أكد وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم للمنار، أنه صور صمود الميدان والموقف المتوازن من الدولة والجيش اللبناني والتضامن الوطني، سيؤسس لحوار وطني لنبني بلداً أضفنا عليه صفة الاقتدار.
وبعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، قال الوزير بيرم إنه أطلع من ميقاتي على أخر مجريات عملية التفاوض والاتفاق المزمع. وأشار إلى أن الاجواء إيجابية “لكننا نتفاءل بحذر، لان طبيعة العدو والتجربة معه تجعلنا متفائلين ولكن بحذر والأمور بخواتيمها”. وأكد الوزي بيرم أن “لبنان بكل مكوناته اصلا قام بما يتوجب عليه”.
وأشار بيرم إلى أن “الحكومة اللبنانية اعلنت التمسك بالقرار 1701، لان لبنان دولة مؤسسة للمنظمات الدولية وتحترم القوانين والقرارات الدولية، وايضاً القانون الدولي الانساني، على عكس العدو الذي نواجهه على المستويين العسكري والسياسي وهو مجرم حرب، بإدانة من المحكمة الجنائية الدولية”.
وشدد على أن “التدمير الذي قام به وقتل الناس نتيجته ليست في الميدان وليست في المعنى العسكري، بل أظهرت انهم مجرمو حرب، بينما الميدان والمقاومة قاما بواجباتهما، وهذا الامر مكن المفاوض اللبناني بأن تكون لديه ورقة قوية في عملية التفاوض من اجل الحفاظ على السيادة اللبنانية وعلى متطلبات السيادة الوطنية لجميع اللبنانيين”.
وأكد أن “المجتمع اللبناني بتكافله مع اغلب القوى السياسية قام بعملية ممتازة جدا تساهم في عملية ارساء مواطنية حقيقية وتضامن حقيقي رغم أي اختلافات موجودة في لبنان نديرها بحوار وطني من اجل تاسيس وطن مقتدر ويليق بجميع ابنائه”.
وأوضح “ان الجميع قاموا بواجباتهم، والجيش موجود ايضا ليكون له عنوان السيادة في لبنان، وبالتالي هذا التضافر بين العوامل التي ذكرناها يمكننا من ان يكون الموقف اللبناني موقفا متوازنا وواقعيا وحقيقيا وله الاقتدار لانه يحسب له حساب، وبالفعل تم الاحتساب له للوصول الى الخواتيم المطلوبة، ما يمكننا قوله بالخلاصة التفاؤل مرتفع المنسوب ولكن الحذر واجب لان التجارب علمتنا ذلك.”
ورداً على سؤال كيف سيكون مسار اطلاق النار ؟ لفت بيرم إلى أن المتوقع ان نرى ما هو موقف العدو، لان لبنان اعلن موافقته مسبقا ضمن اطار القرار 1701 والسيادة اللبنانية”.
ولفت إلى أن “الرئيس ميقاتي كان يركز على ان الأولوية هي وقف اطلاق النار وهذا امر منطقي، وثانيا القرار1701 وهو الاساس، والجيش هو الذي يوجد على كافة الأراضي اللبنانية وهذا منطق الدولة وهذا المفاوض يريد أن يكون لديه قوة بيده، وهذه القوة يصنعها الميدان وصموده، اي عدم السماح الاسرائيلي بتحقيق أهدافه ونحن راينا ان هناك قتالا أسطوريا حصل في الميدان فالاسرائيلي عليه ان يعلن موقفه وتتالى الأمور بعد ذلك.”
حمية: لا دعوة رسمية لعقد جلسة للحكومة غداً
وفي السياق، لفت وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال علي حمية في حديث لقناة “الجديد” الى ان لا دعوة رسمية لعقد جلسة لمجلس الوزراء غدا.
وقال: “نشر في الإعلام ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طلب من الامانة العامة لمجلس الوزارء إجراء الإتصالات والترتيبات اللازمة لتأمين النصاب لـ 16 وزيراً لعقد الجلسة لعرض آلية القرار 1701 بعد وقف إطلاق النار، انما الى الأن لم تتم اي دعوة رسمية. وهذا الموضوع متابع من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس ميقاتي، وبناء عليه اذا وصلت الامور الى ما تم الإتفاق عليه، سيدعو الرئيس ميقاتي الى جلسة رسمية لمجلس الوزراء”.
اضاف: “صحيح اننا نفاوض مع العدو الإسرائيلي بشكل غير مباشر، انما الحذر مطلوب، وما قاله الرئيس بري: “ما تقول فول ليصير بالمكيول”، وشدد على أن “هدفنا الأول وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وباقي الامور تناقش في مجلس الوزراء”، وقال: “عندما يفوض “حزب الله” الرئيس بري بهذا الموضوع التنسيق يكون على اعلى المستويات انما العبرة بالخواتيم ولننتظر الساعات المقبلة”.
واكد ان “وزارة الاشغال بالتنسيق مع الرئيس ميقاتي، ومنذ اليوم الأول للعدوان، كنا وما زلنا الى جانب اهلنا، والوزارة ستكون الى جانبهم لرفع الأنقاض والردميات وفتح الطرقات”.
وشدد على ان “اهل الجنوب سيعودون الى اخر شبر كما وعدهم سماحة الأمين العام لـ”حزب الله” الشهيد السيد حسن نصرالله الذي ترك فينا الكثير من تفكيرنا وبيئتنا ومجتمعنا ومقاربتنا للأمور الوطنية للبنان الذي هو لجميع أطيافه”.
كما اكد “ان أهل الأرض سيعودون الى اراضيهم لأخر شبر من الجنوب، كما ان هذه البيئة أثبتت بالأفعال وليس بالأقوال ان العدو الإسرائيلي مهما كانت اهدافه “أهلنا بدن يرجعوا الى أرضن، يا بدنا نحضن التراب لآخر شبر أو التراب بيحضننا”.
وقال: “نحن من محبّي الحياة، انما نريد العيش بكرامتنا وبسيادتنا على ارضنا ونحن لا ننسى اننا كدولة وحكومة لبنانية لنا حق السيادة على كامل اراضينا”.
حراك سياسي في السرايا حول مواضيع مالية ووزارية
وفي وقت سابق اليوم، اجتمع ميقاتي مع وزير العدل هنري الخوري صباح اليوم في السرايا وعرض معه كافة المستجدات وشؤونا وزارية.
واستقبل ميقاتي رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم الذي قال بعد اللقاء: “تشرفت بلقاء دولة الرئيس وهو مطمئن لمسار الأمور باتجاه وقف إطلاق النار حسب المصالح اللبنانية والمصلحة العليا وهذا أمر مؤكد”
وأشار كرم إلى أنه نقل رسالة من البطريرك الماروني بشارة الراعي تتعلق بشؤون الطائفة، كما تطرق البحث في مرحلة ما بعد الحرب وما ينتظر البلد من تحديات.
كما التقى الرئيس ميقاتي رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران وبحث معه اوضاع الجامعة اللبنانية. كذلك استقبل المدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وجرى عرض للأوضاع الامنية في البلاد.
كما ترأس ميقاتي اجتماعا لـ “اللجنة الوزارية المكلفة متابعة خطة العمل الموضوعة من قبل مجموعة العمل المالي للجمهورية اللبنانية للخروج من اللائحة الرمادية”.
وتحدث وزير المالية بعد الاجتماع وأشار إلى أن البحث جرى حول مسائل تتعلق بالقضاء والأمن، والمالية، وأمور عديدة، وقال إن “الرهان هو على تحسين الاوضاع وعدم الوقوف في مكاننا، وزيادة الإنتاج. ونحن لدينا تحسن جيد والرهان هو على الإنتاج في هذه المواضيع”.
وعن خروج لبنان من اللائحة الرمادية اعلن:”هذا الامر ممكن جدا”. وعن الوقت المتاح لذلك، قال: “ليس الآن، يلزمنا سنة، ليتمكنوا من قياس ما حصل في هذه الامور، وما حصل في الممنوعات، وإذا كان سجل تحسن ام لا، ولكن وضع لبنان الى تحسن”. وعن إعادة الأعمار، قال “هذا الموضوع موجود على كل طاولة اجتماع”.
سئل: هل بدأتم بأخذ وعود من دول عربية او خليجية للاعمار؟ اجاب “أتصور ولكن لا أعرف التفاصيل، ولكن نشعر بأن هناك أهمية توليها هذه الدول للبنان، لم تكن موجودة قبلا”.
المصدر: موقع المنار