دعا رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامر قبلان اللبنانيين الى الاتعاظ من الحرب الفتنة التي عصفت بلبنان واتخاذ العبر منها لتكون ذكرى 13 نيسان 1975 صفحة من الماضي الأليم و مناسبة لنبذ الاحقاد وترك الخلافات والانخراط في مشروع الدولة العادلة التي تحتضن كل اللبنانيين وتلغي التمايز الطائفي والمناطقي وتنسف سياسة المحاصصة والمحسوبيات والتلزيم بالتراضي واستباحة المال العام، فاللبنانيون مطالبون اليوم اكثر من أي وقت مضى بترسيخ تضامنهم الوطني وتعميق وعيهم السياسي والتطلع الى المستقبل الأفضل لابنائهم في وطن معافى من البلاء والوباء والأزمات والحروب، ولا سيما ان لبنان يختزن الطاقات الطموحة والكفاءات النزيهة التي احبطها نظام الامتيازات الطائفية وقتل فيها مقومات الابداع ، وآن الاون لقيام الدولة المدنية المرتكزة على المواطنة الصحيحة التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.
ورأى سماحته ان أولى واجبات الحكومة المحافظة على حقوق مواطنيها المالية بحفظ مدخراتهم في المصارف و تثبيت سعر النقد اللبناني واطلاق خطة إنقاذية للنهوض الاقتصادي تجنبه الانهيار مما يحتم اطلاق نهج اصلاحي في الأداء الرسمي يرتكز على الشفافية والمحاسبة انطلاقاً من استعادة المال العام المنهوب ومكافحة الفساد ولجم الاحتكار والتضخم ودعم القطاعات الإنتاجية من صناعة وزراعة ونحوهما، بعد ان نجحت خطتها الصحية في الحد من انتشار وباء كورونا بشكل واسع، وعلى اللبنانيين الالتزام الكامل بخطة التعبئة العامة والامتثال الى قرارات الحكومة و توجيهات وارشادات وزارة الصحة والجهات المختصة.
وراى سماحته ان ذكرى 13 نيسان مدعاة لتذكر المآسي التي حلت بلبنان وابقاء ذاكرتنا مفتوحة على ويلات الحرب الطائفية حتى لا تتكرر تجربة الحرب الفتنة في بلادنا فنعمل كلبنانيين على نبذ الطائفية والعصبية وترسيخ وحدتنا الوطنية وتحصينها بالتعاون والتشاور لما فيه صلاح الوطن واهله، فلبنان يقوى ويتحصن بتضامن اللبنانيين والتفافهم حول دولتهم ومؤسساتها الدستورية وتأكيد الشراكة في الحكم من خلال التشاور والتوافق بين المكونات الوطنية.
وهنأ سماحته اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصاً بعيد الفصح المجيد الذي يدعونا الى العودة الى تعاليم الأنبياء والاقتداء بسيرة السيد المسيح (ع) في التواضع والايثار ومحبة الناس والتقرب الى الله في خدمة عباده ونبذ الأحقاد ليظل وطننا نموذجاً للعيش الواحد والتعاون المشترك والتضامن الوطني بين بنيه .
المصدر: موقع المنار