الاعلام الأمريكي ينتقد خطة تهجير ترامب ويتحدث عن مخاطرها بالنسبة للمنطقة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الاعلام الأمريكي ينتقد خطة تهجير ترامب ويتحدث عن مخاطرها بالنسبة للمنطقة

ترامب - الملك الاردني
حنين الموسوي

يشغلُ مقترح ُالرئيس الاميركي دونالد ترامب تهجير َسكان ِقطاع غزة ٍوسائل َالإعلام ِالأميركية والغربية، بعد أن شكك َغالبية ُالخبراء ِوالمعلقين بشدة ِفي إمكانية ِتطبيق ِطرحِه على أرض الواقع. صحيفة ُنيويورك تايمز الأميركية نشرت مقالاً للكاتب  ِتوماس فريدمان  قال فيه إنه يستطيعُ أن يقول بثقة ٍأن اقتراح َترامب هو المبادرة الأكثر ُغباءً وخطورة ًفي الشرق ِالأوسط .

وأضاف فريدمان أنّ خطة ترامب للاستيلاء ِعلى غزة َوطرد َمليوني فلسطيني لا تثبت ُإلاّ شيئاً واحداً هو قِصَرُ المسافة ِبين التفكير ِخارج الصندوق وِخارج َالعقل، مشيراً إلى أن خطةَ ترامب ستؤدي إلى موجة ِاحتجاجات ٍواسعة ٍفي العالم ِالإسلامي وأن المسلمين في أوروبا والشرق ِالأوسط وآسيا سيتظاهرون رفضاً لتهجير ِالفلسطينيين من أرضِهم، وستؤدي إلى تصعيدٍ ضد َالسفارات ِوالمصالح ِالأميركية ِفي المنطقة.

 

صحيفة الإندبندت

من جهتها صحيفة  الاندبندنت البريطانية رات أنّ على المملكة ِالمتحدة ِوأوروبا تولي مهمةِ شرح ِمخاطر ِتطهير ِغزة َلترامب وليس للملك ِالاردني، مشيرة ًإلى أن ما وصفته بحلم ِترامب المحمومِ يمثل ُكابوساً للغرب ِفضلاً عن أن تهديدات ِترامب بقطع ِالمساعداتِ الاميركية عن مصر َوالأردن هي خطيرة ٌولا تقوّي إلا أعداء َأميركا. وأضافت الصحيفة  أن تهديدات ِالرئيس الاميركي بتحويل ِغزة َإلى جهنم لو لم تطلق حماس ُالأسرى بحلول ِيوم ِالسبت المقبل لا معنى لها لانه لا يملك ُأي َقدرة ٍعلى جعل ِحماس َتدفع الثمن.

مجلة دير شبيغل
بدورها نقلت مجلة ُدير شبيغل الألمانية  عن تمير هايمان الرئيس ِالسابق ِلجهاز ِالاستخبارات الصهيوني قولَه إن ترامب يعتمد ُعلى نهج ِالمساومة ِوالضغط ِفي التعامل ِمع الأزمات ِالدولية، مشيراً إلى أنه يستخدم ُغزة َكورقة ِمساومة ٍسواء عبر َالتهديد ِبإعادة توطين ِسكان ِالقطاع أو من خلال ِطرح ِخطط ٍللسيطرة ِعليه كجزء ٍمن صفقة ٍأوسع َتشملُ تطبيع َالعلاقات ِبين كيان العدو والسعودية.

خطوة متهورة وغير مدروسة

اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، الدكتور غسان ملحم، أنّ هذه ليست خطة بالمعنى الدقيق، بل أقرب إلى تصريح سياسي مشترك بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، ويمكن اعتبارها بمثابة إعلان سياسي صدر في سياق تصريح أو مؤتمر صحفي، وقد تتحول لاحقًا إلى خطة فعلية.

ورأى ملحم أن هذه التصريحات صادرة عن شخصية سياسية رفيعة المستوى، هي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرًا أن هذه الشخصية توصف أحيانًا بأنها غريبة الأطوار، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتصرفاتها أو توقع كيفية تطور الأمور بناءً على قراراتها.

وصف ملحم هذه الخطوة بأنها متهورة وغير مدروسة وغير محسوبة، وتشبه إلى حدٍّ كبير النهج الأمريكي النفعي في الاقتصاد السياسي، حيث يتم التعامل مع القضايا الدولية وكأنها مجرد صفقات عقارية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تترتب عليها تداعيات سلبية خطيرة.

أما بخصوص المناخ الإعلامي العالمي والغربي فيما يتعلق بهذا التصريح، فقال ملحم إنه يأتي خارج السياق المعتاد، مما يجعله محطة تستوجب التوقف عندها، سواء بالنسبة للأمريكيين أو لبقية الدول الغربية.

حول جدية تصريح ترامب

أشار ملحم إلى أن هناك احتمالين؛ الأول أن يكون هذا الإعلان جادًا، بمعنى وجود نية فعلية لتحويل هذه الفكرة إلى خطة، رغم أنها محفوفة بالكثير من المخاطر والمحاذير، ليس فقط على الفلسطينيين، بل أيضًا على الإسرائيليين، وكذلك العرب والمسلمين، وقد تؤدي إلى تفجير الأوضاع في المنطقة، إذ إنها لا تراعي حتى حلفاء الولايات المتحدة من المصريين والأردنيين، عندما تتحدث عن تهجير الفلسطينيين بهذه الطريقة إلى بعض الدول العربية.

أما الاحتمال الثاني، فهو أن يكون هذا التصريح غير جاد، بل أُطلق فقط كوسيلة للضغط السياسي والمعنوي على الدول العربية، ولا سيما المملكة العربية السعودية، بهدف انتزاع المزيد من التنازلات السياسية وفرض شروط جديدة قد تدفع المملكة إلى المضي قدمًا في مسار التطبيع. وأشار إلى أن التطبيع هنا ليس بالمعنى التقليدي لجعل العلاقات طبيعية، وإنما توقيع اتفاقيات سلام دون التمسك بمطلب حل الدولتين أو الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وبالتالي القبول بالموقف الأمريكي فيما يتعلق بالسلام مع إسرائيل دون رفع سقف المطالب.

النخب الأمريكية

قسّم ملحم النخب إلى فئتين؛ الأولى هي تلك التي تدور في فلك الإدارة الأمريكية والدولة العميقة، سواء كانت الإدارة ديمقراطية أو جمهورية، إذ تخضع هذه النخب لإرادة مجموعات المصالح والمجموعات الضاغطة التي تسيطر على القرار السياسي، وتقوم بالترويج لهذه السياسات أمام الرأي العام الأمريكي عبر الإعلام. أما الفئة الثانية، فهي النخب التقدمية المستقلة، التي لا تخضع لنفوذ الطبقة السياسية أو الحاكمة، بل تمارس النقد البنّاء، وأحيانًا النقد اللاذع للسياسات الأمريكية.

كما أن هناك شرائح واسعة من النخب الأمريكية، بمن فيهم أساتذة جامعيون ومثقفون وقادة رأي، كانوا واضحين في مواقفهم خلال الاحتجاجات التي شهدتها الجامعات الأمريكية إبان العدوان الإسرائيلي على غزة. وهؤلاء بطبيعة الحال يعارضون مثل هذه التصريحات والمواقف المتهورة وغير المسؤولة.

ولاقى مخطط ترامب رفضًا فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا واسعًا، فيما قوبل بإشادة كبيرة على المستوى السياسي في إسرائيل، بما يشمل مختلف التوجهات. فهل يمضي ترامب قدمًا في خطته رغم الانتقادات العربية والدولية؟

المصدر: موقع المنار