تسبّبت الحرائق التي اندلعت شمال فلسطين المحتلة على تخوم الحدود اللبنانية بفعل صورايخ المقاومة بحالة هستيريا اسرائيلية تصاعدت خلالها التهديدات بإرجاع لبنان الى العصر الحجري، وبإحراقه.
تهديدات صدرت تحديداً عن الجناح المتطرف في الحكومة الصهيونية، بعد الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة هناك وصلت الى 2.470 فداناً تبعاً لصحيفة “تايم أوف اسرائيل”، وإصابة 11 مستوطناً و6 جنود احتياط. تهديدات تزامنت مع ارتفاع نسبة الإسرائيليين الذين يؤيدون الحرب الشاملة ضد لبنان ) استطلاع صحيفة معاريف 62% من الإسرائيليين يؤيدون الحرب) . بالمقابل شكلت هذه الحرائق مشهدية مختلفة داخل الكيان سيما مع إدخال المقاومة لأسلحة جديدة الى الميدان وإظهارها ضعف المنظومة “الدفاعية” الإسرائيلية، واضطرت حتى الإعلام المناهض لها بأن يعترف بهذه القدرات العسكرية المتفوقة على الكيان.
المزيد مع الاعلامية زينب حاوي:
“اسرائيل تحترق” وبن غفير يهدد:
البداية مع مشهدية الحرائق الملتهمة في الشمال الفلسطيني المحتل، وخروج تصريحات مهددة لـ لبنان أبرزها من وزير الأمن القومي بن غفير الذي دعا الى إحراق لبنان.
ماذا حصل في الشمال الفلسطيني المحتل:
اندلعت الحرائق الهائلة بفعل صواريخ المقاومة.مشهدية وصفت بالصادمة لكيان الإحتلال، تطلبت تدخل الإطفاء وإخلاء المستوطنين لمنازلهم. مشهدية لم يعتد عليها الإحتلال ولم يكن أمامه سوى إطلاق مزيد من التهديدات بحق لبنان.
شهر أيار/مايو الأكثر كثافة في العمليات النوعية للمقاومة:
تزامنت الحرائق في الشمال الفلسطيني مع سلسلة عمليات عسكرية نوعية للمقاومة، استطاعت كشف ضعف المنظومة الإسرائيلية. شبكة “الجزيرة” وفي تقرير تحليلي لها، تحت عنوان :”حزب الله واسرائيل على حافة الحرب أم التسوية؟” (نشر في 6 حزيران). في مضمونه حديث عن أن المقاومة خلال الأسابيع الماضية أدخلت أنواع أسلحة جديدة، وكثفت من إطلاق مسيراتها التي وصلت الى “نهاريا لأول مرة”. في التقرير أيضاً نقل لكلام مسؤولين اسرائيليين سابقين قولهم بأن “من يتابع تدمير المستوطنات في الشمال يدرك أن ليس لإسرائيل دفاع حقيقي ضد صورايخ حزب الله وقذائفه ومسيراته”. ويذكر التقرير بأنه منذ اندلاع المواجهة أدت “هجمات حزب الله الى استقدام اكثر من ثلث الجيش الإسرائيلي ونزوح أكثر من 100 الف مستوطن”. ينقل عن مركز “ألما” بأن شهر أيار شهد أعلى كثافة نيران لهجمات حزب الله فقد نفذ نحو 325 هجوماً بمعدل 10 هجمات يومياً”. إضافة الى زيادة اعداد الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات المسيرة.الى جانب تنفيذ المقاومة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى 31 مايو/أيار 2024 ما يقدر بـ1964 هجوما، تم تنفيذ 46% منها ضد البنية التحتية الإسرائيلية.
الإعتراف بالتفوق التكنولوجي للمقاومة:
مشهدية الحرائق شمال فلسطين المحتلة مضاف اليها إدخال المقاومة أسلحة جديدة الى الميدان وإظهار ضعف الإحتلال، أجبر الإعلام المناهض للمقاومة على الإعتراف بقدراتها العسكرية المستجدة. شبكة Cnn الأميركية وفي مداخلة لمراسلها في بيروت، اقر بأن المقاومة تفوقت تكنولوجياً على الإحتلال وهذا الامر أدخل تغيرات على هذه الحرب منذ اندلاعها.
بدورها شبكة “سكاي نيوز” الإماراتية اضطرت الى الإعتراف بإمكانيات المقاومة المتواضعة أمام ترسانة الإحتلال، وقدرتها على إشغال المنظومة “الدفاعية” لقوات الاحتلال.
المصدر: موقع المنار