أقام “حزب الله” لمناسبة 11 تشرين الثاني يوم شهيد “حزب الله” والذكرى السنوية 37 لعملية فاتح عهد الاستشهاديين أحمد قصير، مراسم تكريمية في مكان العملية عند مدخل مدينة صور، في حضور وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش، وممثلين لأحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية وعدد من العلماء والفاعليات وعوائل الشهداء.
بعد تلاوة الفاتحة، أدت ثلة من مجاهدي المقاومة الإسلامية قسم العهد والولاء بالسير على نهج الشهداء، ثم وضع الوزير فنيش والحضور إكليلا من الزهر أمام النصب التذكاري للشهيد قصير، وكذلك وضع إكليل باسم منظمة التحرير الفلسطينية- فتح، وبعدها تحدث الوزير فنيش فاعتبر أن “سبب مواجهتنا للأوضاع الداخلية المعقدة، هو أداء وسياسات خاطئة تراكمت على مدى أكثر من عشرين سنة”.
وقال الوزير فنيش “إننا من موقعنا السياسي والتمثيلي أو المقاوم، منحازون بالضرورة إلى كل دعوة إصلاح أو تغيير لمواجهة فساد أو لمعالجة المشاكل الحياتية التي يئن منها المواطن، مع تقديرنا ومعرفتنا بخلفيات بعض القوى التي تريد أن تتلطى وتستغل هذا الحراك الشعبي الذي بدأ عفويا، وكتعبير عن صراخ ووجع وألم الناس، الذين يعانون من غياب فرص العمل ووجود المشكلات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، فهذه صرخة محقة ولا يمكن إغفالها، ولا يمكن لأحد أن يتجاهلها، ولكن لا يكفي أن نعبر عن ألمنا ووجعنا، فنحن بحاجة إلى مشروع ورؤية وبرنامج والتعامل مع قوى تغييرية بعيدة كل البعد عن ارتهان وعلاقات مع قوى خارجية”.
وأضاف “نحن نفرق ونميز بين دعوة ومطالب محقة ووجع الناس وقوى صادقة ومخلصة تريد حقا أن تصل إلى معالجة ما يشكو منه الناس، وبين من يطل برأسه بمشاريع سياسية لا يمكن أن تتحقق بين عشية وضحاها، وهي أشبه بدعوة إلى الفوضى والفراغ، وعليه، فإن أي إصلاح أو تغيير لا يمكن أن يتم بمعزل عن الآليات الدستورية”.
وأكد “أننا في بلد نعلم جيدا مدى دقة وضعه وتعقيد تركيبته، ولذلك بقدر ما نحن منفتحون على إصلاح بنية النظام، وعلى المضي في تطبيق ما نص عليه اتفاق الطائف لجهة إصلاح هذا النظام الطائفي الذي لا ينتج إلا المشاكل والعلل، والذي يحمي الفاسدين ويغطي من يرتكب، لا يمكن أن نقبل المساواة بين من كان أداؤه واضحا وصادقا ونزيها وشريفا، وبين من كان مقصرا ومرتكبا، وبالتالي ينبغي أن نفرق، وأي شعار يعمم هذا الاتهام، هو غطاء لمن كان فاسدا، وظلما بحق من كان في أدائه نقيا ونظيفا وكفؤا”.
ولفت الوزير فنيش إلى “أننا أمام أزمة سياسية تمثلت باستقالة الحكومة وبحكومة تصريف الأعمال، وفي الوقت الذي يئن فيه المواطن من تداعيات هذه الأزمة، تتفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية”، متسائلا: “هل يكفي أن نكون فقط في الشارع لنمارس الصراخ، أم ينبغي أن يتحول هذا الاحتجاج إلى حركة مطلبية هادفة تعكس نفسها في إعادة تكوين السلطة وبناء الدولة، ليكون هناك للبنانيين حكومة على مستوى تطلعاتهم، نتعامل معها بواقعية، دون أن يكون هناك إطلالة لمشاريع سياسية خارجية تهدف من خلال وسائل الاحتجاج إلى تغيير المعادلة السياسية أو إلى التفريط مما حققناه من تعزيز لسيادتنا، أو من مناعة واستقرار داخلي، أو من قوة ردع لمواجهة المحتل الإسرائيلي”.
وشدد على أن “المطلوب هو الإسراع في تشكيل حكومة دون إملاءات خارجية وارتهان لضغوطات خارجية، ودون تمكين المستغلين والموظفين لحاجتنا إلى مساعدات، لتكون هذه المساعدات سبيلا لتهديد حريتنا أو سيادتنا أو الإطاحة بالانجازات التي تحققت بفعل المقاومة”.
وتابع فنيش”نحن بقدر ما نكون منفتحين على كل حركة إصلاح أو تغيير في البلد، نحن متمسكون بإصرار على عدم تجاوز معادلة الردع، وعلى عدم تجاوز أي شرط من شروط تعزيز السيادة وتحصين الاستقرار والسلم الداخلي”.
بعد ذلك، توجه الحضور إلى مكان تنفيذ عملية الاستشهادي قصير في بلدة برج الشمالي، فوضعوا إكليلا أمام النصب التذكاري له، ثم توجه الجميع إلى مكان تنفيذ عملية مدرسة الشجرة الاستشهادية، حيث وضع إكليل أمام اللوحة التذكارية، لتختتم الجولة في جبانة مدينة صور، حيث وضع إكليل زهر عند ضريح الاستشهادي هيثم دبوق.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام