وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة الصوم لهذ العام، وقال فيها: “نهنىء اللبنانيين والمسلمين بحلول شهر مبارك دعينا فيه الى ضيافة الله تعالى لنكون من اهل التقوى والصلاح عاملين بما امرنا سبحانه تعالى ملتزمين نهج الاستقامة والفلاح، فنخلص لله في عبادتنا ونصلح وضعنا ونصحح مسيرتنا، فهذا الشهر هو أفضل الشهور كما قال رسول الله “هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله”. وهذه الضيافة تحتاج إلى حسن الوفادة والعمل والتحلي بمكارم الأخلاق والعمل بما يرضي الله ويبعدنا عن معاصيه، حتى يحقق الصوم معاني التقوى في نفوس الصائمين مصداقا لقوله تعالى *يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”.
أضاف: “ان التقوى هي ابرز مقاصد الصوم التي تقتضي منا أن نتقي الله في عباده فنرحم بعضنا البعض ونبر الأيتام ونصل الارحام ونحفظ العائلات المستورة ونمد يد العون لكل محتاج وفقير فنكون سندا لكل الناس، وشهر رمضان خير مناسبة للتخفيف عن شعبنا الذي يعيش ضائقة اقتصادية صعبة تتفاقم شدتها بفعل جائحة كورونا واستغلال الفاسدين من محتكرين وتجار أزمات يستكملون مسيرة النهب والسرقة التي انتهجتها طبقة سياسية فاسدة أسهمت في انهيار البلد المستهدف تاريخيا من العدو الصهيوني والإدارة الأميركية، بغية تجويع شعبه واخضاعه لاملاءات وضغوط تبدأ بالتوطين ولا تنتهي مع ملف سرقة خيرات وثروات لبنان، وإيجاد شرخ بين المقاومة وبيئتها”.
وتابع: “من روحية الصوم الهادفة، نناشد السياسيين في لبنان ان يتقوا الله في عباده ويرحموا اهل الأرض ليرحمهم رب السماء، فيمتنعوا عن المناكفة والكيدية والمحاصصة ويقلعوا عن السجالات العقيمة والخطابات المتشنجة، ويشكلوا حكومة انقاذية قادرة على حفظ المواطن وصون كرامته وتوفير مقومات عيشه الكريم من خلال إقامة دولة المواطنة العادلة الحاضنة لأبنائها تحت مظلة القانون والمؤسسات. ان حكومة الإنقاذ اكثر من ضرورة وطنية لبقاء لبنان وحفظ شعبه ومؤسساته، فالمطلوب من الجميع تنازلات متبادلة ليس لحساب أشخاص انما لحساب وطن مهدد في كيانه واستقراره وأمنه وسلامه، وندعو اللبنانيين الى اتخاذ العبر والاتعاظ مما اصاب بلدهم من أزمات وفتن ولا سيما اننا اليوم في ذكرى الحرب الفتنة التي عصفت بالوطن”.
وأردف: “نطالب الجميع بالتجاوب مع أي مبادرة ومسعى يلجم الانهيار ويحقق توافقا سياسيا ينتج حكومة اصلاحية همها الأول والأخير مصلحة الوطن والمواطن على السواء. ونطالب اللبنانيين بالتضامن الوطني ودعم الجهود المبذولة لاستعادة المال العام المنهوب والافراج عن أموال المودعين في المصارف، وتثبيت سعر النقد الوطني والمحافظة على القيمة الشرائية لليرة اللبنانية”.
وختم: “مبارك للصائمين صومهم، وأسأل الباري عز وجل ان يتقبل أعمالهم وان تحل بركات هذا الشهر على المؤمنين بالخير والسلام والطمأنينة، وقد صرف الله تعالى الوباء والبلاء عن بلادنا وكل الشعوب وأنعم بفيوضات رحمته على أهلنا وشعوبنا وعلى وطننا بالاستقرار والازدهار والرخاء”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام