بعدما اقتحمَ وزيرُ الاتصالاتِ الصهيونيُ بواباتِ الاقصى منتهكاً حرمةَ المسجدِ المبارك ، خرجَ من أنفاقِ ما يُسمى بحائطِ المبكى ليُدَوِّنَ على منصةِ اكس هذه العبارة ” اِنَ مستقبلَ أبوابِ القدسِ التي تنيرُ دربَنا هو أنْ تصلَ حتى أبوابِ دمشق” ، أخرجَ الوزيرُ شلومي كرعي مكنوناتِ نفسِه ونياتِ كيانِ الاحتلال. فقضمُ الجولانِ واحتلالُه ، والحملةُ الجويةُ غيرُ المسبوقةِ ضدَّ قُدُراتِ الجيشِ السوريِّ ليست منتهى الحُلُمِ الصهيوني ، اِنما بواباتُ دمشق. فهل تَسمعُ دمشقُ وتعي حقيقةَ ما يُعَدُّ للمنطقة، وهل يدركُ من يُشرِّعونَ بواباتِ التطبيعِ أمامَ كيانٍ يلتمسُ الهيمنةَ والسيطرةَ بآلةِ فتكٍ وقتلٍ حيناً ، وسياساتٍ ناعمةٍ أحياناً اخرى ، هل يدركُ هؤلاءِ أنه لا نهايةَ لاطماعِ هذا العدوِ التلمودية؟ فبينَ بواباتٍ سهلةِ الفتحِ واخرى عصيةٍ فعلُ مقاومة. مقاومةٌ أوصدت في جنوبِ لبنانَ بواباتِ معظمِ القرى الحدوديةِ امامَ العدوِ لستةٍ وستينَ يوماً ليتسللَ عبرَ شُبّاكِ اللجنةِ الخماسيةِ المشرفةِ على وقفِ اطلاقِ النار.
خروقاتٌ وتوغلاتٌ على أشكالٍ مختلفةٍ والنتيجةُ واحدةٌ انَ هذا العدوَ لا يُقيمُ وزناً لتفاهماتٍ ولا لشِرعاتِ حقوقِ الانسان. فاطفالُ قطاعِ غزةَ يموتونَ من البرد ، وأغطيةُ فصلِ الشتاءِ تتكدسُ على المعابرِ الممنوعِ فتحُها فيما ثلاجاتُ الموتى تمتلئُ بالروائحِ الكريهةِ لانقطاعِ الكهرباءِ المحرومةِ على القطاعِ المحاصرِ الذي سلَبَهُ الاحتلالُ كلَّ أسبابِ الحياة ، لكنه عَجَزَ عن اِسكاتِ نَبْضِ الناس ، عن المقاومةِ التي بكلِّ ما اُوتِيَت من قذائفِ ياسين وعبواتِ شُواظ وبالاستفادةِ من مُخلَّفاتِ قواتِ الاحتلالِ من صواريخَ لا تزالُ تقارعُ العدوَ عندَ كلِّ ركامٍ ومجمعاتٍ سكنيةٍ مدمرة . ولليومِ الثاني ترسلُ رسائلَها الى ما بعدَ حدودِ القطاعِ، الى قلبِ كيانِ الاحتلالِ ومستوطناتِ الغلاف عبرَ صواريخَ ظنَ جيشُ الغزاةِ أنه قضى عليها ، صواريخُ تخرجُ من الانفاقِ ومن تحتِ الركامِ لتُذكّرَ العدوَ بأنْ لا حلَّ الا بالانسحابِ الكاملِ من غزة.
المصدر: قناة المنار