أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنه تم القضاء على فيروس شلل الأطفال البري في أفريقيا.
وصرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال حدث تم بثه على الهواء مباشرة: “نجتمع اليوم معاً لنحتفل بإنجاز تاريخي في مجال الصحة العامة، وهو شهادة القضاء على فيروس شلل الأطفال البري في المنطقة الأفريقية، نهاية شلل الأطفال البري في أفريقيا يعد يوم عظيم”.
وكان شلل الأطفال يعد فيروساً شائعاً، ويمكن أن يؤثر على الأعصاب ويسبب ضعف العضلات أو الشلل عند بعض الأطفال الصغار، ولا يوجد علاج له، إلا أن التطعيم يمكن أن يمنع الإصابة بالعدوى.
تعمل الحكومات والمنظمات غير الربحية منذ عام 1996 لمحاولة القضاء على الفيروس من القارة الأفريقية من خلال حملات التطعيم المستمرة.
وجزء كبير من جهود الاستئصال كانت من خلال المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، التي أنشئت في عام 1988 وتقودها الحكومات الوطنية و5 شركاء، وهم منظمة الروتاري الدولية، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس.
وهنأ كل من وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي، أليكس عازار، ومدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الدكتور روبرت ريدفيلد، والرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا جيتس، قارة أفريقيا بتحقيق مهمة القضاء على شلل الأطفال خلال حدث إصدار الشهادات لهذا الإنجاز يوم الثلاثاء، وقال: “اليوم هو يوم تاريخي للصحة العالمية، وهو سبب للاحتفال بكل من يعمل على تحسين صحة الأفارقة. تهانينا لكل من ساعد في تحقيق ذلك”.
وأراد المسؤولون التأكد من أن شلل الأطفال قد اختفى بالفعل وانتظروا 4 سنوات منذ تشخيص حالة الإصابة الأخيرة بالفيروس البري.
ووفقاً لبيان منظمة الصحة العالمية، “تم اكتشاف آخر حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري في المنطقة عام 2016، في نيجيريا. ومنذ عام 1996، حالت جهود القضاء على شلل الأطفال دون إصابة ما يصل إلى 1.8 مليون طفل بالشلل مدى الحياة فضلاً عن إنقاذ نحو 180 ألف شخص”.
وهذا لا يعني عدم إحتمالية إصابة أي طفل بأعراض شلل الأطفال. ويمكن للفيروس الضعيف المستخدم في صنع اللقاح الفموي أن يعيش في بعض الأحيان في المجموعات السكانية غير المحصنة بشكل كافٍ، وإذا انتشر لفترة كافية، يمكن أن يتحول مرة أخرى إلى شكل خطير. ويطلق عليه فيروس شلل الأطفال المنتشر المشتق من اللقاح.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن 16 دولة أفريقية تكافح حالياً تفشي هذه السلالة المشتقة من اللقاح، وتشير عبر موقعها على الإنترنت إلى أن “خطر انتشار فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح يتضاءل من حيث الأهمية بالنسبة لفوائد الصحة العامة الهائلة المرتبطة بلقاح شلل الأطفال الفموي”.
ولهذا السبب، يحصل الأطفال في البلدان النامية على جرعتين من اللقاح، اللقاح الفموي، الذي يُعطى على شكل قطرات سهلة الإعطاء، ولقاح عن طريق الحقن مصنوع باستخدام فيروس شلل الأطفال المعطل تماماً والذي لا يمكن إعادة تنشيطه.
ويحصل الأطفال في البلدان المتقدمة على اللقاح عن طريق الحقن فقط، ولكنهم بحاجة إلى أربع جرعات للحماية الكاملة.
وتم إيقاف انتشار فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاح في الماضي بسرعة من خلال جولتين إلى 3 جولات من حملات التحصين عالية الجودة. ويتمثل الحل لجميع حالات تفشي شلل الأطفال في تحصين كل طفل عدة مرات بلقاح الفم لوقف انتقال شلل الأطفال، بصرف النظر عن مصدر الفيروس، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وكانت آخر منطقة تم فيها استئصال شلل الأطفال البري هي جنوب شرق آسيا، وتم القضاء على شلل الأطفال في الأمريكتين وأوروبا ومعظم أستراليا والآن في أفريقيا. وتنتشر حالياً سلالات شلل الأطفال البري في بلدين فقط، وهما أفغانستان وباكستان.
وقالت منظمة الصحة العالمية: “انخفضت حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال البري بنسبة تزيد عن 99% منذ عام 1988، من ما يقدر بنحو 350 ألف حالة في أكثر من 125 دولة موبوءة آنذاك، إلى 175 حالة تم الإبلاغ عنها في عام 2019”.
ووصف بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت والرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا جيتس، ذلك بأنه “إنجاز تاريخي وانتصار للصحة العامة لأفريقيا”، مؤكدا أنه من المهم حماية هذا التقدم الآن أكثر من أي وقت مضى، وأشار إلى أن شلل الأطفال البري لا يزال موجوداً في باكستان وأفغانستان، وحتى يزول في كل مكان لا يزال بإمكانه العودة.
كما أبرز ريدفيلد مدير مراكز السيطرة على الأمراض أنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به، مشيراً إلى أنه يجب على كل دولة الاستمرار في التطعيم للحفاظ على مستويات عالية من الحماية.
المصدر: سي ان ان