ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اتخاذ قرار بشأن الإجراءات المقبلة ضد فنزويلا، في ظل تعزيز الولايات المتحدة انتشارها العسكري في أميركا اللاتينية، ضمن حملة معلنة لمكافحة تهريب المخدرات أثارت جدلاً واسعاً ومخاوف من تصعيد عسكري في المنطقة.
وفي حديث للصحافيين خلال توجهه إلى منتجعه بولاية فلوريدا أمس الجمعة، قال ترامب: “لقد اتخذتُ قراري نوعاً ما… لا يمكنني أن أخبركم ما هو، لكننا أحرزنا تقدماً كبيراً مع فنزويلا فيما يتعلق بوقف تدفق المخدرات”.
وباشرت الإدارة الأميركية مؤخراً سلسلة ضربات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ ضد قوارب تقول إنها تهدف لتهريب المخدرات، ونشرت قوات جوية وبحرية، أبرزها حاملة الطائرات “جيرالد فورد” التي وصلت قبالة سواحل المنطقة الثلاثاء الماضي.
وتأتي تصريحات ترامب عقب إعلان وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث بدء عملية عسكرية في أميركا اللاتينية أطلق عليها “الرمح الجنوبي”، والتي أُعلن أنها تستهدف تجار المخدرات من دون تفاصيل إضافية.
ووفق البيانات الأميركية، نفذت واشنطن ضربات في المياه الدولية خلال الأسابيع الماضية استهدفت نحو 20 قارباً قالت إنها تُستخدم في تهريب المخدرات، وأسفرت عن مقتل 76 شخصاً على الأقل، في ظل غياب أدلة دامغة حول تورط تلك القوارب بعمليات التهريب.
وأثارت العمليات العسكرية الأميركية انتقادات دولية، وسط مخاوف من أن الهدف الحقيقي يكمن في الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر مطلعة أن القوات الأميركية تستعد لإصدار أوامر لهجوم محتمل على فنزويلا، مشيرة إلى مناقشات رفيعة المستوى حول سيناريو توجيه ضربة عسكرية، وعرض مجموعة من الخيارات على الرئيس ترامب، من بينها هجمات جوية وبرية. كما أفادت بأن الطيارين الأميركيين على متن حاملة الطائرات يدرسون الدفاعات الجوية الفنزويلية.
بدورها، ذكرت وكالة “رويترز” أن ثلاثة اجتماعات عُقدت في البيت الأبيض لبحث الخيارات العسكرية الممكنة ضد فنزويلا، أعقبها اجتماع أكبر بحضور نائب الرئيس ووزير الدفاع ورئيس الأركان، فيما شارك ترامب بنفسه في اجتماع خاص لاستعراض الخيارات المطروحة.
وأشارت قناة “سي بي إس” إلى أن مسؤولين عسكريين كباراً قدموا خيارات محدثة للرئيس الأميركي بشأن العمليات، منها شن هجمات برية محتملة. وقد أعلنت واشنطن عن إرسال سفن حربية وغواصة قبالة سواحل فنزويلا، فيما صرّح وزير الدفاع الأميركي بأن الجيش جاهز لكافة العمليات، بما فيها تغيير النظام في كراكاس.
من جهته، دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الشعب الأميركي إلى الاتحاد من أجل السلام، وأصدر أوامر بتشكيل قيادات دفاع وطني، بينما أفادت مصادر عن نشر أسلحة روسية الصنع وتخطيط للمقاومة عبر حرب العصابات في حال التعرض لهجوم أميركي.
وأثارت الهجمات التي شنها الجيش الأميركي في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ بدعوى مكافحة تهريب المخدرات انتقادات حادة في المجتمع الدولي بشأن عمليات القتل خارج نطاق القانون والاستهداف المباشر للأشخاص على متن القوارب.
المصدر: مواقع
