عمل كثير من الدول المتطورة منذ فترة على جعل الطرقات مناسبة أكثر للسيارات، ولا تحتوي على الكثير من المنعطفات الحادة وتعتمد على نظم إنارة عالية الفعالية. لكن في الآونة الأخيرة تحوّل الاتجاه في تطوير الطرقات لتصبح أكثر ذكاء وأماناً.
لم يتوقف التطور التكنولوجي في عالم النقل عند محاولات تطوير السيارات وإضافة تكنولوجيات جديدة إليها فقط، بل اتّجهت العقول المُبدعة لتطوير الطرقات، لتصبح مكاناً أسهل للقيادة.
تتعدد الأساليب التي تعتمدها الدول لتطوير طرقات ذكية. ومن هذه الأساليب استخدام دهان ديناميكي يعتمد على التوهّجات، التي تظهر خلاله بيانات حال الطريق أمام السيارات لضمان انتباه السائقين الى التغيّرات الموجودة على الطريق أمامهم. وتزوّد تتفاعل مع السائق والسيارة لتوضيح حالات الطريق وانعطافاتها وتغيّراتها الطرقات السائق بتغيّر حالها من مستقيم الى متعرّج الى منعطفات بحسب تغيّر الألوان.
كذلك، يتغيّر لون هذه الطرقات في حالات تغيّر المناخ وتدني درجات الحرارة الى المعدلات التي تقلّ عن الصفر، لتظهر علامات تشير الى أنّ الطريق أصبح زلقاً.
,تعتبر عملية تمديد الأسلاك الكهربائية على طول الطرقات السريعة عملية مُكلفة وتستهلك الكثير من الوقت والجهد، بالإضافة الى الحاجة لصيانتها دائماً.
كما انّ تغذيتها بالكهرباء تكلّف الكثير من المال وأيضاً الكثير من الطاقة. ولحلّ هذه المشكلة قامت العديد من الدول باختراع سبل جديدة لإضاءة الطرقات لا تحتاج الى تكاليف باهظة من جهة، وتقلل من نسَب التلوث من جهة أخرى. فجاءت الطرقات الذكية مستخدمة الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة، مع إمكانية تخزين طاقة لمدة تتجاوز 10 ساعات.
إنّ تطوير الطرقات الذكية لتلائم السيارات الكهربائية أصبح أمراً لا بد منه في العديد من الدول، وذلك مع توجّه العديد من الشركات المصنعة للسيارات إلى إطلاق طرازات كهربائية بشكل تجاري. وهذا الأمر جعل العديد من مهندسي الطرقات في الدول المتقدمة يعملون على اختراعات جديدة، أبرزها توفير منصّات شحن موزّعة على الطرقات تستمد طاقتها من الطاقة الشمسية أو من طاقة حركة الرياح، تسمح لأصحاب السيارات الكهربائية بشحنها في الأماكن النائية حيث لا يوجد مقابس كهربائية.
وفي السياق عينه، برز اختراع جديد أيضاً، لكن لن يتم اعتماده قريباً بسبب تعقيدات كثيرة، وهو منح الطرقات القدرة على شحن بطاريات السيارات الكهربائية أثناء سيرها عليها.
وتعتمد هذه الطرقات على تقنية الشحن اللاسلكية، التي تعمل من خلال نقل الطاقة الى السيارات عبر وحدة إرسال مدمج في الطريق، الى وحدة استقبال مُثبتة في السيارة. وهذه التقنية تعتمدها بعض الشركات المصنّعة للهواتف، لكن على نطاق ضيّق.
المصدر: dpa