شهدت شاشات التلفزة، التي تجرأت أن تعرض ما يحصل في الأيام الماضية، أحداثاً طغت في أهميتها كل ما يدور في لبنان من حديث عن انتخابات ورئاسة وغيرها، أحداث لها من الأبعاد والدلالات ما يرسم ثمار أربعين عاماً ويزيد، عن ثلة قليلة من شباب نذر نفسه لله وللوطن، فصنع الانتصار يتبعه إنتصار، وتحرير يلحقه آخر، لنقترب من النتيجة النهائية التي ذكرتها منذ مدة في عدة مقالات، أنّ وعد الله آتٍ ونهاية النهاية قد اقتربت، وحلم الأنبياء صار أقرب للتحقيق.
لم يعد الحديث عن النهاية الحتمية والقريبة للدولة الصهيونية ضرب جنون وحلم صعب التحقيق، لقد صار هذا الأمر حقيقة ثابتة، عند الصهاينة قبل غيرهم، وعند رعاتهم وحماتهم من ساسة الغرب، وكل مجريات المنطقة وأحداثها تؤكد هذا المؤكد.
التغيرات الفكرية لدى طبقة كبيرة من شباب عربي أعاد للأذهان محورية القدس وقضيتها هي شاهد على ذلك، وبعد أن كان السعي الغربي وبعض حكام العرب لكي الوعي العربي، خاصة للفئة الأساسية من أبناء العروبة وهي فئة الشباب، وتحويل الالتفات من جوهر الصراع العربي الإسرائيلي وإلهائه بكل ما هو مانع للتفكير في القضية الفلسطينية، رأينا توجه الفئة الشابة العربية التي هي مدماك المجتمع العربي ككل، نحو مركزية القدس وأحقية الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم، في مقابل إزالة هذه الغدة التي زُرعت في المنطقة.
التحركات الفلسطينية الملفتة التي باتت تصنع كل يوم انتفاضة، وتعيد لأذهان العرب والغرب، أن مفتاح العودة باق لفتح كل بيت ودار وإعادته إلى أهله، وما يحصل من عمليات وتحركات، مصداق أن القضية الفلسطينية، لا زالت تنبض في قلب كل فلسطيني رغم كل السنين.
تحرك الجبهات التي كانت باردة بحسابات الصهاينة والتي أعادت لأذهانهم فرضيات التحول في هذه الجبهات في أي لحظة، بغض النظر عن تطبيع الحكومات، وإشعالها من جديد، وما جرى عند الحدود المصرية_ الفلسطينية شاهد على ذلك ودلالة على ولادة عبد الناصر في مصر من جديد في بيوت كثيرة رفضت التطبيع وتسعى لمعارك التحرير الفكري قبل العسكري من جديد.
التقارب الإقليمي الحاصل بين إيران وما تمثله من خطر على كل مشاريع الاستكبار مع باقي دول المنطقة والذي يسهم بدوره في زيادة القدرات الإيرانية، وبالتالي زيادة القوة لدى كافة حركات المقاومة في المنطقة.
إقتراب إنضاج تفاهم يمني_ خليجي، يعيد الحق إلى الشعب اليمني، الذي توعد الصهاينة في أكثر من مناسبة، وهو أمر يفتح جبهة جديدة في وجه الصهاينة تساهم في تعزيز قوة المحور.
استعادة السيطرة من قبل النظام السوري على أرجاء كبيرة من أرض الوطن مما يسهم في الارتياح وربما السعي لفتح جبهة جديدة من جهة الجنوب السوري، وهو أمر أشار إليه المسؤولون السوريون في عدة محطات وحذر منه المسؤولون الغربيون في عدة مناسبات.
أحداث تتسارع عند الجبهة اللبنانية _ الفلسطينية من مناورة على الحدود على أعين الصهاينة، تحاكي اقتحام منطقة الجليل الأعلى، إلى مناورة فشلت بكل المقاييس من الجانب الإسرائيلي وكانت تحاكي في مضمونها رد اي اقتحام قد يحصل من جبهة الجنوب اللبناني أو السوري، بعد أن كانت مناوراته تحاكي الهجوم والتقدم، باتت تحاكي الدفاع وتوقع الهجوم عليها.
ترسيخ فكرة الجيش والشعب والمقاومة والتي أكدتها أحداث الايام الماضية، من تحركات شعبية جريئة ساندتها وقفة الجيش اللبناني بقوة، وخلف تلك التحركات كانت هناك عين المقاومة الساهرة والقابضة على الزناد لمواجهة أي خطر، لدرجة تحول الصهاينة إلى مجلس الأمن لتقديم شكوى ضد لبنان، بعد أن كان مجلس الأمن وقراراته، لا يعني الصهاينة شيئاً.
أحداث كثيرة، تتوالى وتتسارع، منذرة بقدوم عصف كوني جديد سيغير معه الكثير من خرائط وأوجه المنطقة، وسيكون الشرق الأوسط الجديد الذي كتبته دماء قاسم سليماني، لا شرق كوندوليزا رايس ومن وقف في صفها.
أحسبوا الأيام والساعات القادمة، فإن وعد الله بات قريب، قريب أكثر مما نتخيل ونحتسب.
المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع
المصدر: بريد الموقع