرزها حتى الآن تمثّل بتهجير عشرات آلاف المستوطنين في ظاهرة هي الأولى من نوعها منذ عشرات السنين. كما يحاول، عبر شنّ اعتداءات مؤلمة، احتواء صورة الفشل والعجز أمام المستوطنين عن توفير الأمن لهم، وهو انطباع يخشى مفاعيله المستقبلية على صورة الجيش ودوره في نظر الجمهور الإسرائيلي.
في المقابل، تندرج الضربات في منطقة صفد وغيرها، ضمن سياسة استمرار جبي الأثمان من العدو، بهدف الحدّ من اعتداءاته في هذه المرحلة على الأقل، على أن يتوّج ذلك بتثبيت معادلة الردع التي تحمي لبنان. وهي تنطوي أيضاً على رسائل عملية وسياسية موجّهة الى قيادة العدو، بأنه ما دامت جبهة جنوب لبنان مفتوحة، فإنها ستتعرض لكثير من الضربات في مواجهة خروقاتها واعتداءاتها. وفي السياق نفسه، يشكّل استمرار العمليات ضد كيان العدو، عملياً، احباطاً لرهانات قيادة العدوّ على التهديدات التي تراكمت على مدى الأشهر الماضية، وارتفعت وتيرتها في الأسابيع الأخيرة، وتقويضاً للصورة التي يحاول ترميمها بنظر الجمهور الإسرائيلي وأمام أعدائه.
تؤشر الاعتداءات والردود عليها ومفاعيلها في الساحتين الى حجم التداعيات الكامنة في دينامية المعركة المفتوحة على أكثر من سيناريو، وإلى ازدياد احتمالات تصاعد المعركة في سياق الردّ والردّ المضاد، وفق سقوف متحركة ضمن فضاء ارتسمت معالمه عبر مجموعة مُحدِّدات حتى الآن: الرسائل السياسية المتبادلة على ألسنة قادة الطرفين، ومعادلات الميدان المتحركة، إضافة الى أولوية تجنّب خوض حرب شاملة من قبل الطرفين، وانسداد أفق التسويات السياسية حتى الآن في الساحة الفلسطينية.
ومن أبرز المحدِّدات التي تُميِّز هذه المرحلة، المواقف والرسائل التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الثلاثاء الماضي، وأبرزها معادلة «التوسعة مقابل التوسعة والارتقاء مقابل الارتقاء» في مؤشر على الندّية في المعادلات والرد. وتكمن خصوصية هذه المعادلة في سياقها وتوقيتها. فهي، بهذا المعنى، ليست تكراراً وإنما هي تثبيت لمعادلة راهن العدو على أن المتغيرات في فلسطين والساحة الجنوبية ستساهم في تعديلها ولو بشكل ضمني. إلا أنه بعد الالتزام العلني والحاسم، من المسلَّم به أنه ستكون لها مفاعيلها في السلوك العملياتي لقادة العدوّ، انطلاقاً من أنها أظهرت عقم تهديدات وزير الأمن يوآف غالانت الذي لم ينفكّ عن إطلاق التهديدات.
وبالموازاة، ستكون هذه المواقف حاضرة في خلفية خيارات العدوّ واعتداءاته، لأنها أحبطت الرهانات على إمكانية أن تساهم كل المرحلة السابقة وسيناريوات المرحلة المقبلة ومخاطرها، في إخضاع لبنان والمقاومة لمطالب قيادة العدوّ التي تستند في تقديراتها الى صور الدمار والمجازر الدموية في قطاع غزة، لإخافة اللبنانيين ودفعهم إلى القبول بالشروط الإسرائيلية.
لذلك، كان من الضروري أن ترتقي رسائل حزب الله كي يدرك العدوّ أن نطاق المعركة وتداعياتها ستتجاوز ما يعانيه منذ 130 يوماً. وقد أوضح قائد المقاومة معنى الردّ على استمرار العدوان الإسرائيلي وتوسعته الى السقف الذي يُلوّح به، بأن الأمر لن يقتصر على عدم عودة 100 ألف أو 200 ألف مستوطن، وإنما على العدوّ أن «يهيئ الملاجئ والفنادق والمدارس والخيم لمليونَي مُهجّر من شمال فلسطين المحتلة». وبذلك، سيكون على قيادة العدو التعامل مع هذا السيناريو على أنه حقيقة قائمة، مع ما قد يترتّب على ذلك من قرارات وخيارات وتداعيات استراتيجية على مجمل المشهد الميداني والسياسي والإقليمي.
لا أفق لأيّ محاولة تأثير على تقديرات قيادة حزب الله وخياراته بالحفاظ على معادلة الردع ومواصلة معركة إسناد غزة
ولهذا الالتزام العلني من السيد نصر الله خصوصية استثنائية كونه أتى بعد متغيّرات جوهرية تشهدها البيئة الإقليمية – الفلسطينية، ستكون لها مفاعيلها المباشرة على أيّ معادلات لا تزال في طور التشكل، وأثرها المباشر على مستقبل الوضع في لبنان. وانطلاقاً من هذه الرؤية، يأتي تأكيد السيد نصر الله لمسألة أن «من يتصوّر للحظة واحدة، من أجل حسابات العدوّ وحسابات الصديق وكل الذين يأتون وسطاء، أنّ المقاومة في لبنان… تشعر ولو للحظة واحدة بخوف أو مأزق أو ضعف أو ارتباك، هو مُشتبه ومُخطئ تماماً ويبني على حسابات مُخطئة تماماً».
ولعل من أشد المواقف تأثيراً في وعي قادة العدو وحساباته أيضاً، أن الأمين العام لحزب الله لا يرى سوى نتيجة واحدة لهذه المعركة، وهو أنه ليس أمام العدوّ سوى «أن يُمارس فعل الهزيمة ويوقف العدوان على غزة… انتصار غزة والمقاومة في غزة ومعها كلّ محور المقاومة». ويعني ذلك، من منظور إسرائيلي، أنه لا أفق لأيّ محاولة تأثير على تقديرات قيادة حزب الله وخياراته المسقوفة بالحفاظ على معادلة الردع التي تحمي مستقبل لبنان والمقاومة، والتصميم على مواصلة الضغوط على كيان العدو كجزء من إسناد المقاومة في قطاع غزة.
وكتعبير عن حضور هذه الرسائل والمعاني لدى الخبراء المختصين، ومن ورائهم الجهات الرسمية، أتى تحذير قائد الفيلق الأركاني (مؤلف من عدة فرق نظامية واحتياطية) السابق (2010 – 2014)، اللواء غرشون كوهين، من «حنكة السلوك الاستراتيجي» للأمين العام لحزب الله، مشيراً الى ضرورة تحليل الطريقة الخاصة التي تجعل منه تهديداً خطيراً جداً لإسرائيل. وتوقّف عند ترجمة محور المقاومة كقوة فعلية حاضرة في معادلات المنطقة، مشدداً على استحالة معرفة كيف ستنتهي الحرب في الشمال، وصعوبة تقدير الضرر الذي سيلحق بقدرات حزب الله إذا هاجمه الجيش الإسرائيلي، مؤكداً أن الحزب سيبقى في كل الأحوال قادراً على تهديد إسرائيل بالأسلحة الحديثة. وانطلاقاً من هذه الفرضية، ينبغي فحص العقيدة الأمنية الإسرائيلية المُحدَّثة.
اللواء:
الحريري يحذِّر من نوايا نتنياهو.. والبنتاغون لمنع توسُّع النزاع
حفاوة برئيس المستقبل في عين التينة .. ومجزرة النبطية ترفع منسوب المواجهة
كل الوقائع الميدانية تؤشر الى بلوغ التصعيد نقطة تحوُّل في مسارات المواجهة المفتوحة عند جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل، عبر ضربات للمقاومة وغارات متوسعة ومتوحشة لجيش الاحتلال، طالت مروحة واسعة من القرى لا سيما في قضائي بنت جبيل والنبطية وصولاً الى المجزرة الموصوفة في المدينة، والتي ذهب ضحيتها ما يقرب من 10 شهداء، ونعي الحزب لسبعة شهداء.
وفي وقت انتقل فيه الملف الى ميونيخ مع الرئيس نجيب ميقاتي والوفد اللبناني، الذي يشارك فيه الوزير عبد الله بو حبيب حول الأمن السنوي، في ضوء رسالة وصلت للوفد اللبناني حول لا مسؤولية حزب الله عن قصف صفد، حذر الرئيس سعد الحريري من ان رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو يحاول الذهاب الى الحرب مهما كلف الثمن.
والبارز في تحركات الرئيس الحريري بعد عودته الى بيروت، واحياء الذكرى 19 لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، زيارته الى عين التينة مساء امس حيث استقبله الرئيس نبيه بري بحفاوة لافتة، وأبقاه الى مأدبة العشاء، وجرى عرض الوضع في لبنان في ضوء «طوفان الأقصى» وما يخطط على صعيد القضية الفلسطينية في ضوء حرب غزة، والتصعيد الاسرائيلي الحاصل في الجنوب.
ولدى وصوله الى عين التينة، لاحظ بري ان هناك ضوءاً قوياً، فرد الحريري: هيدا ضوء المستقبل.
وقال الرئيس الحريري: الناس قالت كلمتها في الامس في 14 شباط.
وفي دردشة مع الصحافيين، اشار الحريري الى ان لبنان «يعاني من ازمات عدة، والامور لا تنتظم الا بعودة المؤسسات، وأولها انتخاب رئيس الجمهورية»، محملا الكتل مسؤولية ما يحصل.
وعن عودته قال: «كل شيء بوقته حلو ولا أرى ان اليوم هو هذا الوقت الحلو»، موضحاً ان التقارب السعودي الايراني يفيد المنطقة، ويجب ان تنتهي المشكلات والحروب بين الدول لكي تزدهر هذه المنطقة.
وقال: «كل ما يكتب عن علاقتي مع المملكة العربية السعودية لا صحة له، وانا تركت العمل السياسي بقرار مني، وليس بقرار من اي احد آخر، ونقطة على السطر». مشيرا الى ان تجربة تسوية 2016 كانت فاشلة، ولكن هذا لا يعني ان كل التجارب فاشلة.
وحول الرئاسة قال: سليمان فرنجية صديق، وجهاد ازعور صديق، وألتقيته في ابوظبي اكثر من مرة، وانا احافظ على الصداقة واحب سليمان فرنجية، وقال: هناك احزاب لديها تواصل مع ايران، لكن هذا لا يعني ان ليس لدى حزب الله هامش للعمل في الداخل اللبناني.
ووجه الحريري كلاما لاهل الجنوب: الله يعينهم، والله يجنبهم الحرب، والواضح ان نتانياهو يحاول الذهاب الى الحرب مهما كلف الامر.. مضيفاً اذا لمست ان الطائفة السنية في لبنان تميل الى التطرف، ساعتها انا بتدخل».
الزخم في الوسط
ومنذ سنوات، وفي رسالة واضحة المعالم، عاد الزخم الى وسط بيروت حيث سجل حضور كبير واستثنائي للحشود السياسية والشعبية، إحياء للذكرى الـ١٩ لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ووفاء لنهجه، ودعوات للرئيس سعد الحريري للعودة عن قرار اعتكافه، تحت عنوان «نازلين لترجع وما بدنا اياك تفل»، اما الرد فجاء على لسان الحريري بان «كل شي بوقتو حلو» موجها رسالة الى الجميع بالقول قولوا للجميع انكم عدتم الى الساحة وحافظوا على البلد».
وأشارت مصادر سياسية الى حركة اتصالات مستمرة بالداخل والخارج، ولاسيما مع سفراء دول اللجنة الخماسية، للابقاء على متابعة ملف الاستحقاق الرئاسي من قبل هذه الدول، وتفعيل الاتصالات والمساعي اللازمة،لتذليل العقبات والعراقيل، ودفع عملية انتخاب رئيس للجمهورية قدما الى الامام.
وقالت: انه بالرغم من انسداد آفاق انتخاب الرئيس حاليا كما هو ظاهر من رتابة الحركة الحركة السياسية، او لعجز الاطراف السياسيين الأساسيين عن الالتقاء والتفاهم فيما بينهم لانتخاب رئيس للجمهورية،الا ان استمرار اللجنة الخماسية في اجتماعاتها خارج لبنان،والاتصالات التي تجريها، ادت الى تذليل العديد من الصعاب، في حين يأمل معظم اعضائها بتحقيق اختراق ملموس بهذا الملف،في حال نجحت المساعي المبذولة،لتحقيق وقف لاطلاق النار، او الاعلان عن هدنة طويلة او ما شابهها لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة،وعندها يمكن استغلال هذا الحدث، للانطلاق قدما للتحرك بين الاطراف السياسيين المحليين، والدفع باتجاه أجراء الانتخابات الرئاسية، لاسيما وان الاتصالات التي أجراها بعض سفراء دول اللجنة مع أكثر من جهة اقليمية ودولية، كانت ايجابية وتؤيد مساعي اللجنة بهذا الخصوص.
واعتبرت المصادر ان التوصل إلى اتفاق لوقف حرب غزة، يشكل فرصة مهمة، يجب على الجميع استغلالها للانطلاق منها لاجراء الانتخابات الرئاسية، بعد زوال ذرائع بعض الاطراف ولا سيما حزب الله، التذرع والانشغال بحرب غزّة، لتجميد ملف الاستحقاق الرئاسي.
اشارات حزب الله
ومن ميونيخ، تحدثت معلومات نقلا عن الرئيس ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب اللذين وصلا اليها لتمثيل لبنان في مؤتمر الامن السنوي ان هناك «اشاارت ارسلت من «حزب الله» الى من يعنيهم الامر بأنه ليس الجهة المسؤولة عن اطلاق الصواريخ على صفد.
واعربت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) عن قلقها ازاء ما يحدث عند الحدود اللبنانية- الاسرائيلية ونكثف جهودنا لمنع توسع النزاع خارج غزة.
وكشف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان 3 لاءات تحكم سياسة حزب الله: لا تراجع عن المساندة، ولا خضوع للتهديدات، ولا نقاش حول مستقبل الجنوب بصيغته الا بعد توقف الحرب على غزة.
وكان الرئيس ميقاتي تابع العدوان الاسرائيلي المتمادي على جنوب لبنان والمجازر الجديدة التي يرتكبها في حق المواطنين اللبنانيين لا سيما ما حصل ليل امس في النبطية حيث استشهد سبعة اشخاص من عائلة واحدة بالقصف الاسرائيلي. وقال رئيس الحكومة: ازاء التمادي في هذا العدوان الاسرائيلي وسقوط الشهداء والدمار الهائل الذي يسببه العدوان، تشاورت مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد اسرائيل الى مجلس الامن الدولي.
واكدت مصادر حكومية على عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس او الجمعة المقبلين.
لجان مشتركة
نيابياً، وبينما لا يبدو نصاب جلسة مجلس الوزراء في 22 الجاري مؤمنا، دعا الرئيس نبيه بري لجان: المال والموازنة، الادارة والعدل، الإقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط التربية والتعليم العالي والثقافة، الى جلسة مشتركة في تمام الساعه 10:30 من قبل ظهر الثلثاء وذلك لدرس جدول الآعمال الاتي :
1- مرسوم رقم 12836 الرامي الى إعادة القانون المتعلق بتعديل بعض أحكام قوانين تتعلق بتنظيم الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وتنظيم الموازنة المدرسية.2-
2- مرسوم رقم 12837 الرامي الى إعادة القانون المتعلق بإعطاء مساعدة مالية إلى مجلس ادارة صندوق التعويضات لافراد الهيئة التعليمية في مدارس الخاصه المنشأ بالقانون الصادر بتاريخ 5/6/1956/3.
3- – اقتراح القانون الرامي الى إستيفاء ضريبة استثنائيه على الشركات والمؤسسات التي إستفادت من دعم المصرف المركزي للسلع والبضائع المقدم من النائب بلال عبد الله.
4-وفي اطار نيابي متصل، تقدّم النواب غسان حاصباني وجورج عقيص ورازي الحاج باسم تكتل الجمهورية القوية باستدعاء امام المجلس الدستوري طعنا بقانون الموازنة لعام ٢٠٢٤، «لافتقادها الشروط الدستورية والقانونية المطلوبة مثل عدم وجود قطع حساب بحسب الأصول»، ليسجل الطعن في قلم المجلس اصولا بتاريخ اليوم ١٥ شباط ٢٠٢٤.
وكان القانون صدر في الجريدة الرسمية صباح أمس. ووقع على عريضة الطعن معظم نواب التكتل، واستندت الى اسباب عدة اهمها غياب قطع الحساب وفرسان الموازنة.
جمعية المصارف مجدداً
ورحبت جمعية المصارف بقرار مجلس شورى الدولة بتاريخ 6/2/2024 والقاضي برد مشروع الحكومة لالغاء جزء من النزاعات مع مصرف لبنان بالعملات الاجنبية تجاه المصارف.
وطالبت الجمعية في أية مفاوضات تجريها أو الآراء التي تصدرها بخصوص أي مشروع قانون يتعلق بإعادة هيكلة المصارف يجب أن تستند إلى النقاط التالية كحد أدنى، ولا يجوز التراجع عنها بأي شكل قبل الرجوع إلى الجمعية العمومية من جديد:
أن يتضمن المشروع نصاً واضحاً وصريحاً لا يقبل التأويل أو الاجتهاد يوضح أن الأزمة المالية الحالية في لبنان هي:
ان تتحمل الدولة جميع التزاماتها القانونية خاصة فيما يتعلق بتغطية الخسائر في ميزانية مصرف لبنان، مما يعود بالمسؤولية على الدولة ومصرفها المركزي لإعادة جميع الإيداعات من مصرف لبنان إلى المصارف لكي تعيدها بالكامل إلى المودعين.
من جانبها، أعلنت الهيئات الاقتصادية اللبنانية في بيان بعد إجتماع لها إن أي مشروع يتم طرحه من قبل السلطة لمعالجة الوضع المالي والنقدي ولا يكون أولويته القصوى تمكين المودعين من استعادة ودائعهم، فإن الهيئات ستكون في طليعة من يتصدى له.
واستغربت الهيئات الاقتصادية إصرار السلطة السياسية على تبديد الودائع، في حين ان هناك إمكانية كبيرة لإعادة تكوينها، عبر برنامج تعافي مالي اقتصادي عادل وموثوق، البلد بأمَسّ الحاجة له، وهذا ما عملت على تحقيقه الهيئات الاقتصادية عبر وضع مشروع للتعافي المالي في صيف العام 2022 وتسليمه الى مختلف السلطات في البلد والى صندوق النقد الدولي والذي تم الثناء عليه من دون الأخذ به للأسف أو تبنيه من قبل السلطة في لبنان.
14 شباط جنوباً يوم حزين
على الأرض في الجنوب، ومع التهاب الموقف العسكري، كان يوم الاربعاء 14 شباط يوما حزينا على الجنوب لينسحب ايضاً على يوم امس الخميس حيث ارتكب العدو الاسرائيلي خلالهما ابشع المجازر بحق الاطفال والنساء والمواطنين العزل، واستمر بعربدته الجوية واستهدافه بالغارات البيوت والاحراج والوديان.
ومن النبطية افاد مراسل «اللواء» سامر وهبي أن 7 شهداء من عائلة برجاوي هم حصيلة غير نهائية للمجزرة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي مساء الاربعاء في مدينة النبطية، بالاستهداف الذي نفذته مسيرة معادية بصاروخ موجه على شقة سكنية لال برجاوي وسط المدينة.في مبنى مجاور لمحطة فلسطين في شارع مرجعيون وسط مدينة النبطية ب،ادى الى تدمير الشقة واحداث تصدعات كبيرة في المبنى الايل للسقوط.
وتمكنت فرق الاسعاف والاغاثة بعيد منتصف الليل من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الانقاض حيا، بعد اكثر من 4 ساعات من البحث عن ناجين.
وكانت المقاومة قد استهدفت مراكز العدو وصولا الى صفد التي سقط فيها عدد من القتلى والجرحى.
واعلنت المقاومة امس انها «استهدفت التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة». كما استهدفت «ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ فلق وأصابها إصابة مباشرة». كما استهدفت «التجهيزات التجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة». واستهدفت «التجهيزات التجسسية في موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة».
وليلاً، اعلن حزب الله عن استهداف ثانٍ لكريات شمونة بعدد من صواريخ خلق ردا على مجزرتي النبطية والصوانة.
وقال جيش الاحتلال الاسرائيلي انه تم اطلاق 14 صاروخا من لبنان باتجاه كريات شمونة.. على 3 دفعات واطلقت صفارات الانذار.
واعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي عن الاستعداد للهجوم، وتحدث عن غارات واسعة على عدد من القرى والمناطق، فضلا عن المجزرة الكبيرة في مدينة النبطية التي طاولت عائلة برجاوي حيث ارتفع عدد الشهداء الى 10، بينهم شهيد نعاه حزب الله هو محمد علي الدبس.
البناء:
هنية يحدّد شروطاً لا تنازل عنها للتهدئة: وقف نهائيّ للحرب وتبادل جدّي وانسحاب
الشيخ قاسم يعد بالرد وقصف كريات شمونة بعشرات الصواريخ… وكلمة للسيد نصرالله اليوم
السيد الحوثي: الجرائم في غزة بـ 3000 قنبلة أميركية ثقيلة… واستهداف سفينة بريطانية
كتب المحرّر السياسيّ
على صفيح ساخن تتأرجح المنطقة، حيث فرضيات التفاوض على الطاولة للتوصل الى تهدئة تفتح باب إنهاء الحرب، ومقابلها مخاطر التصعيد تلوح في الأفق من جبهات غزة ومخاطر استهداف رفح والنازحين إليها. وبالتوازي التصعيد على جبهة لبنان ومخاطر اشتعالها، فيما جبهة اليمن تواصل استهداف السفن المشمولة بقرار المنع.
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يتحدث لـ»رويترز» عن مراوحة مفاوضات القاهرة في نقطة لا تبدو فيها فرص تؤشر لاتفاق التهدئة، محدداً شروطاً لا تنازل عنها بالنسبة للمقاومة، أولها أن تضمن وقفاً نهائياً للحرب والثاني أن تتضمن صيغة جدية لتبادل الأسرى، تتناسب مع ما طرحته المقاومة منذ طوفان الأقصى لجهة السعي للإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، والثالث ضمان انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة.
بالتوازي مع كلام هنيّة كانت قوات الاحتلال تواصل استهداف المدنيين ومراكز إيواء النازحين، وهدف الأمس كان مجمع ناصر الطبي في خان يونس الذي يتكرر فيه مشهد مجمع الشفاء الطبي في غزة الذي قيل يومها إنه مركز لقيادة قوات القسام ومكان لإخفاء الأسرى، وهو ما قيل أمس على لسان الناطق العسكري لقوات الاحتلال عن مجمع ناصر الطبي في خان يونس.
على الجبهة اللبنانيّة بعد مجازر استهداف المدنيين في النبطية وعدشيت والصوانة، أعلن الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية أن قوات المقاومة استهدفت مستعمرة كريات شمونة بعشرات الصواريخ، وكان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قد أكد أننا «لن نترك عدواناً على مدنيين إلَّا وسنردّ عليه بالطرق المناسبة، وسنعلن ذلك وسنُعرِّف أننا ردينا من أجل المدنيين، حتى ولو كانت قواعدنا الآن التي نعمل عليها باختيارنا وبقرارنا أن تكون المواجهة محدودة في دائرة الجنوب بما يؤدي إلى فائدة غزَّة من دون استخدام كل القوة التي لدينا لندخرها إلى الوقت المناسب». وشدّد على أنه «إذا جاء هذا الوقت المناسب بغير إرادتنا، وفي أي وقت من الأوقات سنكون جاهزين تماماً لكل مواجهة مهما كانت كبيرة، وسنلقِّن الإسرائيلي دروساً لن ينساها أبداً، وسيكون درس 2006 هو درس ابتدائيّ أمام الدروس التي سيراها في المواجهة المقبلة».
وختم قاسم بالقول «لا نقاش لدينا حول مستقبل الجنوب اللبناني على ضفتيه من جهة فلسطين ومن جهة لبنان إلَّا بعد أن يتوقف العدوان الكامل على غزة. عندها تجري النقاشات. وكل النقاشات التي تجري الآن وكل الاقتراحات التي تُقدَّم هي نوع من إضاعة الوقت أو التسلية أو ما شابه ذلك، لأنَّنا غيرُ معنيين بها لا من قريب ولا من بعيد»، بينما ينتظر أن يرسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته اليوم في ذكرى القادة الشهداء معادلات المعركة الإقليمية الدائرة بأبعادها السياسية والعسكرية.
وبينما أعلنت المقاومة العراقيّة أنها هاجمت هدفاً عسكرياً في الجولان المحتل، بالطيران المسيّر، دعماً لغزة وشعبها ومقاومتها، أعلن الجيش اليمني استهداف سفينة بريطانية في خليج عدن بصواريخ أرض بحر، فيما أكد زعيم حركة أنصار الله في اليمن أن موقف اليمن المتميّز والمؤثر على ثلاثي الشر أسقط أهداف الأميركي وكل ثلاثيّ الشر وصنع تحولاً ومعادلات جديدة ومتغيرات مهمة جداً، مبيناً أن «ما يجري هو تحوّل استراتيجي ومعادلات جديدة طرأت على الساحة لصالح كل أمتنا الإسلامية».
وقدّم السيد الحوثي أرقاماً تشير الى الخسائر الاسرائيلية الاقتصادية، مشيراً إلى أن الواردات الإسرائيلية والصادرات وفق إحصاءات العدو للعام 2020 تصل إلى نحو 133 مليار دولار عبر باب المندب وأن عمليات قواتنا المسلحة إلى إغلاق شبه كامل لميناء أم الرشراش باعتراف العدو، محمّلاً أميركا مسؤولية المجازر التي ارتكبها ويرتكبها جيش الاحتلال في غزة، كاشفاً عن بعض التقارير التي تشير إلى تقديم أميركا 3 آلاف قنبلة تصل وزنها الواحدة إلى 2000 رطل إضافة إلى أنواع أخرى، مضيفاً أن جيش الاحتلال اعترف بإطلاقه أكثر من 90 ألف قذيفة وصاروخ مدفعي على غزة خلال 50 يوماً.
وشهدت الجبهة الجنوبية تصعيداً هو الأعنف منذ 8 تشرين الأول الماضي، إذ كثف العدو الإسرائيلي غاراته على قرى الجنوب مستهدفاً منازل مأهولة بالسكان في عدشيت والمنصوري وصولاً الى النبطية ما أدى لسقوط عددٍ من الشهداء، فيما رفع المسؤولون الإسرائيليون وتيرة التهديد بتوسيع الحرب على لبنان، عشية إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
بينما ردّ حزب الله بضربات قاسية على كريات شمونة أحدثت أضراراً كبيرة وهلعاً عارماً في صفوف المستوطنين.. وهذه تطورات دراماتيكية على الجبهة الجنوبية تؤشر الى الدخول في مرحلة جديدة من المواجهة أكثر قسوة وخطورة قد تنزلق الى مستويات أعلى بحال طال أمد الحرب في غزة ولم تتوصل الجهود الدولية والمفاوضات في القاهرة الى نتائج إيجابية، وفق ما يشير خبراء في الشؤون العسكرية والسياسية لـ»البناء».
وأبلغ وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، نظيره الأميركي لويد أوستن، أمس، بأن «لا تهاون في الرد على هجمات حزب الله».
ونقلت قناة العربية عن غالانت زعمه أن «طائراتنا في سماء بيروت تحمل قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة»، مدّعياً «أن التصعيد الراهن ضد حزب الله ليس سوى عُشر ما نستطيع القيام به ويمكننا الهجوم حتى عمق 50 كلم في بيروت وأي مكان آخر».
وإذ نقلت أوساط نيابية عن دبلوماسيين أوروبيين تخوّفهم من عدوان إسرائيلي واسع على لبنان اذا لم يلتزم حزب الله بسحب قواته 10 كلم الى شمال الليطاني، علمت «البناء» أن المسؤولين الفرنسيين الذين زاروا لبنان خلال الأسبوعين الماضيين تحدثوا مع المسؤولين في الدولة اللبنانية عن مهلة تنتهي آخر الشهر الحالي للموافقة على المقترح الفرنسي الذي يتضمن انسحاب حزب الله 10 كلم شمالاً وتعزيز قوات اليونفيل والجيش اللبناني على الحدود لتطبيق القرار 1701، وإلا سيوسّع الجيش الاسرائيلي عملياته العسكرية على طول القرى الأماميّة وصولاً الى الليطاني.
كما علمت «البناء» أن لا موعد محدداً لزيارة الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين الى لبنان الذي جمّد زيارته الى لبنان، بعدما زار «إسرائيل» وغادر مباشرة الى الولايات المتحدة، وذلك بعدما أحجم لبنان عن إرسال الأجوبة على مقترح هوكشتاين. علماً أن المقترح الفرنسي وفق المراقبين هو مقترح أميركي – إسرائيلي ويعكس المصلحة الإسرائيلية والتي سبق ونقلها هوكشتاين خلال زيارته لبنان.
ومساء أمس، عممت دوائر السرايا الحكومية معلومات عن أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التقى هوكشتاين (قد يكون التقاه ليلاً) في ميونخ لوضعه في أجواء التصعيد العسكري والتداول في ملفات على صلة بالحدود والجنوب. وأشارت مصادر إعلامية الى أن «ميقاتي اجتمع مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في ميونخ التي انتقلا اليها في الساعات الماضية للمشاركة في مؤتمر الأمن السنوي».
من جهته، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، أن «هوكشتاين ما زال يعمل على ما بدأ به، بشأن الوضع في الجنوب»، موضحًا أنّ أفكار الفرنسيين والأميركيين مختلفة.
وكشف بوصعب في تصريح تلفزيوني «أنّني بُلّغت رسميًا من حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري أن لا أجوبة على طروحات هوكشتاين قبل وقف إطلاق النار، وأعطيت جواباً أنه في النهار الذي يحصل فيه التفاهم بين حماس و»إسرائيل» باللحظة نفسها يطبق هذا الأمر بلبنان».
ولفت إلى «أننا في حالة حرب»، مشيرًا إلى أنّ حزب الله لا يزال يلتزم بعسكر مقابل عسكر والإسرائيلي «شطح» لأنّه متوتّر، معتبرًا أنّ الإسرائيلي لن يفكّر بالدخول بريًّا إلى لبنان، وقال: «برأيي أن أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله يتصرّف بمسؤولية تجاه الرأي العام اللبناني الذي لا يريد الحرب».
ميدانياً، ارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت منطقة سكنية في مدينة النبطية إلى 8 شهداء و7 جرحى..
الاستهداف الذي أدى الى سقوط سبعة شهداء من عائلة برجاوي في حصيلة غير نهائية للمجزرة نفذته مسيرة اسرائيلية بصاروخ موجّه على شقة سكنية لآل برجاوي وسط المدينة. وتمكنت فرق الاسعاف والاغاثة بعيد منتصف ليل أمس الأول من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الأنقاض حياً، بعد أكثر من 4 ساعات من البحث عن ناجين، فيما تمّ سحب 5 جثث تعود لصاحب الشقة الوالد حسين أحمد ضاهر برجاوي وابنتيه أماني حسين برجاوي وزينب حسين برجاوي، وشقيقته فاطمة أحمد برجاوي، وابن ابنته زينب الطفل محمود علي عامر، وتمّ نقلهم الى مستشفيات النبطية. فيما استمر البحث عن جثماني زوجة برجاوي أمل محمود عودة وابنة شقيقته غدير ترحيني. كما تمّ نقل صهر برجاوي علي عامر وأكثر من 6 أشخاص جرحى الى المستشفيات في النبطية للمعالجة.
في المقابل أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله» قصف مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، في ردّ أوليّ على مجزرتي النبطية والصوانة. وأعلن الإعلامي الحربي في بيان ثانٍ، أنه «وفي إطار الردّ على مجزرتي النبطية والصوانة استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية ثكنة كريات شمونة بعدد من صواريخ فلق وحققوا فيها إصابات مباشرة».
كما استهدفت المقاومة الإسلامية التجهيزات التجسسيّة للعدو في مواقع «المرج» و»رويسات العلم» و»الراهب» بالأسلحة المناسبة، فيما تمّ استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ «فلق».
وكانت صواريخ نوعية أطلقت أمس الأول، واستهدفت مركز قيادة المنطقة الشمالية الاسرائيلية في صفد ما أدّى الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال، وفق ما أعلن الإعلام الاسرائيلي الذي وصفها بالضربة القاسية. إلا أن حزب الله لم يتبنّ العملية.
في غضون ذلك، يتحدث السيد نصر الله عصر اليوم في مهرجان القادة الشهداء الذي يقيمه حزب الله، في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية.
ومن المتوقع وفق مصادر مطلعة لـ»البناء» أن يتطرق السيد نصرالله بالتفصيل لآخر التطورات الميدانية والسياسية في غزة والظروف الإنسانية المحيطة، والأبعاد الاقليمية والدولية، وآفاق المرحلة المقبلة على المستويات كافة، لا سيما في ظل مفاوضات القاهرة وتهديدات العدو الاسرائيلي بشن عدوان على رفح. كما سيردّ السيد نصرالله على تهديدات المسؤولين الإسرائيليين بتوسيع الحرب على لبنان ويعيد التذكير بمعادلات ضد استهداف المدنيين لردع العدو الإسرائيلي.
وأشار نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، خلال حفل تأبين عدد من الشهداء، الى أن «هذه المواجهة المسانِدة لا يمكن أن تتوقف إذا لم تتوقف الحرب بشكل كامل على غزَّة.
وأكد قاسم أننا «لن نترك عدواناً على مدنيين إلَّا وسنرُّد عليه بالطرق المناسبة، وسنعلن ذلك وسنُعرِّف أننا ردّينا من أجل المدنيين، حتى ولو كانت قواعدنا الآن التي نعمل عليها باختيارنا وبقرارنا أن تكون المواجهة محدودة في دائرة الجنوب بما يؤدي إلى فائدة غزَّة من دون استخدام كل القوة التي لدينا لندّخرها إلى الوقت المناسب». وشدّد على أنه «إذا جاء هذا الوقت المناسب بغير إرادتنا وفي أي وقت من الأوقات سنكون جاهزين تماماً لكل مواجهة مهما كانت كبيرة، وسنلقِّن الإسرائيلي دروساً لن ينساها أبداً، وسيكون درس 2006 هو درس ابتدائي أمام الدروس التي سيراها في المواجهة المقبلة».
وأوضح قاسم، أننا «لدينا لاءات ثلاثة: أولاً لا تراجع عن مساندة غزة ما دام العدوان قائماً مهما كان الثمن ومهما كانت التطورات، ثانياً لا نخضع للتهديدات ولا للتهويلات الإسرائيلية أو الغربية مهما كانت، لأنَّنا أهل الميدان، ولأنَّنا نعتبر أنَّ الدفاع واجب وبغيره لا استقرار ولا وجود لنا في هذه المنطقة ولا لقضية فلسطين».
وأضاف قاسم: «لا نقاش لدينا حول مستقبل الجنوب اللبناني على ضفتيه من جهة فلسطين ومن جهة لبنان إلَّا بعد أن يتوقف العدوان الكامل على غزة، عندها تجري النقاشات وكل النقاشات التي تجري الآن وكل الاقتراحات التي تُقدَّم هي نوع من إضاعة الوقت أو التسلية أو ما شابه ذلك، لأنَّنا غيرُ معنيين بها لا من قريب ولا من بعيد».
ويستبعد خبراء عسكريون ذهاب حكومة الحرب الاسرائيلية الى حرب شاملة مع لبنان في ظل موازين الردع الحالية مع حزب الله واستنزاف جيشها في غزة، مرجّحين «تصعيداً إسرائيلياً مضبوطاً والاكتفاء بالضربات الموجعة»، وأشار الخبراء لـ»البناء» الى أن «تهديد السيد نصرالله بقدرة الحزب على تهجير مليوني مستوطن من الشمال سيدفع حكومة الحرب ونتنياهو للتفكير ألف مرة قبل الإقدام على حماقة تؤدي الى حرب شاملة مع لبنان». وبرأي الخبراء فإن حكومة الحرب فشلت بالعمليات العسكرية بإعادة المستوطنين الى الشمال، فكيف ستستعيد الأمن الى الشمال بحال توسّعت الحرب وتهجر أغلب مستوطني الشمال؟ وأوضح الخبراء أن «كلام السيد نصرالله سيشكل عامل ضغط كبير على نتنياهو لمنعه من شن حرب شاملة على لبنان أولاً، وثانياً تسريع وتيرة المفاوضات للتوصل الى اتفاق لوقف الحرب على غزة وتبادل الأسرى».
وفي سياق ذلك، رأى ضابط الاحتياط في جيش الاحتلال اللواء غيرشون هكوهين أن السيد حسن نصر الله يسعى للوفاء بواجبه في مساعدة حركة حماس، لكنّه في الوقت ذاته ينتهز الفرصة لصياغة مستوى جديد في هوية حزب الله كقوة إقليمية، وفق تعبيره.
وفي مقال لصحيفة «إسرائيل هيوم»، قال: «الهجوم الصاروخي على صفد، هو ارتقاء درجة في التصعيد»، ولفت إلى «وجوب تحليل الطريقة الخاصة التي تجعل من السيد نصر الله تهديدًا خطيرًا جدًا لوجود «إسرائيل» ليس فقط بسبب قوته العسكرية، مع حجم القذائف الصاروخية والصواريخ بعيدة المدى، التي يمتلكها حزبه والتي تُعدّ قوى عظمى، بل هو خطير بسبب حنكة سلوكه الاستراتيجي بشكل رئيسي»، على حدّ قوله. واعتبر أنّ السيد نصر الله نجح في «تحويل المنطقة الشمالية إلى ساحة معركة نشطة، ومستوطنات خط المواجهة إلى مهجورة، بعد اقتلاع نحو 70 ألف مستوطن من منازلهم». وخلص هاكوهين الى أن هذا فنّ الابتزاز الذي حسّنه وأتقنه (السيد) نصر الله.
على صعيد المواقف الرسمية، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنني «تشاورت مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد «إسرائيل» الى مجلس الامن الدولي».
واعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان أصدره عميد الإعلام معن حمية، أن مجزرة النبطية التي أعقبت مجزرة الصوانة، استحضرت مشاهد الأطفال الشهداء الذي قضوا في مجزرة قانا وغيرها من المجازر التي يحفل بها سجل الإرهاب الصهيوني في عدوانه على لبنان.
كما تسلط الضوء على المجازر اليومية وحرب الإبادة الجماعية التي ينفذها العدو بحق أهلنا في قطاع غزة وفي الضفة وكلّ فلسطين المحتلة. وهذه كلها جرائم موصوفة ضدّ الإنسانية.
وأكد أنّ تمادي العدو الصهيوني في جرائمه الوحشية، يعكس طبيعته العنصرية المعادية للإنسانية، وأنّ صمت مؤسسات المجتمع الدولي حيال هذه الجرائم، يضعها والدول التي تسيّرها، شريكة للعدو الصهيوني في مجازره وقتله للأطفال والنساء.
وأشار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، في دردشة مع الصحافيين في بيت الوسط، الى «أنني لا أرى أنه حان وقت عودتي للعمل السياسي».
وذكر الحريري أنّ «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية صديقي تمامًا كما الوزير السابق جهاد أزعور». وقال: «هناك احزاب لديها تواصل مع إيران، ولكن هذا لا يعني أن ليس لدى حزب الله هامش في العمل في الداخل اللبناني»، مضيفًا «صحيح أنني علقت العمل السياسي ولكن مش يعني الواحد ما يعطي رأيو». وقال: «إذا لمست أن سنّة لبنان يميلون نحو التطرف ساعتها أنا بتدخّل».
وزار الحريري الرئيس بري أمس، في عين التينة.
وكانت الساحة الداخلية انشغلت بعودة الحريري الى لبنان لإحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسط حشود شعبية كبيرة فاضت بها شوارع بيروت من مختلف المناطق اللبنانية.
وعلمت «البناء» أن الحريري سيغادر الأحد المقبل لبنان على أبعد تقدير عائداً الى أبو ظبي.
كما لفتت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن الفيتو السعودي على عودة الحريري الى الحياة السياسية في لبنان لم يُرفع حتى الساعة، وبالتالي لن تكون عودته النهائية إلى لبنان قريبة.
المصدر: صحف