جنون العلم…أسلحة “نانوية” تهدد كوكب الأرض – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

جنون العلم…أسلحة “نانوية” تهدد كوكب الأرض

جنون العلم...أسلحة "نانوية" تهدد كوكب الأرض
جنون العلم...أسلحة "نانوية" تهدد كوكب الأرض

“جنون العلم يهدد البشرية”، هذا ما عنونت به صحيفة “ذا ديلي ميل” البريطانية تقريرها حول ما وصفته بانتهاج العالم مسار تطوير أسلحة “نانوية”.
ونقدم في التقرير التالي المعلومات الكاملة حول تلك الأسلحة الجديدة، التي حذر خبراء من أنها يمكن أن تهدد البشرية بـ”الانقراض” بنهاية هذا القرن، والمرتكز على كتاب يطلق عليه “نانويابونس” الذي ألفه، لويس دي مونتي:
ما هي الأسلحة النانوية؟
مصطلح “نانوية” مقتبس من كلمة “نانومتر” التي هي عبارة عن وحدة لقياس الأطوال القصيرة جدا، والذي يعتبر جزءا من مليار من المتر، ويستخدم كمصطلح لعدد من الاختصاصات التقنية الدقيقة في صناعات أشباه الموصلات وكيمياء السطوح.
ويستدل من هذا على أن تلك التقنية الجديدة عبارة عن أسلحة دقيقة جدا، أصغر من قطعة “DNA” واحدة، تشبه الحشرات التي ترى بالكاد بالعين المجردة، والتي يمكن أن تهاجم عدوها بسرعة وسرية تامة، وتحقق أقصى درجات الدقة في الوصول للهدف.
وتم استخدام مصطلح “أسلحة نانوية” على نمط تصنيع أسلحة جديدة يعتمد على روبوتات دقيقة الحجم وصغيرة جدا، وتشبه إلى حد كبير الحشرات، يمكنها أن تتسبب في أضرار جسيمة.
وقد يكون حجم تلك الربوتات في بعض الأحيان أرق من شعرة، وأصغر من أصغر حشرة يمكن أن ترى بالعين المجردة.
تهديد للبشرية
الأزمة الكبيرة، التي يراها الخبراء والباحثون أن تلك الأسلحة الشبيهة بالحشرات، يمكنها فعليا أن تمحو البشرية في المستقبل القريب.
ولكن كيف يمكن لتلك الروبوتات الحشرية أن تمحو البشرية؟، يجيب ديل مونتي في كتابه قائلا: “أن تتحدث عن أسلحة عسكرية صغيرة، يمكن أن تطور الجيوش الآلاف وربما الملايين منها، التي يمكن مثلا أن تلقي مئات الأطنان من مادة تي إن تي لتبيد مدينة كاملة في ثواني من دون أن يشعر بها أي شخص، أو يمكن أن تتصدى لها أي دفاعات جوية أو أرضية”.
وتقول “ذا ديلي ميل” يمكن لتلك الأسلحة أن تؤدي فعليا لحرب عالمية يمكن ان توصف بأنها “الأكثر تدميرا” على الإطلاق، والتي تجعل نهاية البشرية كلها على المحك.
أخطر من النووي
ويرى الكتاب، الذي نشرته جامعة “نبراسكا” الأمريكية أن تلك الأسلحة التي تعمل بتكنولوجيا النانو أخطر بصورة كبيرة من الأسلحة النووية التقليدية.
وأرجع الكتاب ذلك الأمر، إلى أن تلك الروبوتات الحشرية الجديدة لن تكون ظاهرة للعين المجردة، فلن تجعل ضحايا تلك الأسلحة يأخذون حذرهم منها، وستفاجئهم بصورة مباغتة بهجمات مميتة.
وأشارت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية إلى أن الخطر الأكبر لن يكون في تطوير “الأسلحة النانوية”، ولكني في تطويرها، بحيث يمكنها أن تحمل مثلا رؤوس نووية دقيقة جدا، وهو ما سيجعلها فعلا خطرا على البشرية بأسرها.
كما أن خطورتها لا تتوقف عند هذا الحد، بل يمكن أن يتم برمجة تلك الأسلحة لتنفيذ عمليات تخريب ممنهجة وقاتلة، مثلا تسميم الهواء في منطقة بعينها، أو تلويث مصادر الغذاء وإمدادات المياه في مكان آخر، وهو ما يجعلها فعليا أخطر من كافة أسلحة الدمار اشامل التقليدية، كالأسلحة النووية أو الكيميائية أو البيولوجية.
علاوة على ذلك فإن قوة تلك الأسلحة التدميرية يتم مضاعفتها بصورة كبيرة، فمثلا يمكن وفقا لتلك التكنولوجيا أن يصبح “الروبوت الحشري” الواحد بقوة تدميرية أقرب لقنبلة أو صاروخ يزن خمسة أرطال، أي 2.3 كيلوجرام متفجرات، وهو ما يجعله قادرا على تدمير مبنى كامل في ثوان معدودة.
الكابوس
أما، الكابوس، على حد تعبير ديل مونتي، فهو يرتكز على احتمالية حصول جماعات إرهابية أو تخريبية على تلك التقنيات من الأسلحة.
وهو ما سيجعل قدرات تلك الجماعات في تنفيذ عمليات إرهابية ذات قدرة تدميرية مرتفعة بصورة لا يمكن تخيلها.
وتوقع الكتاب أن تصل “الأسلحة النانوية” إلى السوق السوداء الخاصة بالأسلحة، خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهو ما سيجعل بأي حال من الأحوال بانقراض البشرية.
وقال دي مونتي: “هناك نحو 20 سبب متوقع في قائمة طويلة قد تكون سببا في انقراض البشرية، لكن حقيقة تلك الأسلحة على رأس تلك القائمة”.
وتنبأ للمرة الأولى بخطر تلك الأسلحة، عام 2008، من قبل خبراء في المؤتمر العالمي للمخاطر الكارثية في جامعة “أكسفورد”، حيث قال الخبرء في المؤتمر: “تكنولوجيا النانو الجزيئية هي واحدة من أكثر الطرق المحتملة للإبادة البشرية”.
من يطورها؟
كشفت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية إن هناك سباق تسلح سري حاليا في تطوير تكنولوجيا الأسلحة “النانوية” بين الولايات المتحدة، وروسيا، والصين.
وأوضحت الشبكة أن كل من تلك الدول الثلاث ينفق ما يمكن وصفه بمليارات الدولارات من اجل تطوير تلك التقنية المتطورة، فيما وصفه ديل مونتي بأنه “سباح التسلح المميت”.
وأجرت فعليا الولايات المتحدة، اختبارات على روبوتات يمكنها أن تفرق ما بين القنابل وباقي الأسلحة، بحيث يمكن تحولها إلى “حيوان قاتل” قادر على ضرب أي موقع بسهولة.
هل هناك فوائد؟
تكنولوجيا النانو في حد ذاتها ليست شرا، بالعكس يمكن أن تكون نافذة علمية هامة والاستفادة منها في مجالات عديدة، مثل الطب، والإلكترونيات، والتطبيقات الصناعية، وغيرها من التطبيقات التي قد تفيد البشرية، مثل تصنيع تلك الروبوتات الحشرية من أجل علاج عدد من الأمراض المستعصية.

المصدر: سبوتنيك