وجدت دراسة جديدة مثيرة للقلق أن علاجا طبيا واحدا من بين كل 10 علاجات، مدعوم بأدلة عالية الجودة، ما يقوض إلى حد كبير البحث الطبي الأكاديمي لسنوات إن لم يكن لعقود قادمة.
وفحصت الدراسة، التي نشرت في مجلة علم الأوبئة السريرية يوم الثلاثاء، وقادها جيريمي هويك، مدير برنامج أكسفورد للتقمص العاطفي، 154 مراجعة علاجية منهجية نُشرت بين عامي 2015 و2019.
ومن المثير للقلق أن هويك وزملاءه الباحثين، وجدوا أن 15 فقط (9.9٪) لديها أدلة عالية الجودة، وفقا لأسلوب المعيار الذهبي GRADE (تصنيف التوصيات والتقييم والتطوير).
وتبين أن زهاء 37% المائة لديها أدلة معتدلة، و31% لديها أدلة منخفضة، و22% بأدلة منخفضة الجودة تدعم مسار العمل المقترح.
وتعزز هذه النتائج المذهلة القلق المستمر منذ عقود، بشأن الأوساط الأكاديمية الطبية، والتي تتجه نحو البحث الأقل جودة.
وفي الواقع، قد يؤدي هذا الاتجاه بالذات إلى نشر حلقة مفرغة، ما يقوض البحث المستقبلي المستند إلى أدلة ضعيفة الدعم من التجارب السابقة، والتي لا تصمد أمام معايير التدقيق المناسبة.
وبينما يجادل البعض في المجتمع العلمي بأن المعيار الذهبي صارم للغاية، بحيث لا يكون مفيدا في المقام الأول، وهو أمر يقر الباحثون بأنه ممكن في ظروف محدودة، قد تكون الدراسة الجديدة مجرد انعكاس لتخفيف تجمع البحث، من خلال نشر الكثير من التجارب ذات الجودة الرديئة.
وينتقد فريق البحث، مثل العديد من أقرانهم، عقلية “النشر أو الهلاك” السائدة في الأدبيات الأكاديمية الطبية.
ويستخدمون PubMed، وهي قاعدة بيانات للمراجع وملخصات الأدبيات الطبية، التي أنشأتها المكتبة الوطنية للطب، كمثال.
وتنشر PubMed الآن بمعدل 30 تجربة جديدة تقريبا يوميا، أو 12000 تجربة في السنة. ويوجد الآن عدد كبير جدا من المراجعات المنهجية لتجميع كل هذه التجارب، مع 2000 منشور سنويا في PubMed وحدها.
ويسلط هويك وزملاؤه الضوء مرة أخرى على الحاجة الملحة لتحسين جودة البحث، وليس كميته. ويجادلون بأنه لا يوجد حاليا دليل على أن جودة البحث قد تحسنت في الثلاثين عاما الماضية.
المصدر: روسيا اليوم