أصيب 3 مستوطنين صهاينة أحدهم قائد لواء “عتصيون” بالجيش الإسرائيلي وجندي بجراح بعمليتين متزامنتين بموقعين في “غوش عتصيون” شمال مدينة الخليل، فيما أعلن عن استشهاد منفذيهما؛ وذلك عند انتصاف ليل الجمعة – السبت.
وأوردت تقارير إسرائيلية، أن الحديث عن عمليتين نفذتا بسيارتين مفخختين، إذ أن الأولى وقعت الساعة (23:35) عند انفجار إحداهما في محطة وقود، بينما العملية الأخرى وقعت الساعة (23:40) عند اختراق المركبة الثانية لمستوطنة “كرمي تسور” وانفجارها داخلها بعد إطلاق النار عليها واصطدام مركبة أمن المستوطنة بها ما أدى إلى اشتعال النيران بها أيضا ووقوع إصابة فيها.
وأفيد بأن قائد لواء “عتصيون” وهو برتبة عقيد بالجيش الإسرائيلي أصيب بجراح طفيفة بيده، بالإضافة إلى إصابة جندي آخر وكلاهما بنيران إسرائيلية بعد انفجار السيارة في محطة الوقود؛ وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي.
وترجح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أن المقاومين قادا السيارتين سويا في شارع 60، ثم انفصل أحدهما متجها نحو محطة الوقود والآخر نحو مدخل مستوطنة “كرمي تسور”.
وفي التفاصيل، فإنه في إحدى العمليتين وصل أحد المقاومين إلى مدخل مستوطنة “كرمي تسور” وحاول دهس عناصر أمن ثم اخترق الحاجز في المكان وتسلل إلى داخل المستوطنة.
وبحسب “نجمة داود الحمراء”، فإن طواقمها قدمت العلاج لإسرائيلي (28 عاما) عانى جروحا طفيفة في منطقة الصدر جراء اصطدام مركبته بمركبة المنفذ، فيما جرى إعلان استشهاد المقاوم في المكان.
وفي العملية الثانية التي وقعت بمحطة وقود وتخللها انفجار سيارة قرب المستوطنة المذكورة، أصيب إسرائيليان بجراح متوسطة وطفيفة جراء تعرضهما لإطلاق نار، فيما جرى إصابة المنفذ بالمكان.
وأورد موقع “واينت” عن تقديرات جيش الاحتلال، أنه عندما لاحظ المنفذ “اشتعال النيران بالسيارة خرج منها لمهاجمة عمال في محطة الوقود، وقد قتل جراء الانفجار أو بنيران قوات الأمن التي تواجدت في المكان”.
وتشير تقديرات جيش الاحتلال إلى أن تفجير السيارة في محطة الوقود كان لاستدراج قوات الأمن إلى المكان.
وتطرق جيش الاحتلال إلى العملية الأولى بالقول، إن “مركبة اشتعلت بها النيران وانفجرت في محطة وقود بمفرق ’غوش عتصيون’، ومع وصول القوات إلى المكان جرى إطلاق النار على المقاوم، ما أدى إلى استشهاده عند خروجه من المركبة ومحاولة هجومه على العناصر.
وعن العملية الثانية، ذكر أنه جرى “محاولة دهس عنصر أمن في مدخل ’كرمي تسور’ والتسلل إلى المستوطنة. ودفع جيش الاحتلال بقوات معززة إلى مكان العمليتين، فيما لم يحدد ما إذا كانت العمليتين مرتبطتين ببعضهما البعض.
تحقيق أولي للاحتلال: منفذا عملية “غوش عتصيون” كانا يخططان لتفجير سيارات في موقعين مختلفين بالتزامن
وأكد مسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح السبت، أنه كان هناك تنسيقًا واتصالًا بين الفلسطينيين اللذين نفذا العمليتين في “غوش عتصيون”، ليل أمس الجمعة، وفق ما نشرت إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وكشفت التحقيقات الأولية أن “الفلسطينيين انطلقا من منطقة الخليل في نفس الوقت وتوجها شمالًا إلى غوش عتصيون، حيث كانا يخططان لتفجير سيارات مفخخة في موقعين مختلفين بالتزامن”، على حد قول المسؤولين الإسرائيليين.
وذكرت إذاعة الجيش أنه في أعقاب الهجوم المزدوج، نشر جيش الاحتلال أعدادًا كبيرة من القوات في منطقة الخليل والقرى المحيطة بها، حيث أقاموا حواجز وأجروا عمليات تفتيش مكثفة.
كما قام جيش الاحتلال صباح اليوم بإغلاق الحرم الإبراهيمي أمام دخول المصلين الفلسطينيين بزعم الخوف من وقوع عمليات أخرى، بينما سُمح بدخول المستوطنين اليهود. وأشارت الإذاعة إلى أن التحقيق لا يزال جاريًا لتحديد هوية الفلسطينيين وانتمائهما التنظيمي.
وزعم التحقيق أنه “تم العثور في إحدى سيارات المنفذين على عبوة ناسفة تزن 10 كيلوغرامات، والتي أدت إلى تفجير المركبتين، لكنها لم تتسبب في أضرار جسيمة حولها”. ويُشار إلى أن “العبوة قد أصابت محطة وقود في مفترق غوش عتصيون لكنها لم تنفجر بالكامل”.
حماس: هذه العملية البطولية رسالة بأن المقاومة ستبقى ممتدة ومتواصلة
وقالت حركة حماس في بيان “إن العملية البطولية المزدوجة التي وقعت الليلة قرب “غوش عتصيون” ومستوطنة “كرمي تسور” شمالي الخليل، هي رسالة واضحة بأن المقاومة ستبقى ضاربة وممتدة ومتواصلة طالما استمر عدوان الاحتلال الغاشم واستهدافه لشعبنا وأرضنا”.
وأشارت إلى أن هذه العملية تحمل “دلالة رمزية من حيث مكان حدوثها في خليل الرحمن جنوب الضفة؛ ومن حيث زمانها كونها تأتي في هذا الوقت الحساس الذي نشهد فيه تصعيد الاحتلال لعدوانه على محافظات شمال الضفة، ومجازره وإبادته الجماعية في قطاع غزة، لتؤكد للاحتلال أنه لا يمكنه الاستفراد بأي جزء من الوطن، وأن الخزان البطولي لشعبنا ومقاومتنا في الضفة سيفاجئ الاحتلال في كل زمان ومكان”.
وأضافت “تمثل هذه العملية البطولية صفعة جديدة لمنظومة الاحتلال الأمنية، حيث تأتي في ظل حالة التأهب داخل الكيان، الذي لن ينعم بالأمن فوق أرضنا وسيتلقى مزيداً من الضربات الموجعة من مقاومينا الأبطال”.
ودعت حماس “شعبنا ومقاومتنا لمزيد من المواجهة والرد على جرائم الاحتلال المستمرة، فنحن أمام استمرار معركة طوفان الأقصى المباركة؛ التي لابد أن تتكاتف فيها كل الجهود وكل السبل لردع الاحتلال وإفشال عدوانه ومخططاته الخبيثة”.
حركة الجهاد الاسلامي: محاولات العدو القضاء على المقاومة سواء في الضفة أو في غزة ستبوء بالفشل
وباركت حركة الجهاد الاسلامي نبارك العملية النوعية المزدوجة التي نفذها مقاومون أبطال في مستوطنة “غوش عتصيون”، شمال الخليل، والتي أوقعت عدداً من جنود العدو، من بينهم ضابط.
وقالت الحركة “إن التضليل الإعلامي الذي يمارسه العدو عبر نشر روايات مفبركة والتقليل من شأن الاختراق الأمني الذي حققه المقاومون في هذه العملية، لن يغير من واقع الأمر شيئاً. بل تكشف هذه المحاولات أن العملية قد أصابت المستويين الأمني والسياسي في الكيان بالحرج الشديد”.
وجددت الحركة التأكيد على أن “كل محاولات العدو القضاء على المقاومة سواء في الضفة أو في غزة، ستبوء بالفشل؛ فالجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال المجرم ومستوطنيه، هي الوقود الأول للمقاومة”.
لجان المقاومة: وتكشف مرة أخرى فشل وهشاشة المنظومة الأمنية الصهيونية
وباركت لجان المقاومة في فلسطين العمليتان الفدائيتان في مغتصبة غوش عتصيون وكارمي تسور، مؤكدة أنها تأتيان رداً طبيعيا على إجرام العدو الصهيوني وجيشه الجبان في الضفة وغزة ورسالة قوة ممهورة بالدم والنار أن مقاومة شعبنا متصاعدة ولن تستطيع أي قوة أن توقفها .
وقالت لجان المقاومة في بيان “هذه العمليات تجسد بكل قوة إرادة شعبنا ومقاومته وان عمليات القتل والإغتيالات المتواصلة لن تزيد شعبنا إلا إصراراً وعزيمة وثباتاً وتجذرا في أرضه وتمسكاً بحقه في المقاومة حتى زوال الغاصبين الصهاينة”.
وأضافت “كل محاولات إخماد جذوة المقاومة الملتهبة رغم كل عمليات الملاحقة والإجرام والتنكيل وتكشف مرة أخرى فشل وهشاشة المنظومة الأمنية الصهيونية التي بات يصيبها العمى والخيبة والذعر والارتباك في كل ساحات المواجهة والإشتباك”.
وأكدت أن “العملية البطولية المزدوجة في الخليل رسالة للجمهور الصهيوني بأن قادته العارقين في الأوهام والفشل المطلق لن يجلبوا لهم إلا الخراب والدمار وأن صراعنا وثأرنا للدماء الزكية لن يتوقف إلا برحيلكم وزوالكم عن أرضنا”.
ودعت لجان المقاومة “جماهير شعبنا وشبابه المقاوم الثائر في كل أرضنا المحتلة الى مواصلة وتصعيد المقاومة بكافة أشكالها وضرب العدو الصهيوني النازي ومواصلة الاثخان ليعلم ان شعبنا ومقاومته لن تهدأ او تتراجع حتى زواله وكنسه عن أرضنا المباركة”.
من هو قائد لواء “عتصيون”؟
تسلم قائد لواء “عتصيون” في جيش الاحتلال “غال ريتش” الذي أصيب في عملية الخليل منصبه قبل أسبوعين فقط. وتأسس لواء “عتصيون” بعد اندلاع الانتفاضة الأولى مسؤول عن الاعتقالات والاقتحامات وتأمين المستوطنات في الخليل وبيت لحم.
وانضم ريتش في بداية خدمته في جيش الاحتلال إلى الوحدة التكتيكية الخاصة للإنقاذ الخاص (669)، وحصل على دورة ضباط في قوات المشاة ثم دخل في لواء “كفير”.
وشارك في الحرب على لبنان (2006) وفي معارك عيتا الشعب ومركبا وبنت جبيل، وعاد إلى قيادة لواء “كفير” الذي يعتبر مشاة النخبة في جيش الاحتلال.
لاحقًا، قاد لواء “عوز” الذي شكله رئيس أركان جيش الاحتلال السابق آيزنكوت في 2015 وضم إليه القوات الخاصة وهدفه تنفيذ عمليات ومهمات “خلف خطوط العدو”. وقبل توليه قيادة لواء “عتصيون”، شارك في العدوان المستمر على قطاع غزة.
المصدر: مواقع