طائراتُهم تتساقطُ من عليائها كما مروحيةِ رفح، وجنودُهم يتطايرونَ من مواقعِهم كما حالِهم في الشمال، وشرطيوهم يُقتلونَ دهساً او بالرصاصِ كما في الضفة، وليسَ في جَعبتِهم الا المجازرُ بحقِ المدنيين المحتمين بعناوينِ الاممِ المتحدة، كما حالِ مخيمِ المواصي للنازحين اليوم، الذي استهدفَه الاحتلالُ مرتكباً مجزرةً جديدة..
لا جديدَ في تهديداتِ قادتِه ولا تحشداتِ تصريحاتِهم المرتبكة، واِن كانَ النفخُ ببوقِ حربِ الشمالِ ابرزَ العناوين، فانَ الردَّ من الخبراءِ والقادةِ السابقين، الذين يصفون عنترياتِ قادتِهم بغيرِ المنطقيةِ والمفصولةِ عن الواقع..
وبدليلِ الوقائعِ العسكريةِ فانَ الحاجةَ هي الى جنودٍ غيرِ موجودينَ وفرقٍ مشتتةٍ على الجبهاتِ من غزةَ الى الضفةِ قبلَ الشمال، فكيف لحكومةِ نتنياهو ان تُلوّحَ بتوسيعِ الحربِ شمالا، سألَها خبراءُ وصحفيون واعضاءُ كنيست سابقونَ وحاليون، ومنهم ميراف كوهين التي نَصحت حكومتَها بانَ الافضلَ ايجادُ الحلِّ من دونِ حرب، سائلةً اينَ الجنودُ الذين سيقاتلون بهم في الشمالِ بعدَ احدَ عشرَ شهراً من الاستنزاف، معتبرةً انَ الوقتَ لا يَعملُ لمصلحتِهم..
وحكومةُ نتنياهو ايضاً، لا تعملُ لمصلحةِ كيانِهم كما يُجمعُ معارضوها ومعهم واشنطن، المتخبطةُ بينَ دعمِها اللامحدود لحربِ الابادةِ على غزةَ كما اَظهرت مناظرةُ مرشحَيْها الرئاسيينِ، والمحتاجةُ ادارتُها لوقفٍ انتخابيٍّ لاطلاقِ النار..
فيما على ارضِ الواقعِ النارُ تُطوِّقُ المحتلَّ من كلِّ اتجاه، وكلُّ خِياراتِه صعبة، بل اِنَ اسهَلَها القبولُ بصفقةِ تبادلٍ للاسرى ووقفُ اطلاقِ النارِ كما يقولُ زعيمُ المعارضةِ الصهيونيةِ يائير لابيد..
وما قالَه الميدانُ اليومَ على سبيلِ المثالِ يؤكدُ ذلك، من الاعترافِ بقتيلينِ وسبعةِ مصابينَ من الجنودِ بتحطمِ مروحيةٍ في رفح، ومقتلِ جنديٍّ دهساً قربَ رام الله، واصاباتٌ بينهم جنديٌ بحالٍ حرجةٍ بصواريخِ حزبِ الله على مستعمرةِ دان في الجليل كما اعترفَ الجيشُ العبري..
في لبنانَ اعترافٌ اوروبيٌ بأنْ لا حلَّ الا الحلَّ الدبلوماسيَّ للحربِ وتطبيقَ القرارِ 1701 كما قالَ مفوضُ الخارجيةِ في الاتحادِ الاوروبي جوزيب بوريل الذي يزورُ بيروت، في ظلِّ تسعيرِ الحربِ الصهيونيةِ في المنطقة..
المصدر: قناة المنار