لطالما رُبط السكّر بتعزيز خطر الإصابة بمشكلات صحّية عدّة، ويُجمع الأطباء وخبراء التغذية على ضرورة الحذر من هذه المادة التي قد تختبئ في منتجات كثيرة مجهولة، كالكاتشب. لكن هل هذا يعني أنّ السكر غير مهمّ للجسم، وبالتالي يجب حذفه نهائياً من الغذاء؟
تنصح جميعة القلب الأميركية النساء بعدم استهلاك أكثر من 6 ملاعق صغيرة من السكر المُضاف في اليوم، و9 ملاعق صغيرة يومياً بالنسبة إلى الرجال. علماً أنه يمكن الاستمرار في تناول أطعمة غير مصنّعة تحتوي السكر طبيعياً، كالفاكهة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت اختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، إنه «يُشاع تسليط الضوء على الآثار السلبية للإفراط في السكر على الصحّة كزيادة الوزن خصوصاً في محيط الخصر، وتعرّض الأسنان للمشكلات، وإضعاف جهاز المناعة، وتفاقم الإلتهابات، وإجهاد الكبد، ورفع مستويات الدهون والكولسترول والتريغليسريد، وزيادة مقاومة الإنسولين، وتعزيز احتمال الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكري. غير أنّ الأبحاث الأخيرة أظهرت أنّ الاعتدال في السكّر له فوائد غير متوقعة تشمل:
طاقة فورية: السكّر قد يكون خياراً جيداً للحصول على طاقة فورية. يتحوّل السكر في الدم إلى غلوكوز تحصل عليه الخلايا للمساعدة على إنتاج الطاقة. إذا كنتم بحاجة إلى طاقة فورية، يمكنكم اللجوء باعتدال إلى السكر. من جهة أخرى، يمكن للسكر أن يؤمّن طاقة تتخطّى الدُفعة الفورية. فبعد تحويل الغلوكوز إلى طاقة سريعة الاستخدام، يقوم الجسم بتخزين بعضه على شكل طاقة يُستعان بها لاحقاً.
تحسين الدماغ: أنواع السكّر الطبيعية المتوافرة في العسل أو الفاكهة يمكن أن تعزّز من صحّة الدماغ. هذا الأخير يعجز عن إتمام وظائفه بشكل صحيح في ظلّ غياب مادة السكر. إذاً، يمكن استهلاك كمية ضئيلة من السكر لتحسين صحّة الدماغ.
رفع السكر وضغط الدم: بيّنت الدراسات الأخيرة أنّ الملح ليس الوحيد الذي يرفع معدل ضغط الدم، إنما تناول السكر قد يؤثر بدوره في ذلك. يمكن للأشخاص الذين يعانون هبوط ضغط الدم تناول السكر لزيادة ضغط الدم فوراً.
أمّا في حال انخفاض نسبة السكر في الدم، فإنّ الجسم يحتاج سريعاً إلى كمية ضئيلة من السكر. وعلى المدى البعيد، المطلوب زيادة عدد الوجبات في النظام الغذائي والتنويع بالمأكولات التي تحتوي الألياف الغذائية بنسبة عالية.
تحفيز المشاعر الإيجابية: السكر ينشّط الدوبامين في الدماغ، ما يحسّن المزاج ويؤمّن الشعور الفوري بالسعادة. لكن يجب الانتباه إلى الكمية بما أنّ المبالغة قد تؤدي إلى تأثير مُعاكس. لذلك يجب الاكتفاء بجرعة ضئيلة لمحاربة مشكلات الكآبة وتحسين المزاج».
وأوصَت بـاستمداد السكر من مصادره الطبيعية وليس من الحلويات والمنتجات الأخرى المصنّعة التي تكون غنيّة بالدهون. الأفضل إذاً التركيز على مشتقات الحليب، والفاكهة، والخضار، والعسل التي لا تؤمّن سكريات طبيعية فحسب، إنما أيضاً مغذيات أخرى صحّية كالألياف، ومضادات الأكسدة، والفيتامينات، والمعادن، جنباً إلى الترطيب».
وختاماً، دعت إلى «عدم التسرّع في إضافة السكر إلى غذائكم عشوائياً بحجّة منافعه الصحّية المذكورة. لا تترددوا في وضع حدّ للجرعة المستهلكة وإلّا ألحقتم الضرر بأجسامكم! تأكدوا أنّ الاعتدال في مختلف المواد هو الحلّ الوحيد للتلذّذ بها بعيداً من آثارها الجانبية المُحتملة».
المصدر: الجمهورية