أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالأطعمة التي تحتوي على الفلافانول مثل التوت، والشاي، والتفاح يميلون إلى أن يكون لديهم ضغط دم منخفض.
ودرس الباحثون في المملكة المتحدة الأنظمة الغذائية لأكثر من 25000 شخص هناك، وقارنوا ما يأكلونه مع ضغط الدم، وهو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وبينما وجدت دراسات أخرى صلة بين الفلافانول والفوائد الصحية، كانت هذه الدراسة هي الأولى التي تقيس تناول المركبات بموضوعية باستخدام المؤشرات الحيوية الموجودة في البول.
ويمكن أن تختلف كمية الفلافانول في بعض الأطعمة بشكل كبير. وعلى سبيل المثال، الكمية الموجودة في الشاي، أحد المصادر الرئيسية في النظام الغذائي في المملكة المتحدة، تتراوح من 10 ملليجرامات لكل 100 جرام من الشاي إلى 330 ملليجراماً لكل 100 جرام من الشاي.
وقال إيان جونسون، باحث في التغذية وزميل فخري في معهد كوادرام للعلوم الحيوية في المملكة المتحدة: “هذا تحقيق مهم وعالي الجودة لبعض التأثيرات الفسيولوجية للفلافانيدات الغذائية لدى عدد كبير من سكان المملكة المتحدة”. ولم يشارك جونسون في البحث.
وقال لمركز “Science Media” في لندن: “تكمن أهميته في استخدام المؤشرات الحيوية الموضوعية القابلة للقياس الكمي لتناول الفلافانويد، على عكس التقديرات المبنية على مقاييس غير دقيقة بالضرورة لتناول الطعام وتكوينه، وباستخدام هذا النهج، تمكن المؤلفون من إظهار أن ضغط الدم الانقباضي كان أقل لدى المشاركين الذين يستهلكون كميات أكبر من الفلافانويد، مقارنة بمن يستهلكون أقل كمية منها”.
ووجد الباحثون أن الاختلاف في ضغط الدم بين الأشخاص الذين لديهم نسبة أقل من 10٪ من تناول الفلافانول وأولئك الذين لديهم نسبة أعلى من 10٪ كان بين 2 و 4 ملم زئبق.
ومع ذلك، أوضحت الدراسة إنها كانت قابلة للمقارنة مع التغيرات في ضغط الدم التي لوحظت لدى أولئك الذين يتبعون حمية البحر الأبيض المتوسط أو النهج الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم (DASH)، أو تقليل تناول الملح بشكل معتدل.
ولم تجد الدراسة صلة بين تناول الفلافانول وخطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، ولم يكن هناك ارتباط بالوفيات – سواء من أمراض القلب والأوعية الدموية أو أي سبب آخر.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك حاجة لإجراء تجارب على نطاق واسع لاختبار الاكتشاف القائم على الملاحظة بأن ضغط الدم يمكن تفسيره بالاختلافات في تناول الفلافانول.
والفلافانول هي مجموعة فرعية من مركبات الفلافونويد، والتي توجد في الأطعمة مثل الشاي (الأخضر بشكل أساسي ولكن أيضًا الأسود) والفاكهة مثل التفاح، والكمثرى، والتوت. ويعتبر الشاي في المملكة المتحدة أكبر مصدر في الأنظمة الغذائية لمعظم الناس.
وفي النباتات، تعمل المركبات بشكل أساسي للدفاع عن النبات ضد الحيوانات المفترسة أو الآفات. وبالنسبة للبشر، فإن العديد من هذه المركبات لها تأثير بيولوجي، على الرغم من أن الآلية الدقيقة غير مفهومة.
وأوضح آدا جارسيا، محاضر بجامعة جلاسكو لم يشارك في البحث، لمركز “Science media” في لندن:”الشاي، والتفاح، والتوت، والمكسرات والعديد من الأطعمة النباتية الأخرى تحتوي على مركبات الفلافانول، (و) هذه مكونات غذائية نشطة بيولوجيًا معروفة جيدًا بأنها مرتبطة بعوامل خطر أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كما هو موضح في هذه الدراسة الكبيرة والتي أجريت بشكل جيد للغاية”.
المصدر: سي ان ان