يواجه معظم الناس مستويات مختلفة من النعاس والنوم طوال اليوم، نتيجة لاختلاف الساعة البيولوجية لديهم، فما هي الساعة البيولوجية وكيف تعمل؟
تعرف الساعة البيولوجية أنها الية فطرية تتحكم في الأنشطة الفسيولوجية للكائن الحي والتي تتغير في دورة يومية أو موسمية أو سنوية، توجد في منطقة تسمى النواة فوق الترقوية، تقع فوق نقطة الدماغ مباشرة، تتلقى الإشارات التي تحتاجها من الضوء لمساعدتها للحفاظ على الوقت.
توصلت الأبحاث إلى أن ساعة الجسم لا تتحكم في ساعات النوم واليقظة والشيوخة فقط، بل هي مسؤولة أيضا عن الشعور بالجوع، اليقظة العقلية، المزاج، التوتر، ووظيفة القلب.
كيف تعمل الساعة البيولوجية؟
إن هرمون الميلاتونين هو المسؤول الأساسي عن تنظيم ساعة الجسم البيولوجية طوال حياتنا، ويتم إنتاج هذا الهرمون في الغدة الصنوبرية المتواجدة في الدماغ، و يزداد افرازه في ساعات الليل، ومع اقتراب الصباح يتم إيقاف إنتاجه مرة أخرى. وبالطبع هناك بعض الاختلافات الطبيعية في اليقظة اليومية أثناء النهار، فالقيلولة مثلًا ينام فيها الأشخاص خلال ساعات النهار، بالتالي الساعة البيولوجية تختلف من شخص إلى اخر بحسب ممارساته، ونمط حياته.
ولكي تعمل الساعة البيولوجية بشكل صحيح يتطلب وجود 3 مدخلات وهي:
-الجينات: تساعد الجينات على التحكم في دورة 24 ساعة في الساعة البيولوجية، وعندما يفتقر الأشخاص أو الحيوانات إلى تلك الجينات، فإن دورات النوم والاستيقاظ يمكن أن تختل أو تغيب تمامًا غائبة.
-الضوء: يحتاج الدماغ إلى إدخال ضوء الشمس من خلال العينين لإعادة ضبط ساعته البيولوجية يوميًا، وعندما يؤثر الإنسان على ساعته البيولوجية مثل أن يبقى في الظلمة بشكل مستمر، فإنه يحدث خلل في دورة 24 ساعة.
-درجات الحرارة: تؤثر درجة الحرارة على عمل هرمون الميلاتونين، ففي ساعات الليل تنخفض درجة حرارة الجسم، مما يزيد من إفراز الهرمون.
الأمراض والساعة البيولوجية
عندما يحدث خلل في الساعة البيولوجية – طفرة أو حوادث متكرر- فإن ذلك قد يزيد نسبة الإصابة بالأمراض التالية:
-السكري: في حال حدوث طفرة في مستقبلات هرمون الميلاتونين – المسؤول عن الساعة البيولوجية – فإن ذلك يزيد من احتمالية الاصابة بالسكري، كون الجينات التي تتحكم في مستقبلات الميلاتونين تشترك في إفراز هرمون الأنسولين.
-أمراض القلب: أن الخلل الوراثي في عمل الساعة البيولوجية في الدماغ، يؤثر أيضًا على النشاط الكهربائي في القلب، مما يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل في القلب.
-مرض الهوس الاكتئابي: أثبتت بعض الدراسات أن حدوث خلل في الجينات المسؤولة عن نشاط الساعة البيولوجية تزيد من نسبة الإصابة بمرض الهوس الاكتئابي.
-اضطرابات طور النوم المتأخر: يعاني المصابون بهذا المرض من مشكلة ضبط ساعات النوم والاستيقاظ في الساعة البيولوجية، والتي يمكن أن تكون غير مريحة عند محاولة جدولة أنشطة مثل العمل والمدرسة.
-أمراض نفسية أخرى: كما ارتبطت الساعة البيولوجية والصحة النفسية بحالات المرض مثل الزهايمر، باركنسون، هنتنغتون، اضطراب طيف التوحد، حيث يجد الباحثون أن الساعة البيولوجية المتعطلة يمكن أن تسبب ضعف إدراكي معتدل يأتي مع التقدم في العمر.
كيفية الحفاظ على الساعة البيولوجية
إليك بعض النصائح للحصول على ساعة بيولوجية سليمة:
-التزم بجدول النوم الذي يعمل بشكل جيد لجسمك للحفاظ على النظام في إيقاعه الطبيعي
-تأجيل اخر جزء من العمل في الصباح بدلاً من البقاء في وقت متأخر لإنهائه.
-إذا كنت مضطرا لتغيير وقت النوم، فمن الأفضل أن تفعل ذلك تدريجيا وليس بقفزة كبيرة.
-قم بإيقاف تشغيل التلفزيون وخففت الأضواء ليلًا، بما يشمل الهواتف والأجهزة اللوحية وأي شيء يضيء.
-لا تمارس الرياضة في غضون ساعتين قبل وقت النوم، لأنها قد تجعلك أكثر يقظة.
-ابتعد عن الوجبات الثقيلة، والأطعمة الحارة، والكافيين في الساعات المتأخرة، وتناول الكربوهيدرات الخفيفة بدلا من ذلك.
www.webteb.com/articles_19728
المصدر: ويب طب