تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 15-10-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها التطورات المرتبطة بملف الانتخابات الرئاسية في لبنان..واقتراب ساعة الصفر بمعركة الموصل ضد “داعش” .
السفير
الرئاسة اللبنانية رهينة حسابات وتسريبات.. متناقضة
هل حصل الحريري على «ضمانات دولية»؟
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول :”مجدداً، رحم الله كمال الصليبي. في الأصل، مرت ذكراه السنوية الخامسة قبل أيام قليلة، ولا أحد يتذكره. لبنان فعلا «بيت بمنازل كثيرة». من يراقب هذه «المنازل» من بعيد، يجد تضارباً فاضحاً في تقديم المعطيات سواء أكانت دولية أم محلية”.
في الظاهر، ثمة من يجزم بأن الواقعية السياسية تفيد بأن لبنان على موعد مع رئيس جديد للجمهورية في جلسة الحادي والثلاثين من تشرين الأول، أما إعلان الرئيس سعد الحريري عن خياره السياسي الجديد، فإنه «هو من يختار التوقيت».
في المضمر، لا أحد يقول كلمته ومن بعدها «نقطة على السطر». حتى الحريري نفسه، يترك هامشاً ضيقاً للتراجع، وفي المقابل، لا يلزم العماد ميشال عون نفسه بإيقاع واحد، ولذلك، ستكون تظاهرة السادس عشر من تشرين الأول، في منزلة بين اثنتين: لا تصعيد ولا تهدئة، في انتظار الكلمة الفصل.
ما يسري على الداخل يسري على الخارج. مصدر ديبلوماسي واسع الاطلاع يقول لـ «السفير» ليل أمس أن الرئيس الحريري «حصل على ضمانات دولية للمرة الأولى، وهذا هو الأساس في حركته الخارجية»، في إشارة واضحة إلى أن خياره بتبني العماد ميشال عون لن يكون مصيره كمصير ترشيح سليمان فرنجية.
في المقابل، تتبلغ مراجع لبنانية، ليل أمس، معلومات تشي عكس ذلك، ومفادها أن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، عبّر صراحة أمام الحريري عن عدم حماسة بلاده حاليا لأي من خياري عون وفرنجية، في أول إشارة فرنسية، إلى ضرورة البحث عن مرشح رئاسي ثالث!
بين هذا وذاك، أسئلة مستمرة عن حقيقة الموقف السعودي وإمكان تحييد لبنان عن الاشتباك الإقليمي فضلاً عن تجدد رهانات البعض لبنانياً على مجريات معركة حلب، وفي المقابل، رهان البعض الآخر على الخيار العسكري الأميركي!
برغم هذا وذاك، يتصرف سعد الحريري على طريقة أن لا عودة إلى الوراء. الرجل مستعد لتحمل الأكلاف مهما كانت كبيرة. في كتلته كما مع حلفائه وجمهوره.. والأهم في السعودية. العناوين السياسية برّاقة للغاية، لكن المضمون شخصي بامتياز، من دون التقليل من «الكلفة السياسية» لعودة زعيم «المستقبل» إلى السرايا، في ظل الاحتدام الإقليمي الذي لا يمكن إلا أن يكون هو وتياره جزءاً لا يتجزأ منه.. أقلّه في التعبير السياسي.
يهون على الحريري ترشيح «الجنرال»، طالما أن ذلك يؤدي إلى تعويمه سياسياً ومالياً. الأهم من ذلك، وفق منطق المتحمسين في «المستقبل»، وهم قلّة قليلة، افتداء الطائف بانعقاد النصاب الرئاسي لميشال عون. يكسب اتفاق الطائف، بحسب الحريري، عمراً إضافياً، في انتظار ما ستؤول إليه تطورات المنطقة، خصوصاً بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
لا أحد غير الحريري يملك تفسيراً لحقيقة موقف الرياض، ومن التقى فيها قبل تبنّيه خيار «الجنرال»، غير أن اللافت للانتباه هو ما نسبته الزميلة «الحياة»، أمس، إلى الحريري، بأن السعودية «ستدعمه في الموقف الذي يتخذه»، الأمر الذي فسّره أكثر من معني بالملف بأنه يشكل إشارة واضحة إلى حصول الحريري على ضوء أخضر سعودي قبل أن يسير بخيار «الجنرال».
لا يمنع ذلك الحريري من ممارسة رياضة المشي في جادة «الشانزليزيه» في باريس، برفقة ابن عمته نادر، وأن يلتقيا هناك «بالصدفة»، المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل. ولا يمنع ذلك الحريري من توجيه اللوم إلى فريق سياسي لبناني، له امتداده الوازن في كتلته النيابية أولاً (بدليل بيان أمس الأول) وفي كتل نيابية أخرى معارضة لـ «الجنرال»، بأن الذهاب إلى السعودية والتحريض عليه «لن يقدم أو يؤخّر في خياراتي».
وبرغم الحرد الحريري من «محاولات قوى سياسية لبنانية تخريب علاقته بالرياض»، قرر النائب جنبلاط وضع النقاط على الحروف: تصريح بالناقص أو بالزائد لجبران باسيل وتشكيلات بالزائد أو بالناقص. تفسيرات بالناقص أو بالزائد.. كلها تفاصيل لا تغير في الأساس، «لا بد من تسوية تاريخية تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية. التسوية مطلوبة حتى لو أتت بالعماد عون الى قصر بعبدا، تبقى أقل ضرراً وكلفة من عدم التسوية خصوصاً في ضوء المؤشرات الاقتصادية والمالية المقلقة والتي تنذر بمخاطر أكثر قلقاً، لذلك، لا بد من رئيس لإعادة إحياء المؤسسات الدستورية وإعطاء إشارة للعالم بأننا ما زلنا موجودين على الخريطة. نحن نختلف على جنس الملائكة، بينما أصبحنا جزيرة معزولة محاصرة بالنيران ولا نستطيع تصريف موسم تفاح».
هذا الموقف الجنبلاطي «وبرغم أنه أزعج بعض الأصدقاء والحلفاء»، لا عودة عنه، يردد جنبلاط، مجدداً الدعوة إلى اللبنانيين من أجل التواضع السياسي «لأننا لسنا على جدول أحد من الدول حالياً».
في عين التينة، وباستثناء التواصل مع علي حسن خليل، الذي سافر في الأصل من أجل إلقاء محاضرة في العاصمة الفرنسية، كانت الخطوط مفتوحة في أكثر من اتجاه. الانطباع أن لا جديد رئاسياً. في الوقت نفسه، لا شيء يضمن أن تؤدي جلسة الحادي والثلاثين من تشرين الى انتخاب رئيس للجمهورية. تعبير «السلة» الذي استفز البعض، يمكن إحالته إلى اللغة العربية، وهي كفيلة بأن تجد مكانه عشرات التعبيرات. لا بد من تفاهم سياسي، وهذه النقطة كانت أكثر من واضحة في خطابي الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.
كل من تسنى له التواصل مع الحريري عبر الهاتف، في الساعات الأخيرة، خرج بانطباع واحد: الرجل جاد في مبادرته وهو سيعلن تبنّي ترشيح عون رسمياً فور عودته إلى بيروت.
في الرابية، حالة انتظار لا بل احتساب للساعات والدقائق. المكتوب يُقرأ من مقدمة الـ «أو. تي. في» ليل أمس: «أولى المحطات، بعد غد (الأحد)، مع كلمة العماد عون على مدخل قصر بعبدا. محطة بدت التعبئة الشعبية والإعلامية لها، شبه مكتملة، وهي تنبئ بلحظة جماهيرية كبرى، مع موقف وطني ميثاقي جامع. بعدها، تأتي خطوة الرئيس سعد الحريري… وفي المعلومات السرية جداً، أن التحضيرات بدأت لتنفيذها أيضاً، لجهة المكان والزمان والإطار والشكل والمضمون والتفاصيل كافة، وبين المحطتين، بدت كل العناوين منسجمة مع أجواء المخاض الوطني».
قبل أن يعلن الحريري موقفه رسمياً، لن يتزحزح «الجنرال» من مكانه. من بعد الإعلان، ثمة روزنامة مواعيد. الآمال العونية بـ «التتويج» في الحادي والثلاثين عالية جداً، ولو أن ثمة من يجزم بالقول مجدداً: عين التينة هي الممر الإلزامي.
اقتراب الساعة الصفر وفرار قادة الصف الأول عبر «طريق الجرذان»
الموصل: «داعش» بين القتال والهروب إلى سوريا
تفتقر معركة الموصل المرتقبة في غضون أيام، إلى عنصر التشويق الذي كان يحيط بالمعارك ضد تنظيم «داعش» وهو في ذروة قوته وتمدده. نتيجةُ المعركة تبدو محسومة سلفاً، بل يمكن تحديد تاريخ انتهائها حتى قبل أن تبدأ، إذ من غير المتوقع أن تطول لما بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة إلا في حال حصول مفاجآت غير محسوبة.
تنظيم «داعش» الذي يراقب احتدام الخلافات بين المتحالفين ضده، يدرك أن معركته في الموصل خاسرة ولا يمكن تغيير نتيجتها، لذلك اتخذ قراراً بخوض المعركة بأقل عدد ممكن من مقاتليه مع ترحيل القسم الأكبر من قادة الصف الأول وعائلاتهم إلى سوريا.
وتؤكد طبيعة التعيينات في «ولاية نينوى» أن التنظيم لا يراهن على إنجازات عسكرية مميزة في معركة الموصل، حيث أولى مهمة القيادة في المدينة إلى شخصيتَين توصفان بأنهما أقل خبرة بكثير من قادته الذين قتلوا في أوقات سابقة أمثال حجي بكر وأبو عبدالرحمن البيلاوي. فعلى رأس «الولاية» يتربع أبو شاكر الجبوري، أما القيادة العسكرية فيتولاها أبو عبدالله العفري.
وبحسب خالد القيسي، وهو صحافي عراقي خبير بشؤون الحركات «الجهادية»، ونشر مؤخراً الهيكلية القيادية الجديدة لتنظيم «داعش»، فإن هذين القياديَّين غير مؤهلين لا عسكرياً ولا إدارياً لقيادة معركة من وزن معركة الموصل. ومن القيادات الأخرى في «الولاية» يبرز إسم كل من شفاء النعمة أبو عبد الباري، مسوؤل الحسبة، وأبو معاذ نظام الدين الرفاعي، مسؤول القضاء.
ولهذا التعيين دلالات عدة، منها أن التنظيم بعد مقتل غالبية قادته المؤسسين بات يفتقر إلى كوادر ذوي كفاءة عالية، ما اضطره إلى تعيين الأقل خبرة في مناصب حساسة تحتاج إلى شخصيات مؤهلة ولديها مخزون من التجارب تستند إليه في قيادة الميدان العسكري. ولكن قد لا يكون هذا الاستخلاص دقيقاً بما فيه الكفاية، لأن بعض المراقبين يرى أن التنظيم في هذه المرحلة حريص على الحفاظ على كوادره المتبقية في صفوفه ويرفض الزج بها في معارك خاسرة.
في هذا السياق، علمت «السفير» من مصادر متطابقة أن «غالبية قادة الصف الأول في تنظيم داعش غادروا العراق واتجهوا نحو سوريا، وأبرز الواصلين زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وذلك بناء على نصيحة من المسؤول عن شؤونه الأمنية والذي كان معروفاً في سوريا باسم أبو يحيى العراقي وتولى منصب «والي البادية» لفترة من الزمن». وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن أبو يحيى إسمه الحقيقي هو إياد الجميلي، عراقي الجنسية، وهو من أقرب القيادات إلى زعيم التنظيم.
ومن أبرز القيادات الأخرى التي وصلت إلى سوريا مستبقةً بدء معركة الموصل، إياد عبدالرحمن العبيدي وهو رئيس المجلس العسكري ونائب البغدادي في العراق، وعمر زيدان السلطي، أردني الجنسية، وتولى مؤخراً رئاسة مجلس الشورى المركزي في التنظيم، في سابقة من نوعها حيث كان هذا المنصب محصوراً بالعراقيين. ووصل كذلك القائد الطاجيكي غول مراد حليموف الذي حل محل عمر الشيشاني بعد مقتله في قيادة كتائب التنظيم.
ولا شك أن انسحاب هذه القيادات ومن ورائها قيادات أخرى لم تعرف أسماؤها بعد، من الموصل قبل أيام قليلة من المعركة المرتقبة، يعد دليلاً قاطعاً على أن التنظيم بات يتعامل مع المدينة باعتبارها أصبحت غير آمنة وربما بحكم الخارجة عن سيطرته. ومن جهة ثانية، فإن هذا الانتقال الآمن لكبار قادة التنظيم وعائلاتهم من العراق إلى سوريا يكذّب رواية «التحالف الدولي» حول تمكنه من قطع الطرق البرية بين الموصل والرقة.
لكن هذا الانسحاب لا يعني بأي حال من الأحوال أن «داعش» سيسلم المدينة من دون قتال، بل على العكس، اذ تؤكد جميع المعطيات أن التنظيم يواصل تحضيراته واستعداداته لخوض معركة طويلة وصعبة. لكنه اضطر وهو يضع خطته الدفاعية أن يوازن بين ضرورة خوض المعركة وبين حاجته للمحافظة على كوادره وعناصره وما تبقى لديه من إمكانات، لأنه حتى لو خسر معركة الموصل، فما زال لديه مشوار طويل من المعارك في سوريا وبعض مناطق العراق التي لا يزال يسيطر عليها.
ويراهن «التنظيم على الدفاع عن معقله في مدينة الموصل ربما أكثر من معقله في مدينة الرقة السورية، هذا ما أكده لنا منشق قيادي عن تنظيم داعش، رغم أني أعتقد أن التنظيم يراهن على الرقة» حسب ما قال لـ «السفير» الدكتور جاسم محمد، رئيس «المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات».
وأضاف جاسم محمد أن «التنظيم سوف يدافع وبشدة عن معقله في مدينة الموصل، وليس كما يروج، فالموصل تعني لهم الكثير. وبعد أكثر من سنتين في هذه المدينة يعني التنظيم استطاع التمترس. المشكلة أن مدينة الموصل ذات بنى تحتية كثيفة ومناطق سكانية حضرية واسعة يتمترس فيها ويستخدم المدنيين دروعا بشرية».
ولا تخرج استعدادات التنظيم في الموصل عن إطار تجاربه القتالية في مدن أخرى مثل الفلوجة والرمادي. فهو سيعتمد على ثلاثية «العبوات الناسفة والقناصين والانتحاريين» بالدرجة الأولى، استناداً إلى قناعته بأن المعركة هي معركة استنزاف قبل كل شيء والمطلوب ليس المحافظة على الأرض بل إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف مهاجميه. مع الإشارة إلى أن التنظيم اتخذ بعض الخطوات الوقائية التي من شأنها عرقلة تقدم القوات العراقية في الموصل من قبيل حفر خندق حول المدينة وتدمير الجسور التي تربط بين شطريها.
وبرغم الخسائر الكبيرة التي تعرض لها التنظيم في العراق، وبشكل خاص خسارته الجسيمة لقسم من «كتيبة الأوزبك» في معركة جزيرة الخالدية في الأنبار مؤخراً، إلا أن التنظيم ما زال يمتلك عدداً من الكتائب التي من المتوقع أن يزج بها في معركة الموصل، وأهمها «كتيبة مؤتة» التي قتل قائدها قبل أيام، و «كتيبة البتار» و «جند الولاية» و «كتيبة الفاروق» بالإضافة إلى وحدات من «القوة المركزية». ويعتقد الصحافي العراقي منتظر العمري أن «التنظيم سوف يزج بعناصره العراقيين (غالبيتهم من المنسحبين سابقاً من الشرقاط والقيارة والحويجة) في خطوط الصد الأمامية، لأن الأفراد العراقيين المجندين ثبت للتنظيم أنه لا يمكن الاعتماد عليهم في مراكز العمليات، لذلك حوّلهم الى الخطوط الأمامية لعرقلة تقدم القوات العسكرية». وقد تعكس هذه الملاحظة رغبة التنظيم في المحافظة على مقاتليه الأجانب استعداداً للمرحلة اللاحقة التي من المتوقع أن يشن خلالها حرب عصابات وعمليات انتحارية كنوع من الانتقام لخسارة الأراضي التي كان يسيطر عليها. وأشار العمري إلى أن التنظيم «سيركز دفاعاته في بعض أحياء المدينة وليس جميعها حيث تفيد المعلومات أنه نشر غالبية مقاتليه في سبعة أحياء فقط»، وحول هذه النقطة أكد القيسي أن «قوة التنظيم الأساسية تتمركز في الشطر الأيمن من المدينة أكثر من الأيسر».
وبخصوص النتائج العسكرية المتوقع أن تؤدي إليها المعركة، اشار منتظر العمري إلى أنه يتوقع «ألا تؤدي هزيمة التنظيم في الموصل إلى انتهائه في العراق، ليس لأنه ما زال يسيطر على بعض المناطق سواء في حزام بغداد أو جزء من الشرقاط أو مدن راوة وعنة والقائم المحاذية للحدود السورية، بل لأنه سينتقل إلى العمل السري وحرب العصابات»، ولفت إلى سيناريو يجري طرحه وهو «أن يبقى التنظيم مسيطراً على جزء من الشريط الحدودي بين سوريا والعراق على نحو مشابه للوضع بين سوريا ولبنان، عازياً ذلك إلى الرغبة في الاستمرار بتوظيف التنظيم لضرب المخطط الإيراني، حسب بعض التقارير الإعلامية، الذي يقوم على إيجاد ممر بري من الموصل إلى حلب في سوريا وصولاً إلى البحر المتوسط.
لكن جاسم محمد استبعد هذا السيناريو لسببَين: «الأول لأن التنظيم لا يمتلك الوسائل العسكرية لتنفيذه، والثاني لأن الطبيعة الجغرافية مختلفة بين النموذجين». لكن جاسم محمد أكد أن المعركة سيكون لها تداعيات على الوضع في سوريا خصوصاً في ظل المعلومات حول هروب قادة التنظيم إليها، متوقعاً في هذا السياق أن «تغض كل من واشنطن وتركيا النظر عن انسحاب مقاتلي التنظيم إلى سوريا، وفتح طريق آمن سمي طريق الجرذان»، مشيراً إلى أن أميركا لم تتردد بالكشف عن ذلك، «وهي تبرر الأمر بأن فتح ممرات آمنة لتهريب أو تسرب مقاتلي داعش يقلل خسارة المدنيين». لكنه لفت إلى اعتقاده «بأن واشنطن وتركيا وأطرافا راعية أخرى، تراهن على تضخيم الجماعات المتطرفة خاصة خلال احتدام المعارك والجدل حول حلب».
العبادي واردوغان
إلى ذلك، بانتظار ساعة الصفر لمعركة الموصل، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن التحضيرات العسكرية لتحرير مدينتَي الموصل والحويجة وصلت إلى المراحل النهائية، في حين شدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على نية أنقرة المشاركة في المعركة، برغم الاعتراضات العراقية، لافتاً إلى وجود مجموعة خطط «ألف» و «باء» وحتى «جيم» لتطبيقها في الموصل.
وانتقد العبادي «ارتفاع الأصوات التي تحاول عرقلة تحرير بقية مدننا وبالأخص ونحن نقترب من تحقيق النصر النهائي»، متسائلاً: «أين كنتم عندما احتلت هذه العصابات المدن».
وفي سياق معركة الموصل، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن بلاده عازمة على المشاركة في عملية لقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في مدينة الموصل.
من جهته، قال اردوغان إن تركيا ستنفذ «خطة بديلة» إذا لم يرغب «التحالف» بقوات تركية في عملية الموصل. وتابع أنه «في حال رفض التحالف سنُفَعِّل الخطة باء، وإذا لم تنجح هذه أيضاً سننتقل إلى الخطة جيم، فتركيا ليست دولة قبلية وليعلم الجميع ذلك». وأضاف: «لقد دعوتمونا إلى بعشيقة، واليوم تطلبون منا الرحيل؟ آسف، لكن مواطني موجودون هنا: إخواني التركمان والعرب والأكراد موجودون هنا، وهم يقولون لنا تعالوا وساعدونا».
النهار
العونيون إلى القصر… “متى كلمة الحريري” ؟
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول :”يتخذ الاعتصام الذي ينفذه “التيار الوطني الحر” غداً على طريق القصر الجمهوري احياء للذكرى الـ26 لعملية 13 تشرين الاول 1990 التي اطاحت الحكومة العسكرية برئاسة العماد ميشال عون آنذاك طابعا استثنائيا من منطلق تزامن هذا الاعتصام مع توهج المناخ السياسي المتصل بموضوع بت محتمل لموقف الرئيس سعد الحريري من ترشيح العماد عون للرئاسة في وقت غير بعيد. وقد رسمت الاجواء السياسية عشية هذا الاعتصام الذي يحرص منظموه على ان يأتي حاشداً صورة بالغة الغموض بفعل المعطيات المتناقضة حول توقيت بت الرئيس الحريري موقفه العلني النهائي من مجمل التحركات الداخلية والخارجية التي قام بها في الاسابيع الاخيرة علماً ان الجانب العوني كما بعض الافرقاء الآخرين يترقبون هذا الموقف بفارغ الصبر ليبنوا على الشيء مقتضاه”.
وعكست أوساط على صلة بالعماد عون اطمئنانه إلى مسار الأمور استناداً إلى أن الرئيس الحريري ماض في تحركه في اتجاه تبني ترشيحه وأن الطريق تفتح أمام العماد عون الى بعبدا إذا قال رئيس تيار “المستقبل” كلمته النهائية وأعلن دعمه ترشيح الجنرال، الأمر الذي سيضع جميع الأطراف على المحك. وأوضحت هذه الاوساط الى ان انطباعات الرابية كانت تأمل في الحصول على جواب الحريري قبل 16 تشرين الأول الجاري اي غداً، ولكن لا يبدو ان هذا الأمر سيتحقق قبل خطاب عون الذي سيكرر فيه المواقف التي عبر عنها في إطلالته التلفزيونية الاخيرة ويطورها نحو طرح تصورات أشمل تتصل بمجمل الواقع الداخلي. وقالت لـ”النهار” ان خطاب عون سيشكل امتداداً للمناخات الايجابية التي يبديها “تكتل التغيير والاصلاح” حاليا ولن يخرج عن هذا الاطار المرسوم، لكنه سيحمل في طياته اشارات إلى “ربط نزاع” مع مرحلة لاحقة، اذا اصطدمت الامور بعوائق. وفي هذه الحال سيكون للرابية كلام مختلف وسيواجه عون بشراسة كل من يضمر وضع العصي في طريقه الى بعبدا.
لكن مصادر سياسية قريبة من قوى مناهضة لخيار انتخاب عون أبلغت لـ”النهار” ان المعطيات الداخلية والخارجية لا توحي بأن ملف الاستحقاق الرئاسي سيصل الى نتائج حاسمة في المدى المنظور. وتحدثت عن وجود محاولة حقيقية للافادة من زخم التحركات الحالية للدفع صوب خيار المرشح الثالث ولكن من دون لكشف أسماء خشية حرقهاً خصوصا أن صعوبات جمة تحول دون المراهنة على نجاح هذه المحاولة. وأفادت ان الاتصالات الديبلوماسية مع سفراء الدول الكبرى وعدد من الدول المؤثّرة في لبنان أفضت الى ان خيار العماد عون لا يبدو مطروحا في المدى القريب. كما ان مرجعيات داخلية أبلغت من أتصل بها ان الاجواء لا توحي بإمكان النفاذ بهذا الخيار. وأشارت الى ان أجواء تيار “المستقبل” تظهر تماسكه حول الخيار الذي يريد ان يتخذه رئيسه سعد الحريري في المرحلة المقبلة وهذا ما إقتضى إلغاء التباينات العلنية في المواقف بين أعضاء التيار البارزين.
وفي المعلومات أن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري كما النائب سليمان فرنجية لن يتغيّر قبل أن يبادر الرئيس الحريري الى الاعلان الرسمي لمبادرته بترشيح العماد ميشال عون، فعندها فقط يمكن ان تتدحرج الامور وتعرف اتجاهاتها. وقبل عين التينة وبنشعي، تنتظر الرابية هذا الاعلان الرسمي من الحريري،وعندها تنتقل كرة المبادرة الى ملعب العماد عون، فإما يعالج ما تبقى من عقد داخل صفّ حلفائه فيتفق على حسم الترشيح واعلان الاجماع حوله وعدم وجود مرشح آخر غيره، وإما ينزل الى جلسة الانتخاب مغامراً بنتيجة غير مضمونة، قد تؤدي الى فوز فرنجيه اذا أصرّ على ترشيحه، أو اي مرشح آخر ما دام الاقتراع سرياً.
جنبلاط
ولعل العامل اللافت في هذه الصورة الشديدة التناقض برز في موقف جديد لرئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط الموجود في باريس اذ ابدى تخوفاً كبيراً على الوضع المالي والاقتصادي وقال “آن الاوان للخروج من هذا الجدل البيزنطي حول الرئاسة وانتخاب أي كان من دون قيد أو شرط “. وأضاف: “كفانا جدلا بيزنطياً من هنا وهناك وكفانا سلالا فارغة وأوهاماً بان لبنان في جدول أولويات الدول” واعرب عن اعتقاده ان “لا حزب الله ولا غيره من القوى تستطيع تحمل مخاطر الفراغ”.
باريس
في غضون ذلك، نقل مراسل “النهار” في باريس سمير تويني عن مصادر ديبلوماسية فرنسية ان الرئيس الحريري عرض في لقائه بعد ظهر الخميس الماضي ووزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت في الكي دورسيه تحركاته لانتخاب رئيس للجمهورية وان باريس اكدت له انها ” تدعم كل الجهود المبذولة لحل الازمة الدستورية التي يعيشها لبنان وملء الفراغ الرئاسي، غير ان هذا الدعم لا يتمثل في الوقت الحاضر في أي تحرك فرنسي جديد على هذا الصعيد”. واضافت المصادر “ان فرنسا تشجع الاطراف اللبنانيين على التوصل الى تسوية تؤمن انتخاب رئيس في أسرع وقت”. ويمكن القول في هذا السياق ان لا وجود لاي تحركً دولي فاعل على الساحة الدولية والإقليمية لانتخاب رئيس في المدى المنظور لان الاهتمامات الدولية والاقليمية منصبة على سبل وضع الصراع السوري على طريق الحل.
يشار في هذا السياق الى ان مصادر وزارية لبنانية أفادت أن المملكة العربية السعودية ستعين سفيراً جديداً لها في بيروت في غضون اسبوعين هو سفيرها السابق في العراق.
الأخبار
الحريري يقترب من الحسم
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول :”أمام انسحاب النائب وليد جنبلاط من التمسّك بـ«السلّة»، لا يزال الرئيس نبيه برّي عند موقفه من ضرورة العودة إلى طاولة الحوار لانتاج تفاهمات وطنية، أو الذهاب إلى مجلس النّواب وانتخاب الرئيس. فيما ازداد منسوب الايجابية لدى التيار الوطني الحر الذي أكّدت مصادره أن «الأمور اقتربت من نهايتها”.
«الجو إيجابي جداً. ومنسوب الايجابية أعلى من السابق». هذا ما أكّدته مصادر بارزة في التيار الوطني الحر لـ «الأخبار» ليل أمس، مشيرة الى أن «تجمّع العونيين غداً سيكون الأخير على طريق قصر الشعب تحت الأعلام البرتقالية. والتجمع الذي سيليه سيكون في القصر تحت الأعلام اللبنانية».
وأكّدت المصادر أن الرئيس سعد الحريري «لم يخرج عما هو متفق عليه»، و»الأمور اقتربت من نهايتها». واستبعدت أن تكون زيارة الحريري لباريس بهدف توسيطها لدى الرياض «لأن الرئيس الحريري يتصرف منذ بدئه مبادرته الأخيرة على أساس ان ما يحتاجه سعودياً قد ناله مسبقاً».
ورغم إشاعة أجواء أمس عن أن الحريري قد يعلن دعم ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة قبل التجمع العوني غداً، علمت «الأخبار» أن الاعلان قد يتم على الأرجح الأسبوع المقبل.
مصادر مطلعة تحدثت عن مؤشرات عدة إلى قرب حسم الحريري موقفه، أبرزها «التكويعة الحادّة» للنائب وليد جنبلاط في تغريدة على حسابه على «تويتر» أمس، =جاء فيها «كفانا سلالاً فارغة وأوهاماً…» لأن «التسوية الداخلية أياً كان ثمنها، تبقى أقل كلفة من الانتظار». وعلمت «الأخبار» أن الزعيم الاشتراكي جمع مفوضي الحزب أمس، وأبلغهم أن «القصة خلصت. الحريري سيعلن ترشيح عون وأنا سأمشي في الأمر». علماً أنه أبلغ المفوضين أنفسهم، قبل أسبوعين، عدم استعداده للسير في المبادرة من دون الرئيس نبيه بري. وبحسب المصادر نفسها، فقد سمع جنبلاط من أحد مستشاري الرئيس الفرنسي في باريس، الأسبوع الماضي، تأكيدات بأن «مبادرة الحريري ماشية».
وفي إطار تبرير «التكويعة»، قالت مصادر اشتراكية إن جنبلاط، كان واضحاً منذ البداية أمام الحريري، بأنه لن يكون عائقاً في حال تمّ الاتفاق بين القوى السياسية، ولن يعرقل اتفاقاً لبنانياً ــــ لبنانياً أو مسيحياً ــــ مسيحياً. وهو أوضح لأكثر من جهة، بأن إيفاده الوزير وائل أبو فاعور إلى السعودية ليس من باب التحريض على عون أو العرقلة، بل من باب الاستطلاع، وهذا حقٌّ له كونه يملك علاقات واسعة وقديمة في السعودية، فضلاً عن أنه شعر بأن التفاهمات التي «رُكبت» قطعت شوطاً كبيراً، وهو غائبٌ عنها، ومنها ما يحكى عن الاتفاق على تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان وتعيين قائد اللواء التاسع العميد جوزف عون قائداً للجيش.
ومن المؤشرات على قرب الحسم أيضاً، أن الحريري في صدد استكمال جولته التي بدأها بموسكو والرياض وباريس لتشمل أنقرة «في إطار إكمال المشهد الدولي والاقليمي الداعم لحراكه الرئاسي». ناهيك عن تشجيع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في خطابه ليل الثلاثاء الماضي، الحريري على المضي في مبادرته.
وعلى جبهة المستقبل، فإن الانطباع العام لدى نوّاب التيار يوحي بأن الحريري يشارف على إعلان دعمه ترشيح عون خلال الأيام المقبلة، أو قد يُقدم على شيءٍ ما من هذا القبيل خلال الأسبوع المقبل. إلّا أن الموقف الدقيق لا يزال في حوزة الحريري وحده، وربّما مساعده الأقرب ومدير مكتبه وقريبه نادر الحريري، الذي لحق به أول من أمس إلى العاصمة الفرنسية حيث «ينتظر اكتمال العناصر والظروف الدولية». مصادر بارزة في المستقبل قالت لـ «الأخبار» إن «العمل جار لتسويق الترشيح في الكتلة المنقسمة على نفسها»، مشيرة الى «أننا نتوقّع اعتراضات وتحريضاً من أكثر من جهة (مشايخ والوزير أشرف ريفي). لكن ذلك سيقوّي موقف سعد الحريري وسيجعل من الحفاظ عليه رغبة محلية وإقليمية ودولية».
أما على جبهة بري، فلا يزال رئيس المجلس عند موقفه خصوصاً بعد «المادة الدسمة» التي وضعها بين يديه ما يحكى عن تفاهم بين الحريري وعون. ولعلّ الكلام الأبرز الذي يعبر عن موقف برّي، هو الخطاب الذي ألقاه عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان في مدينة النبطية أمس، بالتأكيد «أننا لسنا معنيين بالحوارات الثنائية والثلاثية، وإن كانت ضرورية لكنها غير كافية… ليذهب النواب إلى المجلس لانتخاب رئيس»، مضيفاً: «هناك من يريد أن يتجاوز حركة أمل وكتلة التنمية والتحرير، ومن يريد أن يتجاوز المقاومة… نحن في أمل نراهن على وحدة لبنان ووحدة الموقف، ومن يريد أن يشكك بالمقاومة والجيش ويتحدّث عن الفدرالية وسلخ لبنان عن محيطه، نحذّره من أن هذا الأمر سيكلّف كثيراً». فيما توقفت مصادر في حركة أمل عند كلام الوزير جبران باسيل، أول من أمس، بأن عون سيزور عين التينة عندما يعلن الحريري رسميّاً ترشيحه، وتساءلت ما إذا كانت زيارة كهذه «بروتوكولية».
وكرر بري لـ «الأخبار» أمس: «لم يقبلوا بالسلة التي هي عملياً جدول أعمال طاولة الحوار واتهموني بتعطيل الدستور، إمّا يعودوا إلى الحوار أو فلنذهب إلى المجلس النيابي، ونطبّق الدستور وننتخب رئيساً في الجلسة المقبلة». فيما توجه الى باريس وزير المال علي حسن خليل وتردّد أن لقاء سيجمعه بالحريري.
اللواء
شروط متبادلة بين الحريري وعون اسمها الحركي التفاهم مع برّي
مرجع في 8 آذار: العهد الرئاسي المنتظر قد يكون أسوأ من الفراغ الحالي
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول :”في الملف الرئاسي، يبدو الانتظار سيد الموقف وفقاً لمرجع بارز في 8 آذار، فمن جهة ابلغ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون ان اعلان ترشيحه رسمياً مرتبط بتفاهمه مع كل من رئيس «مجلس النواب» نبيه بري ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية وبالتالي اتفاق تكتل 8 آذار على تسميته كمرشح موحد للرئاسة الاولى، ومن جهة اخرى اشترط عون على الحريري ان يعلن ترشيحه على الملأ قبل ان يبدأ في البحث عن تفاهمات مع اي طرف في فريقه”.
وعليه، جزم المرجع بأن الازمة الرئاسية اقله داخلياً تفتقر الى عامل الثقة بين من يفترض بأنهم سيعيشون تحت سقف السلطة لمدة ست سنوات، مع الاشارة الى ان التفاهمات المفترضة التي سيبرمها عون مع الرئيس بري لن تكون عن قناعة انما من منطلق تأمين عبوره اللازم الى قصر بعبدا، وهذا يقودنا الى الاستنتاج والجزم بأن العهد الرئاسي المنتظر قد يكون اسوأ من الفراغ الحالي.
وفيما تحاول أوساط الرابية اشاعة اجواء من الايجابية الرئاسية، قلل المرجع وهو احد المعنيين المباشرين بهذا الملف من أهمية ذلك، على اعتبار بأن الحريري خفت اندفاعته وما زال يبحث حتى اللحظة عن عراب لمبادرته، هذا اذا استبعدنا ما وصلنا من معلومات من جولة الحريري الخارجية والتي تفيد بأن الرجل يبحث عن حل رئاسي ثالث وعن جهة ما تسوقه له داخليا اذا وصل الى طريق مسدود.
طبعا، لا يعني هذا الكلام بأن الحريري لن يعلن ترشيح عون، لكن حتى التبني الرسمي وفقاً للمرجع نفسه، قد يكون مقدمة لتسوية مغايرة عن المخطط له لا سيما وأن هناك من يحاول من تحت الطاولة انتخاب رئيس على قياس رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية او وزير الخارجية السابق جان عبيد.
وبالتالي، فان خاتمة الاحزان الرئاسية لا يمكن ان تحسم نهائيا قبل انتهاء الجلسة المقررة لانتخاب الرئيس العتيد والتي قد تشهد تطورات دراماتيكية غير متوقعة، وهذا يعني بأن على عون التروي والتفاهم مع بري حتى لا يقع في الفخ.
وفي حين وصف المرجع الملف الرئاسي بالـ«مكركب عالآخر» غامزاً من كلام الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله حين استعاض بلقب «فلان» لرئاسة الحكومة دون ان يسمي الحريري بالاسم او يلمح لذلك.، الا انه لفت في المقابل الى ان الامور تبقى بخواتيمها وما علينا الا انتظار ما ستسفر عنه الاتصالات والتفاهمات الجانبية السرية حول هذا الملف.
البناء
اليوم في لوزان محاولة لترميم الصدوع الإقليمية والدولية من البوابة السورية
إيران تنجح بفرض شراكة مصر والعراق لإقامة توازن بوجه تركيا والسعودية
فرنسا تحاول تعويض خسائرها السورية بالانفتاح على مبادرة الحريري العونية
أما صحيفة البناء فكتبت :”بينما يستعدّ العماد ميشال عون لتقديم مسودة أولى لخطاب رئاسي على مقربة من قصر الرئاسة بعد آمال طوال بدخول قصر بعبدا رئيساً، فيما تجد فرصته الرئاسية هذه المرة أفضل شروطها قياساً بالمرات السابقة، يستعدّ الجيش السوري للتقدّم في أحياء شرق حلب بعدما صار حي بستان الباشا بيده كلياً، وصار حي الشيخ سعيد بحكم الخاضع لسيطرته، وهما بوابتا شرق حلب من الشمال والجنوب، وتتساقط تباعاً المواقع الهامة للجماعات المسلحة المدعومة من السعودية وتركيا، في ريف دمشق وشمال حماة بيد الجيش”.
على إيقاع هذين المسارين تتسابق مبادرات التسويات السياسية مع عناصر التعطيل، سواء ما يبذل داخل تيار المستقبل بقيادة الرئيس فؤاد السنيورة لزرع الفخاخ في طريق المبادرة التي يدير الرئيس سعد الحريري مشاووات داخلية خارجية حولها، أو عبر تغريدات سعودية مشفوعة بالرسائل القطرية التي لا تخلو من قلق «إسرائيلي» من وصول حليف وثيق الصلة بحزب المقاومة الرئيسي الذي يمثله حزب الله إلى رئاسة الجمهورية، وتظهر المساعي السياسية بقوة في المسار الإقليمي الدولي بانعقاد أول اجتماع لترميم الصدوع في لوزان السويسرية يضمّ بدعوة روسية أميركية كلاً من إيران والسعودية وتركيا وقطر، ومصر والعراق اللتين نجحت إيران بفرض مشاركتهما كشرط لحضور الاجتماع.
اجتماع لوزان الذي يضم مصر والعراق مع السعودية وإيران يضع اللاعبين الكبار في المنطقة وجهاً لوجه، فيما تكتسب إيران المزيد من الحضور بعلاقة تتوطّد مع مصر بعد فتح مكتب لرعاية المصالح المصرية في طهران، ويلحقها قيام الرباط بتعيين سفير بعد قطيعة طويلة، وتبدو تركيا مرتبكة في التوفيق بين علاقتها بإيران وروسيا وعلاقتها بواشنطن والرياض، بينما يقف العراق في صف إيران، متقدّماً الصفوف بلهجة قاسية في التخاطب مع العبث السعودي والتلاعب التركي.
الخماسي الإقليمي الإيراني العراقي المصري السعودي التركي، يشكل بغياب «إسرائيل» فرصة لإرساء قواعد نظام إقليمي جديد، من بوابة إحياء التفاهم الروسي الأميركي حول سورية إذا كانت السعودية وتركيا قد استخلصتا الدروس من منهج التعطيل وطريقه المسدود.
لبنانياً، وعلى المسار الرئاسي بدت فرنسا وفقاً لمعلومات مصادر مطلعة، منفتحة على مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية القائمة على دعم ترشيح العماد ميشال عون، بعدما خسرت رهان التصعيد في سورية، وتدفع الثمن باستبعادها عن اجتماع لوزان، فقد نقلت المصادر ما وصفته بتشجيع فرنسي للرئيس الحريري على المضيّ قدماً في مبادرته، وأرادت أن تصل رسالتها إلى إيران وحزب الله كعلامة حسن نية بعد التورّط الفرنسي بمواقف تصعيدية عدائية في الحرب السورية وقفت بنسبة كبيرة وراء التشجيع على المواقف المعطّلة للتفاهم الروسي الأميركي، سواء بتشجيع السعودية على العناد أو بإرسال مواقف ترفع منسوب التصلّب لدى الجماعات المسلحة وتوحي بالقدرة على تقديم المزيد من أسباب القوة لها.
الأنظار الى قصر بعبدا…
تتجه الأنظار الى قصر بعبدا، حيث سيُطلق العماد ميشال عون من على مشارفه خطابه في الاحتفال الشعبي الذي يقيمه التيار الوطني الحر بذكرى 13 تشرين الأحد المقبل، وبالتالي سيعكس مستوى ومضمون الخطاب منسوب التقدم مع الحريري على صعيد الرئاسة واحتمالات حسم الملف لصالح انتخابه في جلسة 31 تشرين الحالي.
وأشارت مصادر نيابية في التيار الوطني الحرّ لـ «البناء» الى أن «كلمة العماد عون لم تُحسَم ولم تكتمل بعد لجهة المضمون والمستوى التصعيدي أو التهدئة بانتظار تطوّرات ما ستحصل خلال الـ 48 ساعة المقبلة، مرجّحة أن تنسجم مواقفه مع الأجواء الإيجابية في الرئاسة». ولفتت الى أن «الرئيس سعد الحريري يتقدم في خطواته الإيجابية المدروسة تجاه تسمية عون ولم يظهر حتى الآن أي أمور أو جهات داخلية أو خارجية معرقلة، بل هناك هواجس لدى بعض الأطراف ومطالب بالشراكة في التسوية، وعون والحريري جاهزان لتبديد هذه المخاوف وطمأنة أي مكون وطرف سياسي». ولم تر المصادر في الموقف السعودي أنه «يعرقل مسار التسوية، بل تعتبر أن المواقف في المملكة تتفاوت بين المتفرج واللامبالي تجاه حراك الحريري ولم يخرج أي موقفٍ سلبي حتى الآن».
وعن اتهام تيار المستقبل للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأنه ومن خلال خطابه الأخير يقطع الطريق على عون ولا يريده رئيساً، أجابت المصادر: «فليأخذ المستقبل قراره النهائي ويعلن عون رسمياً ولاحقاً نتكفّل مع حزب الله بتسهيل الأمور مع فريقنا السياسي». ولفتت المصادر العونية الى أن «الحريري وضع عون بأنه سيستكمل جولته واتصالاته الخارجية ليستطيع ترسيخ المبادرة ومنحها الغطاء الدولي»، مشيرة الى أن «الخطوة الأولى تقع على عاتق المستقبل وبعدها تسهيل الأمور مع الحلفاء يتكفلها عون، ورجّحت المصادر حدوث تطور نوعي في الرئاسة في 31 تشرين وربما قبله»، معولة على «جهود الحريري بتسويق ما تم التوصل اليه مع التيار على المستوى المحلي والخارجي».
جنبلاط وفرنجية يغرّدان…
والى أن تنضج الظروف داخلياً وخارجياً وتحمل التسوية رئيساً الى بعبدا، يملئ بعض اللاعبين المحليين في الرئاسة الوقت الضائع بتوجيه بعض الرسائل السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عبر «تويتر»، داعياً الى استعجال إجراء الانتخابات الرئاسية بمعزل عن «السلل الفارغة»، ذلك أن «أي جهة سياسية أو حزبية معينة لا تستطيع تحمل تبعات إمكانية الانهيار في ظل هذا الوضع اليائس». وقال: «كفانا جدلاً بيزنطياً من هنا وهناك حول كيفية انتخاب الرئيس، وكفانا سلالاً فارغة وأوهاماً بأن لبنان في جدول أولويات الدول، هناك فوضى عالمية عارمة، لذلك التسوية الداخلية أياً كان ثمنها تبقى أقل كلفة من الانتطار، لأن التسوية السياسية في انتخاب رئيس أهم من فوائد قصيرة المدى في إغراءات آنية قد تكون مضرّة على المدى الطويل». وتابع «لا اعتقد أن حزب الله وغيره من القوى الموجودة تستطيع تحمل مخاطرة الفراغ».
أما رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية فقد نشر عبر حسابه على تويتر فيديو لسيارة «برتقالية» تسيَّر عن بُعد، «تحوم داخل غرفة مغلقة وترتطم مراراً بالجدران والأبواب وتدور في أرضها».
و»التيار» استكمل جولته
في غضون ذلك، واصل «التيار الوطني الحر» جولاته على الأطراف السياسية. فزار وفد منه يرأسه وزير التربية الياس بو صعب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في بكفيا، وأكد بو صعب بعد الاجتماع أن «موضوع الرئاسة أصبح قريباً، لكنه لم يُحسَم بعد». أما الجميل فأشار الى «أننا منفتحون للنقاش مع النائبين سليمان فرنجية وميشال عون للوصول إلى تفاهم في الانتخابات، تسمح لنا أن ننتخب أحد المرشحين من دون مناقضة ثوابتنا ومبادئنا»، مشيراً الى ان «حتى اليوم لا تفاهم، وقد نضع ورقة بيضاء أو قد نرشح شخصاً ثالثاً».
وقالت مصادر المشاركين لـ «البناء» إن «تطوراً حصل في موقف حزب الكتائب وحصل نقاش في بعض المواضيع على أن يستكمل لاحقاً، لكن الأجواء إيجابية وحزب الكتائب لديه شعارات ومبادئ، لكنه سيتعامل مع الملف الرئاسي بواقعية ولا اعتراض على شخص عون، بل طرح الجميل تساؤلات عدة وهواجس حيال بعض العناوين السياسية».
ولفتت المصادر الى أن «خلال جولة وفد التيار لم نلمس من القوى السياسية رفضاً قاطعاً لانتخاب عون بل كل طرف لديه هواجس معينة ورؤية للمرحلة الحالية وللتسوية الرئاسية»، موضحة أن عون لا يسعى الى الحصول على الأغلبية النيابية للتصويت له في المجلس، لأنه لن ينزل إذا لم يتوافر الإجماع الوطني حول انتخابه».
وقالت مصادر سياسية في 8 آذار لـ «البناء» إن «الجمود سيد الموقف في الاستحقاق الرئاسي»، متخوّفة من «مناورة في حركة الحريري تجاه عون لحرق المرشح الثاني في فريق المقاومة»، مشيرة الى أن «حزب الله يحاول تسهيل الأمور أمام الحريري وفصل مسار الرئاسي عن الوضع المتـأزم في المنطقـة لكي يـرى الى أيـن سيصـل الحريـري ومـاذا سيقدّم».
«المستقبل»: لا معطيات للحسم القريب
وقللت مصادر نيابية في المستقبل من منسوب التفاؤل العوني تجاه انتخاب رئيس في 31 الحالي، معتبرة أن المعطيات الحالية لا تشي بقرب انتخاب رئيس، ونفت لـ «البناء» المصادر كلام الوزير جبران باسيل عن اتفاقات حصلت بين عون والحريري حول الرئاسة، ولفتت الى أن «خطاب السيد نصرالله لا يوحي بأن حزب الله مستعدّ لتسهيل الأمور. فهو يقول لعون «قلع شوكك بإيدك» مع الرئيس نبيه بري والوزير فرنجية فضلاً عن السقف العالي ضد السعودية». وشددت المصادر على أن «الحريري غير مستعد أن يصطدم بحائط حزب الله مرة أخرى، كما حصل بترشيح فرنجية».
وأوضحت أن «الحريري يستكمل اتصالاته ولقاءاته في الخارج في محاولة لاستكشاف مدى التأييد الدولي والإقليمي لحراكه وللضغط على إيران لتسهيل الأمور». ونفت المصادر أن يكون الحريري قد طلب مساعدة فرنسا للضغط على السعودية لتسهيل الرئاسة»، معتبرة أن هدف هذا الكلام إظهار أن السعودية لا تريد عون وتعطل انتخاب الرئيس. وهذا هروب الى الامام وللتغطية على موقف حزب الله المعطل الذي لا يريد رئيساً ولم يقنع حليفيه بري وفرنجية بالسير بعون حتى الآن».
وعن حديث رسائل فرنجية الى المستقبل بأنه باقٍ على ترشيحه ولن ينسحب ولو بقي معه نائب واحد، دعت المصادر فرنجية الى «أن يقنع السيد نصرالله ونحن نسير معه». واستبعدت المصادر أن يعلن الحريري اسم أي مرشح وخصوصاً عون قبل التفاهم مع الأطراف على انتخابه».
التهديد الأمني لا يزال موجود
أمنياً لا تزال الإنجازات التي حققتها الأجهزة الأمنية وتحديداً خلال ليالي عاشوراء تلقي بثقلها على المشهد الداخلي والتي تمكّنت من إنقاذ الضاحية الجنوبية وبعض المناطق من عمليات إرهابية، كادت تؤدي الى كارثة لو تمّ تنفيذها، وقالت مصادر أمنية لـ «البناء» إن «حجم الخلايا التي تمّ اكتشافها ونوعية العمليات التي كانت تنوي تنفيذها يدلّان على أن الخلايا الإرهابية لا تزال موجودة وتتحين الفرص لتنفيذ مخططها وأن لبنان لا يزال جزءاً من المشروع الإرهابي، كما أظهرت مدى السهر الأمني المتميّز من مخابرات الجيش والأجهزة الرسمية ونجاح لافت للأمن العام الذي دخل حديثاً الى هذا المضمار، فضلاً عن تعاون الشعب مع الأجهزة وتمكّنها من كشف الشبكات الإرهابية قبل تنفيذ العمليات وليس بعدها»، مشدّدة على أن هذه الإنجازات كانت نتيجة عدم تدخّل السياسة بالأمن واحتراف لدى الأجهزة، لكن لا يزال التهديد موجوداً وفي المقابل قدرة المواجهة على إحباط العمليات عالية جداً»، وتخوّفت المصادر من تحول مخيم عين الحلوة الى ملجأ لقيادات داعش الارهابية وغرفة عمليات لهم».
المصدر: صحف