“.. لقد قدم سماحة السيد صفي الدين جلّ حياته في خدمة حزب الله والمقاومة الإسلامية ومجتمعها وأدار على مدى سنوات طويلة من عمره الشريف بمسؤولية واقتدار المجلس التنفيذي ومؤسساته المختلفة ووحداته العاملة في مختلف المجالات وكل ما له صلة بعمل المقاومة قريباً من مجاهديها، لصيقاً بجمهورها محبّاً لعوائل شهدائها حتى حباه الله بالكرامة شهيداً في قافلة شهداء كربلاء النورانيّة..”، هذا بعض مما ورد في بيان نعي حزب الله لسماحة الشهيد السيد هاشم صفي الدين يوم 25-10-2024.
ولا شك ان الشهيد السيد صفي الدين كان مجاهدا وقائدا الى جانب الشهيد الاسمى والاغلى في مسيرة حزب الله سيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله(قده)، “.. فكان أخاه وعضده وحامل رايته ومحل ثقته ومعتمده في الشدائد والكفيل في المصاعب، مضى على ما مضى عليه البدريّون ناصراً لدين الله، تقياً، صالحاً، رائداً، مدبّراً، مديراً، قائداً وشهيدا”، بحسب ما وصفه بيان حزب الله المذكور أعلاه، واللافت في مسيرة السيد الشهيد صفي الدين وكما ركّز بيان الحزب انه كان شخصا إداريا وعمليا بامتياز، ولقد شهد حزب الله ومؤسساته المختلفة تطورا كبيرا في ظل ترؤوسه للمجلس التنفيذي للحزب وذلك بفضل الله أولا، وتاليا جرّاء العمل المميز والدؤوب المخلص الذي بذله الجميع تحت إشراف وقيادة وتوجيه هذا السيد المدبّر والمدير.
ومؤسسات حزب الله تغطي الكثير من مجالات الحياة العامة للمجتمع المقاوم وبيئة وأهل هذه المقاومة، ولا تقتصر فقط على مجالات العسكرية والامنية وما قد يرتبط بهما، بل ان هذه المؤسسات تشمل القطاعات التربوية والثقافية والصحية والخدماتية والاجتماعية والرياضية والإعلامية وغيرها، وصولا لكثير مما يخص شؤون الناس الفردية والجماعية، وهي تشمل مختلف شرائح المجتمع ومن مختلف الاعمار دون تمييز بين النساء والرجال او بين الكبار والصغار، والخدمات تقدم في كثير من الأحيان بالمجان او بشكل رمزي او حتى بطريقة تشجيعية لتمكين العامة من الحصول على الخدمة او لكسر الاحتكار في بعض الفترات الزمنية او لمواجهة حصار ما قد يضربه بعض الاعداء على الوطن.
كما ساهمت مؤسسات حزب الله في ظل إشراف وإدارة الشهيد السيد صفي الدين برفع مستوى المجتمع الاجتماعي والتعليمي والفكري بما ينعكس إيجابا على الوطن ككل ومن خلفه الامة، فبناء المجتمعات يبدأ إنطلاقا من بناء وتأسيس الفرد على مبادئ صحيحة وصلبة ومن ثم ننتقل لتعميم الفائدة على الشرائح الاوسع في المجتمع.
وأيضا السيد صفي الدين كما عمل على رفع مستوى المجتمع ورفع مستوى الخدمات المقدمة له، أيضا كان يؤكد على رفع مستوى الكادر البشري في مؤسسات حزب الله بما يوجبه تطور العصر وما يحتاجه كل فرد من مهارات شخصية في العديد من المجالات المرتبطة بشكل او بآخر بعمله او ما يرتبط بالثقافة العامة والدينية الضرورية لاي إنسان ينفتح على العمل بالشأن العام او القريب من الناس، وبالسياق، قال سماحة الشهيد السيد في كلمة له يوم 20-9-2023 إن “العديد من السياسات العامة والخاصة للعمل على خدمة عيال الله وتأكيد أن هذا الطريق من الطرق الأساسية للتقرب إلى الله تعالى”، ولفت الى “أهمية تعميق ثقافة المجتمع لجهة التكافل والتعاون”، وشدد على “أهمية التدريب والتأهيل لاكتساب مهارات ولياقات الخدمة، وضرورة التخطيط والبرمجة للإستفادة من الطاقات، فضلاً عن الابتكار لبرامج وأساليب جديدة مع إشراك الأفراد في تقديم الأفكار، وكذلك تعميم برامج الخدمة لتطال كل فرد..”.
هذا كان بعضا مما قدمه الشهيد السيد صفي الدين في مسيرته الجهادية، وهو كما بقية القادة الشهداء الذين حملوا المسؤولية في خط المقاومة الاسلامية طالما سعوا لنيل الحسنيين: النصر والشهادة، وبالتالي الشهادة كانت هدفا بحد ذاتها لنهاية تليق بحياة جهادية لقائد هاشمي حسيني كالسيد هاشم صفي الدين، ونحن في أجواء يوم شهيد حزب الله التي تشكل محطة للاستفادة من سير الشهداء والقادة لتحمل المسؤولية ومواصلة الطريق، وذلك انطلاقا مما سبق ان قاله الشهيد القائد السيد حسن نصر الله(قده) “.. إننا على مشارف نصر عظيم ولا يجوز ان ننهزم بسقوط قائد عظيم من قادتنا بل يجب ان نحمل دمه ورايته وأهدافه نمضي الى الأمام بعزم راسخ وإرادة وإيمان وعشق للقاء الله..”.
المصدر: موقع المنار