الاحتراق اللذيذ بسبب تناول الكاري أو الصوص الحار أو وعاء السيشوان الحار (أكلة صينية) الذي يجعلك تتعرَّق وتكون أقرب للانفجار هو بالنسبة لكثير من الناس إحدى متع الحياة. والبحث عن هذا النوع من الحرق الشديد هو هواية تصل عند البعض إلى حد الهاجس.
يحب الكثير هذا الإحساس أثناء تناول الفلفل الحار. ولكن هل تناول الفلفل الحار ضار بصحتنا؟ هذا ما يجيب عنه تقرير لموقع ـ بي بي سي فيوتشر.
ستتعجب حينما تعرف أن محبي الشطة في أمان في ظل المعلومة التي تقول إنه على الرغم من كون ” الكابسايسين” (وهو جزيء في الفلفل الحار) ينشط مستقبلات الخلايا العصبية الخاصة بالألم في الفم، إلا أنه لا يسبب أي ضرر للإنسان. أعطه بضع دقائق، وسوف يختفي ذلك الشعور الذي آلمك.
يقول بروس براينت، وهو عالم أحياء في مركز مونيل للحواس الكيميائية في فيلادلفيا: “يمكن النظر إلى الآثار الجسمانية الناتجة من تناول الفلفل باعتبارها ردة فعل على ما قد يكون -من وجهة نظر الجسم- حروقاً حقيقية؛ فالتعرق هو إجراء تكيفي لتهدئة الشعور بالحرق. تتسبب الخلايا العصبية المسؤولة عن الألم في إفراز مواد تقوم بتوسيع الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى الالتهاب، وهو أفضل شيء يمكن للجسم القيام به لتزويد المنطقة المتضررة بالدم، عندما يضرب كارولينا ريبر بطانة المعدة وتبدأ في التقيوء، فهذا يحدث لأن هناك نهايات عصبية لاستشعار الألم في المعدة. لا يهم إذا كان الحرق حرارياً أو كيميائياً”.
ردود الفعل التي قد يقوم بها جسمك إذا ابتلعت مادة كاوية تماثل تلك التي تحدث عند تناول مستويات عالية من الكابسايسين، وهذا الإحساس بالمواد الكاوية هو بالضبط ما يُقلِّده الجزيء. الخلايا العصبية الموجودة في فمك، ومعدتك، وغيرهما، ستقوم بمهمتها سواء أكان ما ابتلعته سوف يقتلك حقاً أو سيجعلك تعاني قليلاً في المرحاض.
ولكن، لا يبدو أن هناك مخاطر في تناول الفلفل شديد الحرارة أكثر من شعورك بعدم الراحة لعدة ساعات أو يوم واحد. وقد لاحظ علماء الأحياء، مع ذلك، أن تناول الكابسايسين على مدى فترات طويلة من الزمن يؤدي إلى موت الخلايا العصبية المستقبلة للألم عند الثدييات الصغيرة، كما يقول براينت، فهذه الخلايا العصبية لا تنمو مرة أخرى.
ومن المثير للاهتمام، أن هناك نظرية تقول إن نباتات الفلفل قد طوَّرت هذا الجزيء كوسيلة لردع الثدييات من مضغ بذورها. ولكن الطيور، التي تأكل بذور الفلفل كاملةً وتنشرها في مساحات واسعة عبر برازها، ليس لديها المستقبلات اللازمة للشعور بالحرق. أما البشر، فيُمكن اعتبارهم نوعاً من الثدييات يشعر بألم الحرق ولكنه يستطيع تحمله إلى درجة معقولة.
المصدر: هافينغتون بوست