كفيلٌ طول طوابير السيارات على محطات الوقود في الانتظار لملء خزاناتها الفارغة، للدلالة على حجم أزمة المحروقات لدى السوريين كجزء أساسي من أزمات بلادهم، هي مسافة تطاول عمرَ أزمةٍ مُعنوِنةً بالكثير من الأسباب والأحداث، حوّلت سورية من بلد قادر على تصدير فائض النفط، إلى بلد يعاني ازمة مشتقات نفطية نتيجة الكثير من تراكمات الحرب على سوريا واستمرار الحصار.
كل ما في البلاد مرتبط بالوقود، من أسعار السلع وغيرها وحتى توفرها نتيجة انخفاض قدرة التجار على نقلها للأسواق، في حين أنَّ المواطن الذي لا يملك وسيلة نقل خاصة يحاول الخروج من منزله قبل وقته المعتاد ليؤمن وصوله إلى العمل ضمن الوقت المحدد. باختصار هذا هو المشهد العام في شوارع المدن السورية، بينما يقوم تنظيم “قسد” بالسيطرة على مكامن النفط الرئيسية شمال شرقي البلاد والتصرف بها بعد محاولة استملاكها عن طريق سرقتها وبيعها بدعم تركي أمريكي مما يزيد الضغط على الشعب السوري.
وبما أنه لا بد من توضيح رسمي، فقد قصد موقع قناة المنار مكتب وزير النفط السوري المهندس بسام طعمة، وفي حديثه للموقع أكد أن أهم حقول النفط السوري تحتلها القوات الاميركية، وهذه الحقول مملوكة للشعب السوري، بهذا السلوك حسب الوزير طعمة، فإن أميركا تقوم بمعاقبة الشعب السوري رغم كل ادعاءاتها بالحفاظ على حقوق الإنسان، فالازمة ما هي إلا نتيجة لهذا السلوك الاميركي بالتعاون مع عصاباته التي تقوم بتهريب النفط السوري إلى خارج سورية.
حصار مطبق يتضح من تنويه الوزير طعمة إلى أن القوات الاميركية علاوة على ما تقوم به في الشمال الشرقي حيث تحتل ذلك القسم من الأراضي السورية، فإنه يمنع وصول النفط من الجهة الجغرافية المقابلة إلى شواطئ سورية. وهذا العمل الغربي بقيادة واشنطن يؤكد أن كل ما تدعيه أميركا والدول الغربية الحليفة يستهدف الشعب السوري بكل فئاته، مما يتجاوز وينتهك القوانين الدولية.
حلول لدى الحكومة السورية تعمل عليها، لم يرغب الوزير المعني بالإفصاح عنها، مشيراً إلى أنها من أسرار عمل الحكومة، فالوسيلة لم تنعدم وهم يعملون على حل هذا الجزء من الازمة على أمل ان تكون في نهاية الشهر قد وصلت إلى نهايتها.
أزمات البلاد متعددة الجوانب وأحد جوانبها هو ما يعتبر أحد الأوجه الأساسية لسير الأمور الحياتية، وهنا يأمل السوريون ألا يعانوا أكثر من ذلك.
المصدر: موقع المنار